معلومة ستفاجئك.. هل تعرف أفضل وقت لممارسة التمرين خلال اليوم؟
يعد العثور على وقت لممارسة التمارين الرياضية أمرا صعبا، ولكن الشيئ الأهم هو القيام بإستغلال أي وقت قدر المكان للممارسة مهما قل ذلك الوقت، لكن إذا كنت ترغب في تحسين تمارينك الرياضية للحصول على أوسع نطاق من الفوائد منها، فربما ترغب بالتمرين في الصباح، لكن عليك ايضًا معرفة رأي العلم وما يقوله حول ما هو أفضل وقت للتمرن خلال اليوم؟ وما يجب أن تتوقعه إذا قمت بإختيار التمرين بوقت متأخر.
ميزة التمارين الصباحية
يقول أنتوني هاكني، البروفيسور بقسم التمارين الرياضية والعلوم الرياضية في جامعة نورث كارولينا تشابل هيل، إن التمرين في الفترة الصباحية _ وخاصة على معدة فارغة _ هي أفضل طريقة لحرق الدهون المخزنة في الجسم، مما يجعلها مثالية لأجل فقدان الوزن، ويرجع ذلك لحد كبير أن تكوينات الجسم الهرمونية في الصباح قد كرست لدعم هذا الهدف.
وأضاف هاكني: في ساعات الصباح الباكر، تكون الهرمونات مهيئة لعملية تمثيل غذائي أفضل بالنسبة للدهون، ومن الطبيعي أن يكون لدى الأشخاص مستويات مرتفعة من هرمون الكورتيزول وهرمون النمو في الصباح _ وكلاهما مشاركان في عملية التمثيل الغذائي _ لذا فأنت سوف تستهلك طاقة أكبر من مدخرات الدهون لديك.
وتابع البروفيسور بقسم التمارين الرياضية والعلوم الرياضية في جامعة نورث كارولينا تشابل هيل: "وهذا على الأرجح يمكن أن يساعد في عملية إنقاص الوزن. ويشير البحث أيضا إلى أن ممارسة التمارين الصباحية ستقلل إنفتاح الشهية خلال اليوم ، والتي قد تساعد أيضا على حمايتهم من إكتساب أوزان إضافية".
ويستكمل هاكني حديثه قائلًا: "قد يؤدي التعرق في الصباح أيضا إلى تحسين الصحة العقلية والإنتاجية خلال اليوم، نظرا أن التمرين هو أمر رائع للحد من التوتر، لكن إذا لم تكن حقا شخص صباحي ، فلا تجبر نفسك على ذلك، ربما تقوم بالتمرين وممارسة الرياضة، لكن قد تكون بمستوى أقل شدة لدرجة أنك لا تنفق الكثير من الطاقة".
عادات صحية مكتملة في الصباح
تشير كافة الدراسات البحثية إلى أنه حتى وإن كنت تكره المنبهات المبكرة، فإن التمرين كأول شيء تقوم به في الصباح يمكن أن يصبح بسرعة ثاني شيء تقوم به طبيعيًا. فالدراسة التى نشرت مؤخرًا في مجلة علم وظائف الأعضاء وجدت أن ممارسة التمارين الرياضية في السابعة صباحًا قد يغير المناوبات في الساعة البيولوجية لجسدك باكرا، مما يعني أنك سوف تشعر بمزيد من التأهب في الصباح وتصبح تعبا في أوقات مبكرة في المساء، مما يقوم على تحفيزك للحصول على راحة كافية للإستيقاظ والقيام بنفس الشيء في اليوم التالي. بعض الأبحاث تشير حتى إلى أنه من السهل الإلتزام بعادات صحية مكتملة في الصباح.
تمارين بعد الظهر تكاد تكون بنفس الجودة
يشير هاكني إلى أنك إذا تمكنت من الإنتقال لتأدية تمارين وقت الغذاء، يقول هاكني إنه ليس خيار ثاني سيء _ خاصة إذا كنت تحاول القيام بإجراء روتين طويل جدا أو صارم.
ويتابع: التمارين الصباحية هي مثالية أكثر لحرق الدهون وفقدان الوزن ، لكن تمارين فترة ما بعد الظهر قد تعطي أدائك دفعة قوية ، لأنك قد قمت بتناول وجبة أو إثنتين قبل القيام ببدء التمارين.
"في أي وقت أنت تقوم بتناول الطعام ، فأن مستويات سكر الدم لديك ترتفع، السكر في صيغة جلوكوز الدم هو أحد الأشياء التي نحتاجها إذا كنا نحاول العمل بقوة أعلى"، هذا ما يقوله هاكني.
يمكن أن تكون تمارين بعد الظهر هي طريقة رائعة لتجنب الإسترخاء في نهاية اليوم. دراسة في مجلة علم وظائف الأعضاء وجدت أن ممارسة التمارين بين الساعة الواحدة بعد الظهر والرابعة ظهرا. تستطيع أن تنقل للأمام ساعة جسدك بنفس الطريقة التي يقوم بها التمرين الصباحي. حتى أن القيام بالمشي السريع قد يساعدك على التنشط وإعادة التركيز.
هنالك مقالة أولية من عام 2018 وجدت أن جسدك يحرق بشكل طبيعي حوالي عشرة بالمئة سعرات حرارية أكثر من أوقات الظهيرة المتآخرة، مقارنة مع تمارين الصباح الباكر وأوقات المتأخرة من الليل.
وقام الباحثون بالنظر إلى الأجسام خلال الراحة _ لذلك هم لا يمكنهم الحصول على خلاصات وإستنتاجات راسخة حول ما يحدث عندما يقوم الأشخاص بالتمرن _ ولكن من المحتمل أن تقوم بحرق طاقة إضافية قليلا إذا تحركت في فترة ما بعد الظهر.
التمرينات الليلية لا تزال تأتي مع إمتيازات
بالنسبة للعديد من الناس، فإن التمرين يكون أكثر راحة بعد العمل. لكن هنالك إعتقاد شائع أن تمارين المساء تنشطك كثيرا لدرجة بحيث سيكون من الصعب عليك النوم بعد ذلك، على الرغم من أن دراسة في مجلة علم وظائف الأعضاء وجدت أن التمرين ما بين الساعة السابعة والعاشرة مساء تقوم بتأخير ساعة الجسم، والتي تبقى نتائجها لأقصى حد لأوقات النوم لاحقا، ويقول هاكني أنه غير مقتنع بهذه الحالة.
ويتابع هاكني: "تشيؤ الأدلة إلى أنه ، طالما أنك لا تقوم بممارسة التمارين الرياضية ، الإستحمام ومن بعد ذلك ( مباشرة ) تقفز لفراشك من اجل النوم ، فإن ذلك لا يتعارض مع إسلوب ونمط نومك على الإطلاق، الأنشطة المخففة من التوتر مثل اليوغا قد تساعدك على النوم بشكل أفضل إذا قمت بممارستها في أوقات الليل".
ويستكمل هاكني حديثه: وعلى الرغم من الأبحاث حول فقدان الوزن بالنسبة للتمارين الصباحية أكثر ترسيخا، إلا أن هنالك بعض الأدلة تشير إلى أن التمارين الليلية يمكن لها أيضا أن تكرس الأشخاص لأجل فقدان الوزن. مقالة جديدة نشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التجريبية وجدت أن التمارين الليلية لا تقم بتشويش النوم ، وبمرور الوقت يمكن لها أيضا أن تقلل من مستويات هرمون جريلين المنبه للجوع ، والذي يمكن أن يساعد في فقدان الوزن وإدارة الجسم.
الخلاصة
ما يؤكده هاكني في النهاية، إنه إذا كان ينبغي عليك أن تختار أفضل وقت للتمرين، فإن التمارين الصباحية هي الفائزة، حيث أن التمارين المبكرة تفيد كلا من البيولوجيا والسيكولوجيا الخاصة بك، مما تؤدي إلى حصولك على نتائج أفضل والإلتزام بالتمارين مع مرور الوقت، لكن الأهم من ذلك أنه لا يوجد هنالك أي توقيت سيء للتمرن به، والأهم من ذلك كله هو إيجاد الوقت الملائم للقيام بكل تلك التمارين، كلما سنحت لك الفرصة لذلك وكانت ملائمة لك.
ويختتم هاكني حديثه: "إذا كنت ستقوم بممارسة تمارينك في الصباح، فقم بذلك، وإذا كنت ستقوم بممارستها في الليل، فقم بفعل ذلك أيضا، وإذا كانت وظائف أعضاء جسدك لم تقم بلتطابق مع سلوكك، فهذه نقطة لا جدال فيها".