لماذا تحتاج الشركات لتوظيف القوى العاملة المعمرة.. هكذا يتغير العالم
مع ارتفاع متوسط عمر العمل في دول مجلس التعاون الخليجي، تحتاج الشركات إلى التكيف وفقاً لذلك لمواكبة العصر الحديث.
أمضينا سنوات طويلة في العقد الماضي بالتفكير حول كيفية احتياجنا لاستيعاب جيل الألفية، وكيف نضع الخطط والمقاربات المختلفة لتوظيفهم وأساليب القيادة والتطوير المعاصرة، في حين تحتاج الشركات في وقتنا الحالي لإدراك أهمية القوى العاملة المتقدمة في السن، وذلك لأن هذه الشريحة تعتبر الآن القطاع الأسرع نمواً في عدد من البلدان الصناعية.
وبحسب تقرير صادر عن ميرسر وأوليفر وايمان، سيكون أكثر من 23 % من عدد السكان في سن العمل داخل دول مجلس التعاون الخليجي فوق سن 50 عاماً بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تشهد بلدان أوروبية مثل إسبانيا وأيرلندا والبرتغال وإيطاليا ارتفاعاً في سن الشريحة العاملة ليصل إلى 55 عاماً، في حين يشكل الموظفون الذين تجاوزوا 50 عاماً في المملكة المتحدة ما يقارب ثلث عدد الموظفين، وذلك بزيادة من حوالي واحد من كل خمسة في أوائل التسعينات.
في الولايات المتحدة، من المتوقع أن يصبحوا أكبر شريحة في العمل بحلول عام 2024 بعد أن كانوا الأصغر في عام 1994، كما أن المعدلات تنمو بشكل أسرع في كل من اليابان وكوريا الجنوبية. وتعود الأسباب إلى أن الناس أصبحوا يعيشون بصحة أفضل لمدة أطول، بالإضافة إلى رفع سن التقاعد، وعدم التقيد قانونياً بعمر معين في معظم البلدان.
سنجد في المستقبل القريب مجموعتين أساسيتين من القوى العاملة الأولى تتراوح أعمارها بين 18 و21 عاماً وأخرى تتراوح أعمارها بين الستينات والسبعينات، إذن كيف يمكننا أن نستوعب هذه التركيبة السكانية المتنوعة بشكل متزايد من أجل جعل جميع الموظفين مشاركين ومنتجين قدر الإمكان؟
تعد الفئات العمرية المتنوعة بشكل متزايد أحد العوامل التي تؤثر على طريقة عملنا، فهي تأتي في وقت تطورت فيه التوقعات حول كيفية تفاعلنا مع المؤسسات كموظف وعميل، لكوننا نعيش في الوقت الذي نستطيع أن نحصل فيه على أي شيء من خلال النقر فوق الزر عبر مواقع مثل "Amazon" أو "Uber".
لذلك، تحتاج الشركات الآن إلى القوى العاملة المشاركة والإنتاجية لتقديم خدمات أفضل للعملاء، حيث يتوجب عليها النظر في كيفية تصميم أماكن العمل الخاصة بكل شريحة عمرية بطرق غير تقليدية لا تقيد الموظفين ولكن تبقى خاضعة للسيطرة، ليعمل الموظف من شريحة عمرية كبيرة في السن مع موظف من شريحة عمرية صغيرة في السن عبر أساليب مختلفة ومتنوعة إلا أنها تحافظ على المخرجات والنتائج الخاصة بالشركة.
بالإضافة إلى البحث عن الموظف الذكي بغض النظر عن الشريحة العمرية، فإن أكثر ما يهم العملاء في جميع القطاعات الخدمية أو الإنتاجية هو كيف تقوم الشركة بتسهيل حياتهم، لذلك يجب أن تقوم الشركات بتمكين موظفيهم عبر منحهم الأدوات اللازمة لمعرفة ما يحدث في أي لحظة، إلى جانب المنصات والتطبيقات التي يمكن للموظف التفاعل عبرها مع العميل وتقديم المساعدة والبدائل التي يحتاجها، وبذلك يتلقى العميل تجربة متسقة وإيجابية يتم تقديمها من خلال لمسة إنسانية تعززها التكنولوجيا.
لا يعتبر هذا الدور مخصصاً للشريحة المعمرة أو الصغيرة في السن، إلا أنها مصممة لأخذ العميل بعين الاعتبار، ويستطيع أن يشغل هذا الدور من يمتلك المهارات والمعايير اللازمة.