خدع نفسية ذكية جداً تمنحك الأفضلية في أي موقف
نختبر عشرات المواقف يومياً، بعضها يكون لمصلحتنا، وبعضها الآخر قد يكون محرجاً، وجزء منها يكون لمصلحة غيرنا.
النفس البشرية معقدة جداً، وفيها الكثير من الجوانب التي ما زال العلماء أنفسهم يحاولون فهمها، ومع ذلك هناك بعض الأمور البسيطة التي يمكنها أن تؤثر فيها بشكل كبير.
في موضوعنا هذا سنتحدث عن خدع نفسية يمكنها أن تمنح أي شخص الأفضلية في أي موقف يواجهه.
افترض وتظاهر بالراحة
العقل أداة معقدة للغاية، وعلاقتنا معه أكثر تعقيداً، صحيح أننا نميل لأن نعتقد بأننا نتحكم به، ولكن الواقع هو أن اللاوعي هو الذي يتحكم بنا معظم الوقت.
خلال المواقف الحياتية اليومية أحياناً يصعب علينا الشعور بالراحة، خصوصاً إن كنا نتفاعل مع غرباء.وذلك لأن دماغنا يحاول حمايتنا من كشف ما نحن عليه.
ولكن هذه المقاربة لا تؤدي الى عملية اختلاط اجتماعية ناجحة. وما عليك فعله هو الافتراض بأنك تشعر بالراحة أو الادعاء، لأنك بهذه الطريقة تأمر دماغك بأن يتعامل مع الشخص الغريب الذي تعرفت إليه للتوّ، وكأنك تعرفه مسبقاً. وهكذا تملك الأفضلية في ذلك الموقف.
الوقوف إلى جانب الآخر وليس أمامه
الجميع اختبروا هذا الموقف، نقاش عقيم أو جدال تتصاعد حدته، ولا يبدو أن هناك نهاية سعيدة تلوح بالأفق. فقد تكون من النوع الذي يناقش بشكل عقلاني ومنطقي، ولكن الموقف كله مضيعة للوقت والجهد.
البشر بشكل عام يصبحون في حالة من التوتر، حين يشعرون بأن أحداً يحاول إثبات أنهم على خطأ، أو بأن ما يفكرون به غير صحيح أو أن رأيهم غير منطقي.
لوضع حد لنقاش عقيم أو جدال تتصاعد حدته عليك بتبديل موقعك. قف إلى جانب الشخص الذي تتحدث إليه وليس أمامه. حينها لن تصنّف بأنك تهديد بعد الآن، وبالتالي سيدخل مرحلة الهدوء. وستفوز في هذه الجولة.
ابدأ بـ"أحتاج مساعدتك"
النسيج الاجتماعي معقد جداً وهو قائم على مبدأ التعاون من أجل التطور. ولكن الواقع يثبت أن التعاون هذا ليس سهلاً كما يخيّل إلى بعضهم. فهناك فئة لا تحب المساعدة أو تستغل الموقف من أجل التلاعب بالآخرين.
ولكن بشكل عام، البشر مخلوقات حساسة وتتجاوب بشكل إيجابي، حين تُطرح الأمور بالشكل المناسب ومن الزوايا المناسبة، لذلك حين تريد خدمة ما، ابدأ حديثك بجملة "أحتاج إلى مساعدتك". حينها ستجعل الآخر يشعر بأنه يملك اليد العليا في الموقف. ولهذا سيساعدك. أو قد يساعدك لأن البشر عادة يشعرون بالذنب، حين يرفضون مدّ يد العون إلى من طلبها.
تريد إقناع الآخر؟
بعض البشر يصعب إقناعهم بأي شيء، حتى لو كنت تملك مئات الأشخاص الذين يوافقونك الرأي ومئات الأدلة. ولكن هناك خدعة نفسية سهلة جداً، يمكنها أن تقنع الآخر مهما كان عنيداً أو متشبثاً برأيه: قف، بينما يستمرّ هو بالجلوس.
لسبب أو لآخر، نميل إلى تصديق ما يقوله الآخر، إن كان علينا النظر الى أعلى من أجل رؤيته. وهذا لأن القيام بذلك يجعلنا نرى الآخر أكثر قوة وتأثيراً وصدقاً.
للحصول على المعلومات كاملة
تطرح سؤالاً ولا تحصل سوى على إجابة جزئية.. موقف شائع جداً يتكرر في حياة كل واحد منا في كل مجالات حياته، ومع مختلف الأشخاص، عندما تسأل أحدهم سؤالاً ولا يقدم لك إجابة كاملة، لا تعقب ولا تطرح سؤالاً إضافية.. التزم الصمت.، حافظ على التواصل البصري.. هذه المقاربة، سترغم الآخر على إكمال حديثه، وقول ما عليه أن يقوله.
معرفة المقربين جداً من بعضهم
سواء كنت قد انضممت إلى شركة جديدة، أو تجد نفسك في مناسبة من أي نوع كانت، أو حتى ضمن محيطك الخاص التي تظن بأنك تعرفه. إن كنت تريد أن تعرف الذين تجمعهم روابط قوية جداً، ضمن المجموعة التي توجد معها، كل ما عليك فعله هو: إلقاء نكتة، أو انتظار أن يلقي أحدهم نكتة، ثم.. مراقبة الذين يتبادلون النظر، عندما يضحكون.
البشر وبشكل لاإرداي ينظرون الى الذين يشعرون بأنهم الأكثر قرباً إليهم ضمن المجموعة. خصوصاً خلال الأوقات التي يشعرون فيها بالراحة؛ هل عرفت السر الآن؟
انتبه جيداً إلى هذا
إذا قدم شخص خدمة إلى آخر، فإن احتمالية أن يقدم له خدمة ثانية، تكون أكبر بكثير من احتمالية تقديمه الخدمة نفسها، في حال كان هو قد تلقى معروفاً من ذلك الشخص. كذلك الشخص الذي يتسبب بالأذى لآخر، يملك رغبة أكبر، في تكرار الأذى، مقارنة برغبة الضحية بالثأر. أي وبشكل مبسّط شخص ما قدم لك خدمة، سيقدّم خدمة جديدة لك حين تطلبها.
ولكن الذي قدمت له خدمة، قد يقدم لك خدمة حين تطلب ذلك، وقد لا يقدم. في المقابل الذي ألحق بك الأذى أول مرة، سيقوم بذلك مرة ثانية، ورغبته في القيام بذلك، أكبر بكثير من رغبتك في الانتقام منه.
تسمى هذه الظاهرة باسم تأثير بنجامين فرانكلين؛ هل تعرف كيف تستخدم هذا السر الغريب؟