وجهة نظر وارن بافت.. هل المؤهلات التعليمية ضرورية للنجاح في عالم المال؟
وارن بافت، المعروف بـ "حكيم أوماها"، هو واحد من أعظم المستثمرين في التاريخ، بدأ رحلته الاستثمارية بمبلغ 100 دولار فقط، ليصبح اليوم أحد أغنى رجال العالم بثروة تُقدَّر بـ 149.5 مليار دولار. ومع ذلك، فهو يرى أن النجاح في عالم المال لا يعتمد بالضرورة على الشهادات الجامعية.
بداية مبكرة ورؤية مختلفة
منذ طفولته، كان لدى بافت حس تجاري استثنائي، حيث اشترى أول 3 أسهم له في سن 11 عامًا في شركة Cities Service بسعر 38 دولارًا للسهم. لكنه باعها مبكرًا، ليتعلم لاحقًا واحدة من أهم دروس الاستثمار: الصبر. خلال سنوات مراهقته، جرّب عدة أعمال، مثل بيع العلكة والصحف والآلات الموسيقية، مما عزز لديه عقلية ريادية منذ الصغر.
اقرأ أيضًا :كيف تتعامل مع موظف يعاني اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
الموهبة أهم من التعليم الأكاديمي
رغم حصوله على درجة البكالوريوس من جامعة نبراسكا والماجستير في الاقتصاد من جامعة كولومبيا، يؤكد بافت أن النجاح في الاستثمار لا يعتمد على المؤهلات الأكاديمية. في رأيه، لا يهم اسم الجامعة التي تخرج منها الشخص أو حتى إن كان يحمل شهادة جامعية من الأساس، إذ يرى أن الموهبة التجارية غالبًا ما تكون فطرية.
أمثلة تدعم وجهة نظره
في رسالته السنوية لمساهمي بيركشاير هاثاواي هذا العام، استشهد بافت بأمثلة ناجحة لمليارديرات لم يكملوا دراستهم الجامعية، مثل بيل جيتس، الذي ترك جامعة هارفارد عام 1975 ليؤسس مايكروسوفت، وحقق ثروته في سن 31 عامًا. كما ذكر قصة رجل الأعمال بن روزنر، الذي أسس شركة ملابس بقيمة 44 مليون دولار رغم عدم امتلاكه شهادة جامعية.
رحلة بيركشاير هاثاواي
في سن 26 عامًا، أسس بافت شركته الاستثمارية، وبدأ بشراء الشركات بأسعار زهيدة وتحقيق أرباح ضخمة. عام 1965، استحوذ على شركة النسيج بيركشاير هاثاواي، وحوّلها إلى واحدة من أقوى الشركات الاستثمارية في العالم، والتي تمتلك اليوم حصصًا ضخمة في شركات مثل كوكاكولا، آبل، بنك أوف أمريكا وديري كوين.
اقرأ أيضًا:الاستثمار المؤثر.. كيف تحقق الأرباح وتترك بصمة إيجابية في العالم؟
النجاح لا يُقاس بالشهادات
في النهاية، يرى وارن بافت أن التفوق في عالم المال يعتمد على التفكير الاستثماري الذكي، واتخاذ القرارات الصائبة، وليس مجرد الحصول على شهادة جامعية. فالموهبة، والشغف، والرؤية المستقبلية هي العوامل الحقيقية التي تصنع النجاح.