تسلق السلم الوظيفي هو أسوأ طريق إلى القمة.. ماذا عن المصعد؟!
تسلق السلم الوظيفي ليس الوسيلة الوحيدة إلى أعلى وإن كان سؤالك إن كان الوسيلة الأفضل لك كشخص.. الإجابة تعتمد على ما تريده، فهل تريد حياة تشعر بالرضا عنها أم حياة من الانتظار كي تبني حياة مهنية قد تجعلك تصل إلى أعلى وقد لا تجعلك تصل إلى هدفك.
الجيل الحالي بشكل عام لم يعد يعتمد «السلم» للوصول الى القمة وذلك لمجموعة من الأسباب المنطقية نستعرضها فيما يلي:
لماذا السلم بينما يمكنك اعتماد المصعد؟
هل يستحق السلم الوظيفي، كمسار عام للقمة، كل هذا العناء والانتظار؟ الصورة هي كالتالي شخص يبدأ كمتدرب ثم يعمل بكل جدية لسنوات طويلة بانتظار الترقية، ثم يصل إلى مرحلة عليه انتظار استقالة أحدهم والذي يقبع في منصبه منذ سنوات طويلة قبل أن يتم ترقيته ليحل مكانه، هذا في حال تمت ترقيته لأن الذين يتسلقون السلم كثر.
المقاربة البديلة (عدم البدء من أسفل السلم)
عليك العثور على مكان يتناسب تماماً مع مهاراتك ومع ما يمكن تقديمه. أي عدم وضع «البيض كله في سلة واحدة».. وعليه ما سيحصل هنا هو التطور بشكل أسرع، الحصول على المكافآت بشكل أسرع، ونمو الحياة المهنية بشكل أسرع. وفي حال فشل الشخص في مجال معين، فلا يوجد أي خوف من البدء مجدداً والانطلاق بمقاربة مختلفة. وهذه هي مقاربة المصعد وليس التسلق البطيء للسلم الوظيفي.
هل تعرف استخدام البوصلة؟
الحكمة التقليدية حين يتعلق بالحياة المهنية تقترح عليك اعتماد المسار نفسه، تسلق السلم الوظيفي والتعرف على أشخاص في المهنة نفسها. ولكن الأبحاث والدراسات، والتجارب الحية للشركات الضخمة الناجحة، مثل فيسبوك وأمازون وغيرها، تؤكد بأن بناء علاقة مع مجموعات ضمن مجال مهني واحد هو أقل قيمة بكثير من تكوين شبكة من العلاقات مع أشخاص مختلفين في مجالات مختلفة. أي عوض أن يكون إتجاهك هو بخط واحد مستقيم إلى أعلى يمكنه أن يكون بكل الجهات والاتجاهات.
الفرص تكمن في الفجوات
عالم الإجتماع رونالد بورت كان أول من وضع نظرية حول واقع أن الفرص تكمن في الفجوات بين المجموعات الاجتماعية.. والتي أطلق عليها تسمية الفجوات الهيكيلية. شبه بورت التجمعات هذه بالعناقيد والتي من خلالها وصف التكتلات الاجتماعية تلك بالوفرة التي لا حاجة لها.
فكرته هي أنه إن أمضى شخص ما الكثير من الوقت مع الآخرين، فهو سيتمكن من معرفتهم بشكل جيد. ولكن الأمر نفسه ينطبق على الجميع، تذكروا بأننا أشبه بعنقود نتصل ببعضنا البعض من خلال القنوات نفسها. وبالتالي النتيجة هي أن الجميع يعرف أو يملك الحق للحصول على المعلومات نفسها وبالتالي الكل يشبه بعضه البعض. الأمر الإيجابي هنا هو أن التعاون سهل ولكن السلبي هو أنه يسهل أن يعلق الجميع داخل التجمع وبالتالي أي معلومة جديدة من خارج التجمع ممنوعة من الدخول.. لأنه لا توجد قنوات تسمح بدخولها.
في دراسة أجراها وشملت ٦٧٤ مديراً يعملون في شركة للأدوات الكهربائية، طلب من الذين يشغلون مناصب مديري فروع تزويده بأفكار جديدة من أجل تحسين سلسلة التوريد، وذكر ما إن قاموا بمناقشة هذه الفكرة مع أشخاص آخرين. حين حمل هذه الأفكار إلى الجهات العليا في الشركة من أجل تقييمها تبين بأن «الوسطاء» الذين ناقشوا أفكارهم مع مجموعة أخرى من «تجمعات» أخرى ضمن الشركة أو حتى خارجها قدموا أفضل الأفكار.
وفي دراسات عديدة أخرى منفصلة توصل بيرت إلى أن «الوسطاء» هؤلاء في مختلف المجالات يتقاضون رواتب أعلى من غيرهم، يحصلون على ترقيات بمعدلات أعلى وغالباً ما يكونون مصدراً للأفكار المبتكرة.
بعد عقدين من قيام بيرت بوضع نظريته تلك قام آدم كلاينباوم البروفسيور في علم الاقتصاد والأعمال بمحاولة العثور على طريقة لتطبيقها على أرض الواقع ومعرفة مميزات تطبيقها. وبعد دراسة شاملة تبين له بأن الوسطاء هم «غير الأسوياء تنظيمياً» أي الذين يملكون تاريخاً من التنقل بين وظائف مختلفة ويملكون مهارات في مجالات متنوعة.
النجاح ليس بالجسد.. كيف خرج هؤلاء من دوامة الإعاقة إلى قهر المستحيل؟