فتوى الصيام في حال الإصابة بكورونا.. ماذا عن جهاز المناعة؟
يشهد العالم الإسلامي بل والعالم أجمع تغيرات جذرية هذا العام، وذلك بسبب انتشار جائحة كورونا، منذ شهر ديسمبر الماضي في الصين ومنها إلى أنحاء العالم، الأمر الذي جعل هناك تغيرات في صيام شهر رمضان، حيث يتحرى البعض فتوى الصيام في حال الاصابة بكورونا، وذلك وسط عجز الأطباء والمتخصصين في العثور على علاج أو لقاح لعلاج الفيروس التاجي القاتل.
والطريقة الرئيسية للوقاية من المرض تنقسم إلى إجراءات غسل اليدين واستعمال الكحول الإيثلي بطريقة ما، من أجل قتل الفيروسات والبكتيريا التى قد تنتقل من شخص لآخر، والطريقة الثانية هي إكساب الجسم المزيد من المناعة من أجل وقايته من الإصابة ومقاومة الفيروس التاجي كوفيد 19، فالحديث هنا عن إمكانية صيام المصابين بكورونا وهل هناك مخاطر من الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة من اليوم.
ورغم ذلك تعالت الدعوات من قِبل ملايين المسلمين حول العالم، من أجل ضرورة الصيام في هذا العام بالتحديد، وفي ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، بعد حصده أرواح أكثر من ربع مليون نسمة، وإصابة قرابة الثلاثة ملايين ونصف إنسان حول العالم، وفي هذا التوقيت تعددت الردود حول ضرورة صيامهم من عدمه، حيث تحدث الأطباء وعلماء الدين، ولكن من يحسم الجدل في النهاية؟
فتوى الصيام في أوروبا وسط كورونا
كشف المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في أوروبا، عن رده على إمكانية صيام الأشخاص في رمضان وسط انتشار فيروس كورونا من عدمه، وردًا على تساؤل أنه هل يجب على المسلم شرب المزيد من السوائل والمياه خلال شهر رمضان، من أجل منع جفاف الحلق، وبالتالي الوقاية من الإصابة بالفيروس التاجي؟، وهو ما رد عليه المجلس في فتواه بأن تلك الفرضية ليست صحيحة وليس لها أي دليل علمى تستند إليه.
الدراسات العلمية تثبت فوائد الصوم
وأكد المجلس أنه على عكس ما يتم تداوله من فرضيات مغلوطة، فإن الدراسات العلمية أثبتت فيما سبق أن الصوم له فوائد عديدة على الصحة، وأبرزها تقوية مناعة الصائم من أجل درء الأوبئة عنه في فترة الامتناع عن الطعام والشراب، وأضاف المجلس في ذلك: «في حال كان الصائم مصابا بفيروس كورونا، فعليه أن يفطر ويتناول الدواء لأنه معني بالرخصة الشرعية وعليه القضاء أو تقديم فدية بحسب حاله، لكن إذا عوفي منه، فيجب عليه الصيام».
ورد المجلس على تساؤل آخر حول إمكانية تأجيل صيام شهر رمضان الحالي إلى وقت آخر، بسبب انتشار الفيروس وكان رد المجلس: «صوم رمضان يبدأ مع بداية شهر رمضان ولا ينبغي أن يختلط بغيره من أيام شهور أخرى قبله أم بعده"، موضحا أنه "لا يمكن للمسلمين تأجيل صوم رمضان لفترة أخرى من السنة، وتأجيل الصيام بحجة اتقاء الإصابة بفيروس كورونا هو سبب لا صحة له، بل بالعكس فإن للصوم فوائد للجسم ويساعد على مقاومة الأوبئة».
رد الأزهر على الصوم في زمن كورونا
أفادت لجنة البحوث الفقهية بالمسجد الأزهر، أنه: «لا يتوفر لغاية الآن أي دليل علمي يؤكد وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورنا والصوم خلال شهر رمضان، وعلى ذلك تبقى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه من وجوب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم في الإفطار شرعًا من أصحاب الأعذار».
وفي بداية أزمة فيروس كورونا، كان الأزهر قد أصدر فتواه التى أكد فيها أن: «الحديث عن إفطار المسلم كإجراء وقائي بترطيب الفم للحماية من العدوى، سابق لأوانه، ولكن يرجع في حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه، للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ صائم مسلم بالإفطار من عدمه».
الصوم وجهاز المناعة
وبالعودة إلى الدراسات العلمية السابقة، فإن هناك إثباتات على أن الصيام لأكثر من 14 ساعة متواصلة من شأنه تقوية جهاز المناعة، وهو يُعد جزء من الحميات الغذائية التى انتشرت في بعض الأوقات، وهي عبارة عن الصوم المتقطع، والتى تعتبر فائدة للجسم للتخلص السريع من السموم.
منظمة الصحة العالمية، أصدرت بعض التوجيهات عن الوقاية من العدوى، وتضمنت تلك التوجيهات تعليمات خاصة بطهو الطعام بشكل جيد للغاية، ولم تذكر شيئا بعينه حول الانقطاع عن الأكل لساعات طويلة أو الصوم.