السعودية ترفع علمها في المدار القطبي ضمن تجربة فلك البحثية
اختتمت مهمة فلك العلمية السعودية رحلتها بعودة ناجحة على متن رحلة FRAM 2 بعد أن أنجزت مهمتها في المدار القطبي بالتعاون مع شركة SpaceX. التجربة التي ركزت على دراسة الميكروبيوم العيني في بيئة الجاذبية الصغرى، تمثل نقلة نوعية في الأبحاث البيولوجية المرتبطة بالفضاء. وسعت المهمة إلى فهم التغيرات التي تطرأ على الميكروبات الموجودة في العين عند تعرضها للظروف الفضائية.
وشملت الدراسة تحليل معدلات النمو، والتبدلات الجينية والبروتينية، إلى جانب تقييم قدرة هذه الميكروبات على تشكيل الأغشية الحيوية، ما يُعد مؤشرًا مهمًا في تحديد احتمالات العدوى لدى رواد الفضاء. هذا النوع من الأبحاث يكتسب أهمية متزايدة مع التوجه العالمي نحو رحلات فضائية طويلة الأمد، حيث تمثل صحة العين إحدى أبرز التحديات الطبية المستقبلية.
بروتوكول صحي سعودي لطب العيون الفضائي
أوضح الدكتور أيوب الصبيحي، مدير مهمة فلك، أن المهمة تهدف إلى وضع بروتوكول صحي متكامل يعنى بصحة العين في الفضاء، ليكون مرجعًا عالميًا لوكالات الفضاء. وأضاف أن ميكروبات العين تواجه بيئة فضائية قاسية وغير مفهومة تمامًا حتى الآن، مشيرًا إلى أن هذه المهمة تُعد خطوة تأسيسية في هذا المجال الطبي المتخصص.
فالكون 9 يحمل التجارب البحثية السعودية إلى الفضاء لدراسة الميكروبيوم العيني
وأكد الصبيحي أن الجاذبية الصغرى تُحدث تأثيرات على تكوين وتطور الميكروبات، ما قد يؤدي إلى تحديات جديدة في الوقاية من الأمراض البصرية. من هنا، فإن تصميم بروتوكولات قائمة على نتائج هذه التجربة سيكون بمثابة قاعدة علمية يتم البناء عليها مستقبلًا لتطوير أدوات تشخيص وعلاج في الفضاء.
بعد رحلة علمية إلى المدار القطبي، عادت بنجاح رحلة FRAM 2 وعلى متنها مهمة فلك البحثية.#الفضاء_بعيون_سعودية #متصل_بالكون pic.twitter.com/IkX7O3s1fN
— فلك لعلوم وأبحاث الفضاء (@FalakKSA) April 4, 2025
مساهمة بحثية وعلمية رائدة بقيادة سعودية
من جهتها، قالت الدكتورة سلوى الهزاع، عضو الفريق البحثي للمهمة، إن الفريق استغرق قرابة 18 شهرًا لتطوير الوسائل الدقيقة لجمع عينات ميكروبيوم العين. وأضافت أن مهمة "فلك" لا تهدف فقط إلى التجريب، بل إلى إعادة تعريف طرق علاج أمراض العيون المستعصية على ضوء نتائج من بيئة فضائية.
وأكدت أن المهمة لم تحمل فقط بيانات بحثية، بل مثلت أيضًا لحظة تاريخية برفع العلم السعودي للمرة الأولى في المدار القطبي. وتعكس هذه المشاركة العلمية رؤية المملكة في تعزيز مكانتها ضمن منظومة الفضاء العالمية، والإسهام في تطوير علوم الطب الحيوي خارج كوكب الأرض.
محطات فضاء فاخرة: "هيلتون" و"بلو أوريجن" يقودان ثورة السياحة خارج الأرض
تأثيرات محتملة على صحة الإنسان
تدخل مهمة "فلك" في صميم الجهود العالمية الرامية إلى سد الفجوة في الأبحاث الطبية الفضائية، خصوصًا تلك المرتبطة بصحة الإنسان في بيئة الجاذبية الصغرى. من خلال تحليل سلوك الميكروبات في العين، يمكن تطوير تقنيات استباقية تمنع العدوى وتقلل من المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الرواد خلال مهام طويلة.
ويتوقع أن تفتح هذه المهمة الباب أمام ابتكارات طبية جديدة لا تقتصر فقط على الاستخدام في الفضاء، بل يمكن تطبيق نتائجها لاحقًا في البيئات الأرضية ذات الظروف الخاصة، مثل وحدات العناية المركزة أو المناطق المعزولة طبيًا.