لهذا السبب بدأت الشركات تعتمد على القوى العاملة عن بُعد
يوما بعد آخر أخذ العمل عن بعد أو ما يطلق عليه العمل من المنزل في الانتشار في الوقت الحاضر في العديد من دول العالم، وأصبح أكثر شعبية وأكثر قابلية للتحقيق عن أي وقت مضى لاسيما في ظل انتشار الإنترنت اليوم ليصبح أحد أكبر أسواق العمل عن بعد، حيث يستطيع ربط شخصين في قطبي الكرة الأرضية دون التقيد بالزمان والمكان.
مصدر رزق
ويشير مصطلح “العمل عن بعد” إلى أنه العمل الذي يمكن إنجازه من المنزل أو أي مكان آخر دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكان العمل سواء كان دوام العمل كليًا أو جزئيًا، لذا أصبح مصدر رزق لكثير من الأشخاص غير القادرين على الانتقال إلى مكان العمل لظروف صحية، وهو يتم عن طريق الكمبيوتر والإنترنت وأجهزة التواصل الأخرى.
فوائد عديدة
ومن المعروف أن للعمل عن بعد عدة فوائد عديدة وواضحة؛ فهو يؤثر بشكل إيجابي على الإنتاجية والمعنويات والتوازن بين العمل والحياة والمرونة وتقليص النفقات، وقد أثبت قطاع العمل عن بعد نجاحاً لافتاً في الآونة الأخيرة، حيث كشفت الدراسات الحديثة فعاليته وتأثيره الإيجابي في تحقيق العدل والإنصاف بين مختلف أفراد المجتمع، فضلاً عن زيادة الإنتاجية وتوفير أموال الشركات وخفض تكاليف خزينة الدولة.
وفي دراسة أجريت في جامعة «ستانفورد» أكدت أن إنتاجية موظفي الدعم الفني زادت بنسبة 14% عندما سمِح لهم بالعمل من المنزل، بينما أثبتت دراسة جامعة «تكساس» أن الموظفين عن بُعد يعملون من 5 إلى 7 ساعات أكثر من أولئك الذين يعملون بصورة تقليدية في مقر عملهم.
نهج ناجح
كما أشارت دراسة أخرى إلى أن 50% من الموظفين يعملون عن بعد، أي من منازلهم وبشكل جزئي، في حين أظهرت دراسة جديدة أن نحو 70% من الجيل الجديد يلجؤون إلى اختيار الوظائف التي تمنحهم مرونة العمل من المنزل.
ونظرا لانتشاره وزيادة شعبيته عملت العديد من الشركات على تغيير نظام العمل التقليدي وبدأت في الاعتماد على الموظفين الذين يعملون عن بعد، وبناء عليه زادت نسبة الشركات التي تعتمد على الموظفين الذين يعملون عن بعد أو من المنزل، وبدأت المؤسسات بجميع الأحجام تتسابق للتأقلم مع هذا النهج الناجح من العمل مما أدى إلى ارتفاع الإنتاجية والروح المعنوية والاحتفاظ بالمكاسب مع تخفيض التكاليف.
وقد أصبح العمل عن بعد سوقا واعدة، وتظهر الأرقام ارتفاع نسبة القوى العاملة عن بعد من 9% إلى 37% في السنوات العشرين الممتدة من عام 1995 إلى عام 2015. ففي الولايات المتحدة وحدها، يقضي 43٪ على الأقل من القوى العاملة بعض الوقت في العمل عن بُعد، وقد ازدادت النسبة بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة.
نمو عابر للحدود
وتعد اليابان من البلدان التي بدأت تدرك أهمية العمل عن بعد مع اقتراب موعد استضافتها للألعاب الأولمبية عام 2020؛ بهدف تخفيف الازدحام على الطرق والحد من الضغط النفسي والجسدي على الموظفين، خاصة وأن ساعات العمل في اليابان طويلة وغير مرنة، الأمر الذي يؤثر سلبا على الإنتاجية.
وتظهر العديد من الدراسات والابحاث أن الشركات المتعددة الجنسيات أكثر تحقيقاً للتفوق المالي على نظرائها الأقل تنوعاً بنسبة 15% إلى 35%، وفي هذا السياق ليس من المستغرب أن تتنبأ تقارير الاتجاهات الخاصة بـ"لنكدإن" أن العمل عن بعد سوف يصبح من أهم العوامل التي تساعد على نمو عابر للحدود بالنسبة للشركات.