تعرضت للرفض؟.. لا تستسلم وارصد المسألة من منظور إيجابي نافع
" أنت رائع، ولكن...!"، من وقت لآخر نستقبل تلك الجملة المُعبرة عن موقف تم اتخاذه تجاهنا وعنوانه "الرفض" لاسيما عند الاستماع للفظ "ولكن!"،. حيث نعلم وقتها أن النتيجة النهائية سلبية وستؤدي بالضرورة إلى تغلب مشاعر الاستياء على أصحابها وسيطرة شعور بالإحباط والاكتئاب يؤثران بالسلب على معنوياتهم.
لذلك فإن التفوه بإجابة بسيطة مكونة من كلمة واحدة وحرفين ألا وهي مفردة"لا" من شأنها أن تثير بداخلنا تساؤلات عدة وتدفع بنا للتفكير كثيراً في الأسباب وراء عدم القبول ورفض الطلب باختلاف أنواعه. إلا أنه خلال هذا التناول سيتم طرق حلول تساعد على إخماد معظم الأفكار السلبية الدائرة بعقولنا وإعلاء راية كيفية التعامل مع أسباب الانصراف عن مطلبنا بـ5 حجج و3 أساليب حياتية تساعدنا على التقبل والتكيف وطي الصفحة بأقل الخسائر.
هذا وتعد من أبرز المواقف التي ربما تقابل بعدم القبول والرفض تلك المتعلقة بسؤال الحبيب لمحبوبته بينما يكون ردها عليه بمثابة صدمة له نظراً لعدم قبولها عرضه، أو ذلك الموقف الذي يواجهه معظم البشر حين التقدم للالتحاق بوظيفة تعد حُلُماً لصاحبها ومبغي يتمنى نيله وتحققه إلا أن الأمر ينتهي إلى ما لم يكن يأمله، وربما يكون مجرد عرض تطرحه على أصدقائك كقضاء عطلتهم الأسبوعية معك فيما يقابل طلبك بالرفض.
ومن أشهر التساؤلات التي تدور في عقول الأغلبية وأكثرها انتشاراً بين الأفراد حين حدوث أمر الرفض، " هل أنا أقدمت على تصرف خاطئ؟!"، " هل أنا لست جيداً بشكل كافي!"، وفي بعض الأحيان تتسبب هذه الكلمات التي تتكون منها تلك الأسئلة في إحداث الألم النفسي الداخلي.
ففي الواقع إن المرور بتجربة الرفض من قبل الآخرين هي حقيقة مروعة وموجعة للكثيرين. ولكن إذا تم استيعاب ذلك الأمر واعتباره حتمي الحدوث ومقدّرٌ لك أن تقابله من حينٍ لآخر، وإذا تم الأخذ بعين الاعتبار الأسباب الرافضة لمطالبنا من زوايا نافعة، وقتها يجب التيقن من أنك ستضيف سمة شخصية جديدة بقاموسك الخاص بعد اكتساب مهارة تعلم أخرى في الحياة تساعدنا على التعامل مع مواقف الرفض التي يمكن التعرض لها في أي وقت.
خمس حجج يجب التعرف عليهم للتغلب على العوامل السلبية التابعة لفعل الرفض لأحدهم وعدم انضمامه للفريق المشارك
الحجة الأولى: نشعر بالحزن والألم لعدم معرفتنا حقاً بما يعنيه الرفض
عند عدم إدراك الأسباب الحقيقية وراء موقف الرفض الذي صادف أيّ منا، ففي الأغلب ستكون ردود فعل أصحابها مختلطة بمشاعر الضيق والإحباط، كما يميل هؤلاء إلى تفسير عملية الرفض على أهوائهم واتخاذهم الأمر على محمل شخصي، فضلاً عن اعتقادهم بأنهم غير كفؤ بشكل كافي وهو الذي يؤدي بالضرورة إلى عدم الترحيب بهم وتقبلهم، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشرات الشك تجاه قدراتهم مما قد يتسبب في انخفاض نسب تقييمهم الذاتي لأنفسهم.
وهي أمور جميعهاً تقود في النهاية إلى انحرافهم عن التراك السليم المراد استكماله لبلوغ الهدف المطلوب مهما كانت المعوقات كعمليات الرفض التي قد تتعرض لها.
الحجة الثانية: الرفض قد يكون سببه عدم وجود توافق بينك وبين المعايير المطلوبة
في بعض الأحيان يأتي سبب الرفض نتيجة إلى عدم توفر السمات المشتركة والأفكار والقناعات بينك وبين متطلبات الوظيفة التي تحلم بالالتحاق بها، وربما يعود السبب إلى كونك شخص انغلاقي وتميل للعزلة والتفرد بينما تتطلع المؤسسة وأفرادها المشاركين بها إلى أشخاص يسيرون على وتيرتهم ويتمتعون بصفات أكثر اختلاطاً وتناغماً مع المحيطين. وعلى الصعيد الآخر ليس هناك داعي للدهشة حينما يتعرض متخصص في عالم السوشيال ميديا للرفض من جانب ناشر صحيفة تقليدي.
الحجة الثالثة: الرفض قد يكون سببه عائد على عدم استيعابك وقلة تفهم ماهيتك كمتقدم للوظيفة
كي تتعرف بحق على سمات شخص بعينه، يتطلب منك الأمر بعض الوقت لدراسة سمات شخصيته بتأنٍ بالغ، ولكن نظراً لمحدودية الزمن المخصص لإجراء مقابلات العمل يُطرح سؤال بالغ الأهمية ومفاده، كيف من الممكن استيعاب شخص بخبراته وقناعته وأساليب حياته خلال 30 دقيقة فحسب؟.
من ملهمك في الحياة من بين أفضل وألمع عشرة قادة على مر العصور؟
إلى ذلك وفي بعض الأحيان قد يتسبب توترك في إخفاء ملامح شخصيتك الحقيقية وإلصاق صفات أخري بعيدة كل البعد عنك،. لذلك من الممكن أن يحدث الرفض نتيجة لسبب غير واقعي قد يُنسب إليك لأنك من خلقت وصدرت هذه الصورة عنك وليكن تحت ضغط الأسئلة الذي زود لديك معدلات القلق والتوتر بداخلك.
الحجة الرابعة: الرفض لا يتعلق بك وحدك ولكن بالمسئول عن إبداء رفضه أيضاً
في البداية ينبغي عليك أن تعلم أن مقابلة العمل ليست اختباراً حاسماً لرسم حدود قدراتك وإمكانياتك، ففي بعض الأحيان يقع الرفض دون أن يعني ذلك بأنك لست في صدارة القائمة، فربما يكون سبب عدم قبولك هو تفوقك الزائد عن حاجتهم، حيث من الممكن أن تتسبب كفاءتك العالية في تعرضك لموقف الرفض أيضاً، ووقتها يكون صرف النظر عنك غير متعلق بشخصك منفصلاً إنما الأمر يتعلق بشكل رئيسي بمتطلبات العمل القائمة بالمكان الذي توجهت إليه ولا يتناسب مع قدراتك عالية الكفاءة.
الحجة الخامسة: الرفض قد يكون نعمة مقنعة
في كل مرة تتعرض لمواقف الرفض تذكّر أنها بمثابة رسائل غير مباشرة تريد أن تخبرك بأن تلك الوظيفة التي تسعى للالتحاق بها غير مناسبة لإمكانياتك وقدراتك على الإطلاق، وهو الأمر الذي يساعدك على فرز وتفنيط الصالح من الطالح بالنسبة لك، وربما الاختيار الذي لم تنتبه إليه قد يكون أشبه بالمفاجأة التي احتفظ بها الزمان لك لكي تظهر في الوقت المناسب ووقتها ستتعرف على مدى تقاربها وتوافقها مع اهتماماتك. فانتهاء مقابلة العمل برفضك قد يكون عامل مساعد على اكتشاف الأفضل لك والالتحاق به ثم إثبات وجودك وشأنك داخل أركانه.
وفي ضوء تناول 5 أسباب إيجابية وراء عمليات الرفض التي يتعرض لها أي منا نستطيع أن نستخلص مما مضى ذكره 3 طرق تساعد أيضاً على التخلص من الحلقات السلبية التي تطوُّق رقابنا بسبب الاصطدام بفعل الرفض وعدم الانحياز لضمنا في صفوف المقبولين.
الأسلوب الأول: حول انتباهك بعيداً عن الرفض وعدم القبول
عقب إبداء المصدر لعدم قبولك في الوظيفة على سبيل المثال عادة ما تتخلل نفسيتك أحاسيس بعيدة نهائياً عن الفرحة والسعادة بل وقريبة كل القرب وذات صلة وثيقة بحالات الحزن والاكتـئاب التي ترافق أصحابها. وهنا عليك أن تنتبه قبل أن تسيطر هذه المشاعر السلبية منك وأن تسعى في المقام الأول إلى تحويل اهتمامك بالشيء المسبُب للضيق لك وهو تعرضك للرفض من خلال ممارسة أنشطة تزيد من وقود طاقتك الشخصية على المستوى الجسدي والعقلي.
ومن بين تلك الأنشطة، التنزه بالخارج، أو أخد قسط من الراحة، أو تناول وجبة غداء لذيذة.
الأسلوب الثاني: أعد وضع الأطر على نحو سليم بشأن عملية الرفض
تخصيص جزء من وقتك للراحة أو الرفاهية يساعدك بالضرورة على استعادة الهدوء ويجعل ذهنك أكثر نقاءاً وصفاءاً وبالتالي ترى الأمور كافة بكل موضوعية وبذلك يكون قد آن أوان تصميم الأطر التي تأسست عليها خطوة عدم القبول والرفض المحاكة تجاهك، ولكن حين تأسيس تلك الأطر من الضروري أن لا تصرف تركيزك عن الحقائق السلبية وراء رفضك واستبدلها بأخرى ولكن من منظور إيجابي. ومن ضمن الجمل المحبطة المراد استبدالها بعبارات داعمة للجانب المشرق في المسألة، جملة " رفضوا تعييني" بينما الجملة البديلة هي " لم أحصل على الوظيفة". فمن المهم أن تتفادى تكرار قول الرفض لما له من أضرار نفسية ومعنوية عميقة على مردديها.
تعلم فنون أدب الحوار بإتباع أساليب الكوميديان جيري سينفيلد الخمسة
الأسلوب الثالث والأخير: استخرج أهم الدروس المستفادة من وراء موقف رفض قبولك
دوماً ما تكون خسارتك لموقع عمل أو تعرضك لموقف رفض له فوائده ومنافعه أيضاً،. حيث يتسبب في عونك على بدء مهمة البحث والاكتشاف لتحديد ما هو أكثر ملائمة لقدراتك وإمكانياتك على المستوى المهني. كما يقوي لديك عين الملاحظة تجاه أخطائك لتداركها فيما بعد لتفاديها في المرات القادمة لاسيما إذا كنت في المكان الملائم لك، فضلا عن اكتساب خبرات جديدة حتى في ظل عدم تحقق المطلب بسبب رفض انضمامك لبقية الطاقم. ولكن تأكد في المقابل أنه في يوم ما ستجد موقع العمل المثالي لك والذي سيتم قبولك للانضمام إلى صفوفه.