الشيخ محمد العيسى لمجلة «الرجل»: المملكة وصلت لمصاف دول العالم المتقدم في أنظمة القضاء
قال الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، إن القضاء في المملكة العربية السعودية، عبر تاريخه الطويل، مرّ بمراحل عدة من التحديث الإجرائي. وعندما أقول الإجرائي أفصل بينه وبين الموضوع، فالموضوع هو في المملكة تحكيم الشريعة الإسلامية وهذه مسلمة دستورية تعتز بها المملكة العربية السعودية. لكن هذا التحديث الإجرائي خادم للموضوع والقائم على الموضوع هو القاضي، فالمدار والمحك يبدأ منه ويمر به وينتهي به.
أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى لمجلة "الرجل": ندعو إلى التقارب الإنساني
وأضاف العيسي خلال حوار أجرته معه مجلة الرجل: «وقد وصلت المملكة العربية السعودية إلى أفضل ما توصلت إليه دول العالم في أنظمة القضاء وإجراءاته وتقنيته، وكل هذا عبر حلقات من التطوير لسنوات طويلة، فعندما كنت في إدارة القضاء كنت أكمل مسيرة إنجازات سابقة لي استفدت منها كثيراً، وكان من واجبي رعايتها والتنويه بها أيضاً».
وكان العيسي قد أكد في حواره للمجل أن نسبة لا بأس بها من أسباب "الإسلاموفوبيا"، يتحملها بعض الداخل الإسلامي أكثر من غيره، وحلها مسؤوليته أيضاً أكثر من غيره، ولدى كثير من الناس، مسلمين وغيرهم، مشكلة تتعلق بالتعامل مع الجانب السلبي المثار ضدهم، بالرد والتبرير.
وتابع: «أنا أعتقد أن بداية حل كل مشكلة، هو الصراحة والشفافية؛ فالخطأ يقال عنه خطأ، ويجب علاجه من داخل بعضنا الإسلامي، قبل أن نُخَطّئ غيرنا، فالذي يُقْصِيك ويُصَنّفك في أي من الموضوعات هل سألت نفسك ما الذي حمله على ذلك؟ وهل أنت على صواب أو خطأ؟ قبل أن يصدر منك إجابة أو ردة فعل».
أول سعودي حمل الشعلة الاولمبية حلمي نتو: نحتاج مساحة للتخبيط أكثر من التخطيط
هذا فيما كان قد قال الشيخ الدكتور محمد العيسى، إن رؤية المملكة 2030 رفعت من سقف الطموح بشكل كبير جداً في القضاء وكل قطاعات الدولة بوجه عام، وواكب ذلك زيادة الدعم والمتابعة والرعاية، وما يطمئن أن القضاء في المملكة وعبر تاريخه الطويل هو بحمد الله في أيدٍ أمينةٍ، ولم يتوقف التطوير منذ بدايات أول تنظيم له قبل نحو تسعين سنة.
وتابع العيسي: "لكن طموح الرؤية رفع السقف كما قلت، وهو ما يزيد من حجم المسؤولية والجهد، ولا أذيع سراً فصاحب فكرة الرؤية وهو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان وراء فكرة عدد من مشاريع التطوير المهمة للغاية في القضاء عندما تشرفت بخدمة إدارة المرفق وقتئذ، فقد تشرفت بلقاء سموه مرات عدة، وكان أغلب الحديث معه عن عدد من الأفكار ذات الصلة، أذكر منها، على سبيل المثال، فكرة صندوق النفقة الذي صدر نظامه وتم تفعيله وغيره وغيره".
هذا فيما دعا الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الى الحوار مع الثقافات المختلفة، من أجل التفاهم والتقارب الإنساني، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وصولاً إلى تجاوز حالات التوجس، مؤكدا أن القناعات لا يمكن التأثير فيها إلا بالقناعة؛ والفكر بالفكر.
وهاجم العيسى، المتحدثين بخطاب "مملوء بالحقد والكراهية والعنصرية والطائفية، بينما القضية المركزية والأساس أصبحت جانباً". دون أن يسمي أحداً بعينه، ووصفهم – افرادا ومؤسسات ودولاً - بأن لديهم "عتهاً عقلياً مستحكماً".
ولفت إلى أن بعض المحسوبين على الإسلام، أسهموا في تصعيد ما يعرف بـ"الاسلاموفوبيا"، سواء بخطاب التشدد أو التطرف أو حتى الإرهاب. وتابع قائلا "الجميع مع الأسف يتعسفون في الاستدلال بالنصوص الشرعية لتأييد منهجهم، وفي هذا من الإساءة إلى هذه النصوص بتحريف دلالاتها".
وردّ الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في حواره الذي أجراه معه رئيس التحرير محمد فهد الحارثي, على من يقولون ان الدين جزء من المشكلة، بالقول: "الدين أحد أركان الحل المهمة، وبحكم تقديره في الوجدان العام، فلخطابه تأثير كبير، وكذلك للمناهج التعليمية في العالم تأثير كبير. وأوضح أنه يدعو لتعزيز المناهج التي تكرس فكر التعايش، قائلا "إذا طولب العالم الإسلامي بمناهج تعزز قيم التعايش والسلام واحترام الآخر، فهذا نقبله، بل ندعو إلى تعزيزه أكثر وأكثر".
لكن في المقابل، نبه إلى اهمية الاشتغال على المعلم "لا بدّ مع المنهج من معلم يؤمن بالرسالة والهدف، إذ يستطيع غالباً، إرسال رسائله كيفما يشاء، فتعديل المنهج ليحقق الأهداف المشار إليها، لا بدّ معه من تكوين المعلم"