احذر.. ارتفاع نسب أمراض السرطان والسبب "السمنة"
إنخفضت معدلات حالات مرض السرطان الجديدة والوفيات في الولايات المتحدة على مدى العقود القليلة الماضية. لكن بعض أنواع السرطان أصبحت أكثر شيوعا بين الأمريكيين الأصغر سنا ، ويعتقد الباحثون أن السمنة قد تكون السبب وراء ذلك ، هذا ما وجده التقرير الأخير الصادر عن الجمعية الأمريكية للسرطان والمعهد القومي للسرطان.
إرتفعت معدلات السمنة عبر جميع الفئات العمرية لسنوات. وفقا لأحدث الأرقام الفيدرالية ، فإن ما يقارب من ستة وثلاثون بالمئة من الأشخاص البالغين في أمريكا الذين تتراوح أعمارهم بين 20-39 يعانون من السمنة ، وهذا الرقم قد يرتفع أكثر في أي وقت قريب. تشير الأبحاث الجديدة إلى أنه في حالة إستمرار السمنة بالتزايد ، فإن سبعة وخمسون بالمئة من الأطفال في الولايات المتحدة سيصابون بالسمنة في الوقت الذي يبلغون فيه 35 عاما.
أمراض السرطان
إرتفعت معدلات لست أنواع من مرض السرطان المرتبطة بالسمنة بين الأشخاص البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 49 عاما في فترة أعوام 1995 و 2014 ، وفقا لما جاء في البحث ، الذي نشر في صحيفة لانسيت للصحة العامة والذي إستند إلى المعلومات في قاعدة بيانات مرض السرطان في أمريكا الشمالية، وهذه السرطانات تشمل المايلوما المتعددة ، القولون ، المستقيم ، بطانة الرحم ، المرارة الكلى والبنكرياس.
تأثير الرياضة على الصحة النفسية.. فوائد بلا حدود
على الرغم من مرض السرطان يصيب البالغين الأكبر سنا ، إلا أن الزيادات الحادة في الإصابات كانت قد وجدت في فئات المجموعات العمرية الأصغر سنا. يعتير سرطان البنكرياس مثالا على هذا النمط: فما بين عامي 1995 و 2014 ، إرتفعت معدلات الإصابة بهذا المرض بنسبة 0.77% سنويا بين الأشخاص البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45-49 عاما ، وبنسبة 2.47% بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25-29. أما سرطان الكلى فهو الأكثر زيادة سنويا وحدة للشبان الأمريكيين: 6.23% بين عامي 1995 و 2014.
أنواع السرطانات
في حين أن هنالك بعض أنواع السرطانات يعرف بشكل واضح سبب الإصابة بها _ مثل التدخين المسبب لسرطان الرئة ، أو فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم _ كثير من هذه الأنواع تحدث عن طريق الصدفة ، أو عوامل وراثية ونمط الحياة وعوامل صحية. وتعد السمنة هي من بين أكثر تلك العوامل تأثيرا. فهذا البحث يربط بين وزن الجسم الزائد بحوالي نسبة أربعون بالمئة لحالات الإصابة بمرض السرطان في الولايات المتحدة ، وهو عامل خطير لأنواع معروفة من السرطان مثل سرطان الثدي ، المبيض والكبد ، بالإضافة إلى تلك العوامل التي تم إبرازها في الدراسة الجديدة. ففي عام 2014 ، كانت السمنة تمثل حوالي ستون بالمئة من سرطانات بطانة الرحم ، وست وثلاثون بالمئة من سرطانات المرارة ، وثلاث وثلاثون بالمئة من سرطان الكلى ، وسبعة عشر بالمئة من سرطان البنكرياس ، وإحدى عشر بالمئة من المايلوما المتعددة بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثون عاما فما فوق ، حسب ما ذكره تقرير الصحيفة الجديد.
والوزن الزائد قد يعزز مرض السرطان بعدة طرق. ويمكنه أن يزيد من الإلتهابات في الجسم ، وهو عامل خطير لعدد من الحالات المزمنة وقد وجد أنه يؤجج نمو الخلايا السرطانية. وقد تؤدي السمنة أيضا إلى تغيير مستويات الأداء الجنسي وهرمونات النمو ، وكذلك الأنسولين ، الذي يمكن أن يثير عوامل نمو الخلايا السرطانية ويسمح لها بالإنتشار. وبعض الأطعمة التي تزيد السمنة ، مثل اللحوم المصنعة والوجبات الخفيفة ، فهي ترتبط بشكل مستقل بمخاطر الإصابة بالسرطان.
أضرار السمنة
لا يمكننا أن نقر أن الزيادات الأخيرة لمرض السرطان تعود إلى السمنة بشكل نهائي _ لكن تقرير الدراسة الأخير يشير إلى أن تصاعد حالات الإصابة بالسرطان لدى الشباب تزامنت مع تضاعف معدلات السمنة بين الأطفال والمراهقين بين عامي 1980 و 2014 ، مما يجعل الوزن الزائد مساهم محتمل للإصابة بالسرطان.
طرق طبيعية لتقوية المناعة والحفاظ على صحتك من أمراض الشتاء
هنالك نوعين فقط من السرطان غير مرتبطين بالسمنة ، اللوكيميا ونوع من سرطان المعدة السفلي ، إزداد بين الفئات العمرية الأصغر سنا خلال الدراسة ، مما يشير إلى أن جميع معدلات الإصابة بالسرطان لا ترتفع في هذه الفئة من السكان.
يجب أن يكون مقدمو الرعاية الصحية يقيظين بشأن فحص مرضاهم المنتظم ومساعدتهم في محاولة تجنب البدانة ، حيث أن عواقب إرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان قد تهدد عقودا من التتقدم في مجال الصحة العامة ، هذا ما يقوله مؤلفو الدراسة.
" قد يتفاقم العبء المستقبلي لهذه السرطانات مع تقدم الجماعات الأصغر سنا في العمر ، مما يقد يؤدي إلى وقف أو عكس التقدم الذي تم إحرازه في الحد من وفيات السرطان على مدى العقود العديدة الماضية " ، هذا ما يقوله مؤلفو الدراسة