ألمانيا تعزز علاقاتها مع دول الخليج بمبادرات سياحية رقمية جديدة
أكدت ألمانيا مجدداً على الأهمية الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي، كواحدة من أسواقها السياحية الرائدة في أعقاب حدث إعلامي وتجاري رفيع المستوى استضافه المكتب الوطني الألماني للسياحة بالتعاون مع VisitBerlin.
استعرض الحدث التطورات المثيرة في قطاع السفر في ألمانيا، بما في ذلك طرق الطيران الجديدة، والابتكارات الرقمية، والنهج الشخصي للسياح من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يشكلون ثالث أكبر سوق للسياحة الخارجية في ألمانيا.
في عام 2023، ساهم المسافرون من دول مجلس التعاون الخليجي بقيمة 2.6 مليار يورو في الاقتصاد الألماني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 24% عن العام السابق، ما تمثل شهادة على جاذبية ألمانيا وتعميق العلاقات مع المنطقة.
وقد وسعت ألمانيا مؤخراً خيارات رحلاتها المباشرة من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لاستيعاب العدد المتزايد من السياح، مما يعزز التزامها بتوفير سفر سهل ومريح لزوار دول مجلس التعاون الخليجي.
فقد قدمت شركة "كوندور" رحلات مباشرة بين برلين ودبي، في حين أطلقت شركة "يورو وينجز"، شركة الطيران منخفضة التكلفة البارزة في ألمانيا، رحلات من برلين إلى دبي وجدة، إلى جانب خطوط جديدة من مطار كولونيا بون وشتوتجارت.
ويهدف هذا الاتصال المعزز إلى تبسيط تجربة السفر للزوار من الخليج، وتعزيز الوصول السلس إلى المناطق المتنوعة في ألمانيا والمواقع التاريخية والمعالم الثقافية.
وقال "بوركارد كيكر"، الرئيس التنفيذي لـ VisitBerlin: "أصبحت برلين أكثر سهولة من أي وقت مضى بالنسبة للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بفضل الربط الجوي المعزز بالمنطقة".
وأضاف: "تتيح هذه الروابط للزوار من دول مجلس التعاون الخليجي استكشاف التراث الثقافي الغني في برلين، والأحياء المتنوعة، والمرافق الطبية الشهيرة، ويتمثل هدفنا في تقديم تجارب سفر سلسة ومثمرة، مصممة لتناسب التفضيلات الفريدة للسياح من دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز علاقتنا بالمنطقة".
في عام 2025، ستحتفل برلين بذكرى سنوية مهمة، بما في ذلك الذكرى المئوية الثانية لجزيرة المتاحف الشهيرة، وإعادة افتتاح المواقع التاريخية مثل "قصر لوشتشلوس" في "جزيرة بيكوك".
وبفضل مزيجها من المعالم السياحية الحديثة والمواقع التراثية، تقدم برلين وسائل راحة صديقة للمسلمين، وتناول الطعام الحلال، ومرافق الرعاية الصحية المتميزة، ما يجعلها وجهة شهيرة للسياح من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يبحثون عن مزيج من الترفيه والعافية.
"يامينا صوفو"، مديرة المبيعات والتسويق في المكتب الوطني للسياحة قالت: "إن نهجنا في السياحة يرتكز بشكل عميق على تقديم تجارب متنوعة وغامرة، مصممة خصيصًا لتلائم التفضيلات الفريدة لمسافري دول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال حملاتنا المستهدفة، مثل (اشعر بالسعادة ببساطة)، و(أرض الثقافة في ألمانيا)، و(السياحة للجميع)، نهدف إلى تسليط الضوء على اتساع الجمال الثقافي والطبيعي في ألمانيا".
وأضافت: "تعكس كل مبادرة التزامنا بالشمولية وإمكانية الوصول، سواء من خلال الترويج لوجهات صديقة للبيئة، أو الاحتفال بالمعالم التاريخية الغنية في ألمانيا، أو ضمان قدرة كل مسافر على المشاركة الكاملة في عروضنا".
وتابعت: "ندعو زوار دول مجلس التعاون الخليجي لاستكشاف المزيج الديناميكي من المعالم السياحية الحديثة والتراث الخالد في ألمانيا، والذي تم تصميمه مع وضع احتياجاتهم في الاعتبار من أجل رحلة ثرية حقًا".
ويواصل المشهد الثقافي النابض بالحياة في برلين، والذي يضم مجموعة من الأنشطة المناسبة للعائلات، والمطاعم الحائزة على نجمة ميشلان والمواقع التاريخية، جذب الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي.
فيما تشتهر برلين بروحها العالمية الُمرحبة، وهي موطن لمجتمع مسلم مزدهر، حيث تضم المدينة حوالي 80 مسجدًا وغرفة صلاة، تتركز بشكل خاص في أحياء: "كروزبرج" و"ويدنج" و"نويكولن"،مع المواقع الشهيرة مثل "مسجد عمر بن الخطاب" و"مسجد الشهيد"، المجاور لأول مقبرة إسلامية في ألمانيا، وهو ما يلقي الضوء على احترام برلين للأديان المتنوعة، فيما يعزز التزام برلين بالحوار والتعددية الثقافية.
ولإشراك المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أكبر، قدمت GNTO أداة "إيما"، وهي أداة مؤثرة افتراضية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ومصممة لإلهام ومساعدة الزوار المحتملين.
وبصفتها مقيمة حديثة ومتمرسة في مجال التكنولوجيا في برلين، تشارك "إيما" رؤى سفر شخصية، وتحديثات في الوقت الفعلي على قناتها على إنستغرام، @EmmaTravelsGermany.
تعكس الأداة المبتكرة تركيز GNTO على المشاركة الرقمية المتقدمة، للتواصل مع الجماهير بلغات متعددة، وتلبية طلب المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي على التخطيط التفاعلي والشخصي للرحلات.
وحسب "صوفو": "يمثل إطلاق إيما خطوة مهمة في استراتيجيتنا للتواصل الرقمي، مما يتيح لنا التفاعل مع المسافرين عبر منصات مختلفة، ويؤكد هذا الابتكار على التزامنا بتلبية احتياجات المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي، للحصول على تجارب سفر أكثر تخصيصًا وشمولاً، حيث تعد إيما جسر افتراضي يعزز إمكانية الوصول إلى العروض المتنوعة التي تقدمها ألمانيا".
ويتماشى تطوير "إيما" مع مبادرات الذكاء الاصطناعي والبيانات المفتوحة الأوسع نطاقًا التي تتبناها GNTO، حيث تجمع بين معلومات السفر في الوقت الفعلي، ونهج يركز على العملاء لرفع مستوى رحلة الزائر، من خلال دمج التكنولوجيا مع التركيز على تجربة المستخدم، حيث تهدف GNTO إلى تعزيز رؤية ألمانيا كرائدة سياحية عالمية، وتقديم تجربة سلسة ومثمرة لزوار دول مجلس التعاون الخليجي.