الفقيد الأهم
ما أجمل أن تتعامل مع الحياة بكثير من الصبر وبعض التفاؤل. لو نمنح أنفسنا مساحة من الوقت فقط, ولو نتعلم فن الصبر، لكانت حياتنا أجمل. ما أكثر ما استعجلنا خطوات وخسرنا محطات؛ ربما انشغالنا بالوصول أعمى بصيرتنا عن الطريق. لو تروّينا قليلاً لاكتشفنا مخارج كثيرة تقودنا إلى الوصول.
نقابل في حياتنا منعطفات, ونكتشف أوهاماً, استهلكت رصيداً من العمر ورحلت، وندرك أننا بغضّ النظر عن تصنيفاتنا لأنفسنا، أنها مراحل أخذت منا ما أخذت؛ وليكن، فالعمر لا يحسب بالأيام والسنين التي رحلت, بل بالزمن الذي نعيشه بقناعتنا وسعادتنا وتصالحنا مع ذواتنا.
الصبر ربما كان القاسم المشترك بين كل قصص الإبداع والنجاح، هو المفتاح الذي يقود الإنسان إلى ما يحلم به, لكنها طرق قد تكون صعبة وأحياناً قاسية، وهي في نهاية المطاف جزء من جمالية الرحلة.
لا تستعجل النتائج, فربّما هي أقرب ممّا تتصور, هي مثل المطر والسحاب تأتي في أوقات محددة, إذا استعجلناها ربما خسرناها؛ جمالها في حضورها بوقتها.
تعملّنا الصعاب كم أن الحياة تستحق أن نعيشها ونعشقها, وننظر إلى الغد بعين الواثق المتفائل، هي رحلة نستطيع أن نجعلها أجمل وأفضل, ليس بأحداثها ولكن بتفكيرنا, ورؤيتنا إلى الأشياء.
لم يخذل الصبر أحداً لجأ إليه, وكم من قصة نرويها ونسمعها, هي صور مختلفة لجوهر واحد اسمه الصبر، هو وصفة وصفها لنا الأجداد، وكررها الآباء, وربما نسيناها في معترك الحياة، لكن بعض المنعطفات الحادة تمحنا فرصة الارتداد لرؤية ما كان, وما يجب أن يكون.
لا تندم يوماً، إن منحت الصبر مساحة أكبر, فلولا هذه المساحة لما كان اسمه الصبر؛ اعملْ ما يجعل ضميرك متصالحاً معك، ركّز على ما تبتغيه لنفسك، تجنّب المقارنات، فهي أحد أبواب الدمار، وابتسم للغد، فما دمت تملك نفسك وقرارك وحياتك، فأنت مُنحت ما يحلم به الكثير.
السطر الأخير:
ربما خسرت باستعجالك مرة
لكن بصبرك ربحت مرات ...