ما نخشى القيام به هو ما نحتاج القيام به.. ولكن كيف نتجاوز مخاوفنا؟
في حياة كل منا الكثير من المخاوف التي قد تعيق تقدمه أو تمنعه من اتخاذ قرار حاسم، هناك من يخشى فقدان وظيفته، وهناك من يبذل قصارى جهده حتى لا يفشل، ويوجد هؤلاء الباحثون عن الكمال ولا يرضيهم أي شيء، ولا يجب أن نغفل خشية البعض من تفوق أقرانهم عليهم، بالإضافة إلى الخوف من الخسارات المادية والتي تتعدد ما بين هبوط أسعار الأسهم أو فشل المشاريع أو خسارة عقارات أو مساحات أرضية، أو خسارة شخص عزيز، أو الخوف من الخروج من منطقة الراحة التي نشعر فيها بالأمان، ولكن ماذا نفعل حتى نتغلب على هذه المخاوف؟
في بداية الأمر، عليك أن تتأكد من شيء هام جدًا، وأن تضعه في ذهنك دائمًا ولا تنساه وهو "أن الأشياء التي نخشى القيام بها هي تلك الأشياء التي نحتاج إلى القيام بها"، وهي العبارة التي يرددها دائمًا ويؤكدها تيم فيورويس، المتحدث الشهير في محادثات تيد.
يقول تيم فيوريس، المُتخصص في الإنتاجية وأحد المتحدثين المشهورين في محادثات تيد التحفيزية، إن بعض الناس يكونوا مصابين بالحيرة ولا يستطيعون اتخاذ قرارًا حاسمًا، فهم لا يعلمون ما إذا كان عليهم القيام بشيء ما أم لا، هل يتعين عليهم المحاولة أم الانتظار؟، ويرجع ذلك إلى خوفهم من النتائج، خاصة وأن البشر بطبعهم يخشون المجهول.
النجاح ليس بالجسد.. كيف خرج هؤلاء من دوامة الإعاقة إلى قهر المستحيل؟
وإذا كنت تشعر بالتوتر إزاء بعض الأمور ولا تستطيع اتخاذ قرار مهم قد يترتب عليه إحداث تغييرًا كبيرًا في حياتك، سواء كانت الشخصية أو العملية، يقول فيوريس إن هناك طريقة قد تساعدك على الانتهاء من هذه الحيرة، وهي أن تطرح على نفسك مجموعة من الأسئلة وأن تحاول الإجابة عليها بصدق، والتي نستعرضها على النحو الآتي:
1- ما هي أكبر مخاوفك؟
حدد أكبر مخاوفك أكثر ما تخشاه، اسأل نفسك ما هو أسوأ كوابيسي وأكثر ما يثير رعبي، حاول أن تتخيل حدوث ذلك، ضع سيناريو مفصلاً لكل شيء، حاول حساب الضرر الدائم والمؤقت، تأثير ذلك عليك وعلى حياتك الشخصية والمهنية.
2- ما هي الخطوات التي يجب القيام بها من أجل إصلاح ضرر أو السيطرة على زمام الأمور لفترة مؤقتة؟
اعلم أن الأمور أسهل مما تتخيل، كل ما عليك هو تحضير نفسك ومحاولة الوقوف على أرض صلبة، ومواجهة الفشل، والتغلب على المشاعر السلبية التي تسيطر عليك.
3- ما هي النتائج أو الفوائد، المؤقتة والدائمة، من السيناريوهات الأكثر احتمالاً؟
والآن، عليك تقدير حجم الخسائر أو الفوائد التي ستعود عليك في أي حال من الأحوال، فكر في تأثير الأمر عليك وكيف سيؤثر على حياتك وعلى شخصيتك، هل سيؤثر على ثقتك بنفسك، هل سيعززها أم يقوضها؟
4- إذا فُصلت من عملك اليوم، ما هي الأشياء التي ستقوم بها لكي تسيطر على أوضاعك المادية؟
تصور أنك فُصلت من عملك اليوم هكذا فجأة، فما هي الأشياء التي ستقوم بها من أجل مساعدتك على السيطرة على أوضاعك المادية، لذلك عليك أن تكون مستعدًا دائمًا، أن تكون يقظًا ولديك خطة بديلة تساعدك على العودة مرة أخرى إلى اللعبة.
5- ما هي الأشياء التي تؤجلها بدافع الخوف؟
تأكد من أن الأشياء التي نخشى القيام بها هي تلك التي نحتاج فعلاً إلى القيام بها، هذه المكالمة التليفونية أو المحادثة أيا كان الشيء الذي يتعين علينا فعله ولكننا نخشاه بشدة وكأنه وحش سنفتح له الأبواب لكي يخرج ويطاردنا.
من الضروري هنا أن تفكر في أسوأ السيناريوهات المتوقع حدوثها، والتفكير في طريقة للتعامل معها، واعلم أن نجاح الإنسان يمكن قياسه بالأشياء الصعبة التي قام بها، والمحادثات الثقيلة على قلبه التي أجراها، والقرارات المصيرية الصعبة التي اتخذها.
6- كيف يؤثر عليك تأجيل اتخاذ القرارات أو القيام بالمهام من الناحية المادية والعاطفية والنفسية؟
من الضروري أن تعلم تأثير القيام ببعض المهام أو التردد في اتخاذ قرار مهم على حياتك، فمن الممكن أن يؤثر ذلك على حياتك المهنية أو الأسرية، ربما يمنعك من تحقيق تقدم كبير في مسيرتك المهنية، ربما ستشعر بالندم بعد خمسة أو عشرة أعوام لأنك لم تقم بهذا الأمر، أو لم تتخذ هذا القرار.
7- ماذا تنتظر؟
إذا لم تستطع الإجابة على ذلك دون اللجوء إلى أن تقول إنك تنتظر التوقيت الجيد، فاعلم أنك خائف وهذا طبيعي جدًا ولا يوجد فيه أي مشكلة، وهنا يتوجب عليك إدراك تكلفة التقاعس عن العمل، والتأكد من أنك في حاجة إلى التعلم من اخطائك، والتطوير من نفسك، ثم اتخاذ القرار السليم.