راكان طرابزوني يكتب لـ«الرجل» : القانون الأول
كلنا يمر بعواصف مختلفة في حياتنا العملية والشخصية، وقد نخسر الكثير في تلك التجارب، من الوقت أو الجهد أو المال أو العلاقات الاجتماعية أو حتى سمعتنا المهنية. ولكن مهما يحدث لنا فلا يمكن أن نخسر أبدًا علمنا وخبرتنا ومهاراتنا التي تعلمناها، ما يعكس أهمية جانب التعلم والتطور مهما كان عمرنا، وكذلك بناء خبراتنا ومهاراتنا.
وهذا ما يتحدث عنه الكاتب والإعلامي الشهير "ستيفين بارليت" في كتابه الجديد (مذكرات رئيس تنفيذي) الذي يسرد فيه قوانين حياتية مختلفة تعلمها من تجاربه المختلفة، والساعات الكثيرة والطويلة التي أمضاها مع كبار الشخصيات في مختلف المجالات على منصة البودكاست الشهيرة الخاصة به، التي تحمل اسم الكتاب نفسه (Diary of a CEO).
في القانون الأول في الكتاب، يتحدث الكاتب عن أهم خمسة جوانب في حياتنا، يجب أن نطورها ونهتم بها، فهي التي ستضمن نجاحنا وتطورنا في وظائفنا أو أعمالنا أو حتى حياتنا الشخصية، بعد توفيق الله طبعًا.
الجوانب الخمسة الأهم في رأي الكاتب هي كالتالي:
الجانب الأول: هو علمنا الذي تعلمناه من دراستنا الجامعية أو الدورات المختلفة، ما ساعدنا على إتقان وظيفتنا ومسؤولياتنا في عملنا اليومي.
الجانب الثاني: هو خبراتنا التي اكتسبناها عبر الوقت وقدرتنا على إتقان مهنة أو حرفة ما، وهو جانب مرتبط بالوقت الذي نمضي في ممارسة خبرة ما أو مهنة ما، فكلما أمضينا وقتًا أطول في عمل شيء ما، زادت حرفيتنا ومهارتنا في تنفيذه.
أما الجانب الثالث: فهو علاقاتنا ومعارفنا، وهم من يعرفوننا ويعرفون مهاراتنا ويقدرون قيمتنا السوقية، وهذا جانب يلزمه الوقت أيضًا الى جانب الشخصية المنفتحة والقادرة على التواصل مع الآخرين وبناء العلاقات.
الجانب الرابع: يعكس مواردنا، إن كانت مالية أو قدرات ومهارات، أو أحيانًا قدرتنا على التواصل مع الآخرين وجعلهم موردًا لما نحتاج إلى تحقيقه.
أما الجانب الخامس: والأخير الذي يجب أن نهتم بتغذيته وتطويره فهو سمعتنا، التي تأتي ببناء قيمتنا الاجتماعية وبناء الثقة بقدرتنا وقيمنا التي نعيش بها.
اقرأ أيضًا: راكان طرابزوني يكتب لـ«الرجل» : الرأفة والتعاطف
لو نظرنا في تفاصيل الجوانب الخمسة عن قرب فسنرى أهميتها في حياتنا اليومية ونجاحنا أو إخفاقنا في أي مجال، وخصوصًا حياتنا العملية ووظائفنا وأعمالنا. ويجب أن نعي أن الترتيب مهم جدًّا هنا، فيجب أن نهتم ونغذي الجوانب المذكورة بالترتيب المعطى، حيث يكون تعليمنا وعلمنا وبناء الخبرة والمهارة أولى الأولويات، ومن ثم تأتي العلاقات والموارد والسمعة تباعًا. فهذان الجانبان: التعلم والخبرة، إن اهتممنا بهما جيدًا وطورناهما، فسيكون لهما تأثير إيجابي طويل المدى على حياتنا وعلى الجوانب الثلاثة المتبقية.
وعلى سبيل المثال، فإن جاءك عرض وظيفي لوظيفة جديدة براتب أعلى من راتبك الحالي (جانب الموارد) ولكنها لا تطورك أو تعطيك تحديات وخبرات جديدة (الجانب الأول عن التعلم والجانب الثاني في بناء الخبرة) فهي وظيفة لن تخدمك على المدى البعيد ولا تعد إضافة لملفك المهني، بل على العكس ستكون كأنك نزلت من منصبك الوظيفي الحالي إلى منصب أقل.
وأخيرًا، يجب أن نراجع الجوانب الخمسة بطريقة دورية، كل ستة أشهر أو كل سنة مثلًا، ونتأكد أننا نهتم بتطوير وتنمية كل جانب بصفة مستمرة.
"إذا كنت ترغب في شيء لم تمتلكه من قبل، فيجب أن تكون على استعداد للقيام بشيء لم تفعله من قبل".
توماس جيفرسون