كيف تعلق في ذاكرة الآخرين وتكون أكثر من اسم ولقب وظيفي؟
هل طرح عليك أحد يومًا هذه الأسئلة "ما هي وظيفتك؟" أو "أين تعمل؟"، أو "ماذا تفعل في حياتك؟" بالتأكيد طُرحت عليك وربما مئات المرات وبشكل شبه يومي، حسنًا ربما من الضروري أن تعلم إنك إذا تمكنك من الإجابة عليها بطريقة مختلفة ومثيرة للاهتمام، فإنك ستتمكن من تأسيس علاقات جديدة مع أشخاص ناجحين، وستؤمن لنفسك الكثير من الفرص التي ستساعدك على تحقيق نجاح كبير.
الإجابة على هذه الأسئلة عادة تكون من خلال ذكر لقبك الوظيفي واسم الشركة أو المؤسسة التي تعمل بها، فهذه هذ الإجابة المعتادة والمتعارف عليها، ولكنك لا تعلم أنها تضيع عليك الكثير من الفرص بهذا الرد المُقتضب، ولا تساعد غيرك على معرفة ماذا تفعل فعلاً، ولا تسمح له بالتعرف عليك.
تقول جوانا بلور، مديرة تنفيذية في شركة Amplify Labs، إن الانتقال إلى مرحلة جديدة متقدمة في حياتك يرتبط بشكل وثيق بطريقتك في تعريف نفسك وتقديمها للآخرين.
تتحدث بلور عن نفسها وتقول: "إذا قلت لآخرين إنني أعمل مديرة تنفيذية في إحدى الشركات الكُبرى، فربما يرغب الشخص الذي يطرح عليّ هذه الأسئلة، وربما يتسائل عن طبيعة عملي كمديرة تنفيذية، وما هي المهام التي أقوم بها؟ وبعدها سيفقد اهتمامه بالأمر تمامًا، وتنتهي المحادثة وتموت الفرصة المُحتملة ".
تؤكد بلور أنه عندما تقدم نفسك بطريقة صحيحة باستخدام الكلمات المناسبة، ستعثر على الكثير من الفرص الجيدة، وستتعرف على أشخاص رائعين.
ولكن كيف تفعل ذلك بطريقة صحيحة؟
تحدث عما هو أكثر من لقبك الوظيفي
أول شيء عليك فعله هو تحديد الأمر الذي تحب أن يعرف الناس أنك تفعله، تقول بلور "قبل تقديم نفسك للآخرين، اسأل نفسك ما هو الشيء الذي أريد أن يعرف الناس إنني أقوم به؟"، وتشدد على ضرورة أن يتجاوز التعريف اللقب الوظيفي فقط.
فعلى سبيل المثال إذا كنت صحفيًا أو كاتبًا، اسأل نفسك ما هي الأمور التي أحبها في هذا المجال، وما هي الأشياء التي احلم بانجازها من خلال هذه المهنة، ستساعدك إجابات هذه الأسئلة على معرفة نفسك أكثر، وتمكنك من تحقيق هدفك في نهاية المطاف.
فكر في المشاكل التي لا يستطيع أحد غيرك حلها
بغض النظر عن الوظيفة التي تقوم بها أو المجال الذي تعمل فيه فأنت قادر على حل مشاكل لا يستطيع أحد غيرك حلها، لذلك عليك تحديد هذه الأمور التي يعجز أي شخص سواك على التعامل معها، واستغل هذه المعلومات عند تقديم نفسك للآخرين.
استعن بأصدقائك
من الصعب أن يعرف الناس مهاراتهم الخاصة، وتقول بلور "ستتعامل مع الأشياء المذهلة التي تقوم بها على أنها أشياء طبيعية، مثل التنفس فأنت تقوم به بشكل يومي وبسهولة لذا لن تقدره"، وهنا عليك الاستعانة بصديق مقرب أو زميل عمل، اسألهم عن المهارات التي يروا أنك تمتلكها، ثم استخدم هذه المعلومات عند تقديم نفسك للآخرين.
أظهر جانبك الشخصي
لا تكتفي بذكر المعلومات الجافة المتعلقة بمسيرتك المهنية ووظيفتك أو تعليمك، عليك ذكر بعض التفاصيل أو المسائل الشخصية لإضفاء طابع إنساني على الأمر، كما أن الأشخاص بطبعهم يميلون إلى معرفة المزيد من التفاصيل الانسانية والمعلومات الشخصية عن غيرهم.
عُد إلى أيام الطفولة
وإذا لم ترغب في استخدام بعض المعلومات الشخصية في تعريفك بنفسك، وإذا لم تشعر بضرورة إظهار جزء من جانبك الشخصي، عد بالزمن إلى الخلف وتذكر أيام طفولتك، تذكر الأشياء التي كنت بارعًا في القيام بها وأنت في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية، وادمجها في المعلومات الخاصة بك.
وفي النهاية، مارس طريقتك الجديدة في تقديم نفسك للآخرين على مجموعة من الأشخاص المقربين منك، وبعد عدة أيام اطلب منهم أن يعيدوا ما قلته لهم، وإذا تمكنوا من تذكر الأمر اعلم أنك تسير على الطريق الصحيح، وإذا لم يستطيعوا فأعد المحاولة، وتذكر أن الأمر يستحق كل المجهود المبذول، لأنك إذا تمكنت من فعل ذلك بطريقة صحيحة ستستطيع تغيير حياتك.