إنفوجراف.. هل يشعر الموظف في شركتك بأنه محترم؟ أهمية كبرى لنقطة مهملة
الإحترام يشبه زيوت التشحيم التي تبقي المحرك يعمل بشكل مثالي، وحين يصبح أقل من المعدل المطلوب فحينها المحرك سيتعطل. وهكذا هو حال العلاقة بين الادارة والموظفين، حين يكون الإحترام في حده الأدنى فالأجزاء ستحتك ببعضها البعض والحرارة سترتفع والمحرك سيتوقف عن العمل. عند سؤال أي موظف بغض النظر عن جنسيته أو الشركة التي يعمل فيها بما يهمه اكثر من غيره، فالإجابة ستكون إحترامه من قبل الإدارة. والمعضلة هي أن معظم الدراسات التي أجريت تؤكد بأن الإحترام هذا غير موجود.
دراسة عالمية.. الإدارة لا تحترم الموظفين
قبل أن نتحدث عن تأثير شعور الموظف في شركتك بأنه محترم أو غير محترم على نوعية العمل وعلى شركتك سنتحدث عن دراسة شاملة أجرتها جامعة جورج تاون وجامعة هارفرد. الدراسة هذه شملت ٢٠ الف موظف من دول مختلف حول العالم، وتبين بأن إحترام الادارة للموظفين هو الأهم بالنسبة للهؤلاء وحتى أنه كان أهم من الإعتراف بالإنجازات والحصول على التقدير. ٥٠٪ من الذين شاركوا في الدراسة اكدوا بانهم لا يشعرون بأن الإدارة تحترمهم. النسبة الكبيرة هذه جعلت الجهات المشرفة على الدراسة تقوم بإستطلاع رأي منفصل لمعرفة سبب التصرفات «الوقحة» للإدارة مع الموظفين.
٦٠٪ من المديرين أكدوا بان ضغوطات العمل لا تترك لهم وقتاً للتصرف بلطافة مع الموظفين. حجة واهية بالتأكيد بحكم أن التصرف بلباقة مع الاخرين لا يتطلب أي وقت يذكر. في المقابل ٢٥٪ من المديرين اكدوا بانهم لا يملكون «مثالاً اعلى »يحتذى به داخل الشركة لان الجهات التي تفوقهم رتبة تتعامل معهم بنفس الاسلوب الذي يتعاملون هم به مع الموظفين. أي انهم يقلدون «قلة إحترام» الجهات الاعلى منهم في صورة تعبر عن واقع مقلق للغاية.
في المقابل ٤٪ منهم لما يجدوا حرجاً في الاعتراف بانه يجدون متعة في التعامل مع الذين يشغلون مناصب أدنى منهم بهذه الطريقة. أي ان التقليل من إحترام الاخرين متعة لهؤلاء.
أهمية إحترام الموظف وتأثيرها على الشركات
حالة صحية أفضل للموظف
٥٦٪ من الموظفين الذين تحترمهم الإدارة هم بصحة بدنية ونفسية أفضل من الذين تقلل الإدارة من إحترامهم. الموظف المحترم هو موظف بصحة جيدة ما يعني إجازات مرضية أقل وبالتالي خسائر مالية أقل للشركات كما ان الصحة الجيدة تعني إنتاجية أكبر لان الموظف الذي يعاني من وضع صحي أو نفسي سيء لن يتمكن من العمل كما يجب أو ستكون إنتاجيته جيدة.
يشعرون بأنهم جزء من الفريق
الموظف الذي تحترمه الإدارة سيشعر بأنه جزء من فريق العمل وجزء من الشركة ككل وبالتالي هو سيعمل وفق هذه المشاعر الهامة جداً لتقدم أي شركة كانت. الموظف الذي يحضر كل يوم من اجل القيام بما عليه القيام به من أجل الراتب فقط لا يكترث على الإطلاق لنجاح الشركة أو فشلها وذلك لانه لا يملك أي محفز أو دافع. وبما أن نسبة الموظفين الذين يشعرون بأن الادارة لا تحترمهم كبيرة جداً حول العالم، فأنت حالياً تملك في الحد الادنى ٥٠٪ من العاملين في شركتك الذين لا يعلمون كفريق بل يقومون بالحد الادنى مما هو مطلوب منهم. الموظف الذي تحترمه الإدارة سيقوم بوضع كل جهوده وكل طاقته من أجل إنجاز المشاريع والمهام المطلوبة منه وبأفضل طريقة ممكنة. ٥٥٪ من الموظفين الذين تعاملهم الإدارة بإحترام هم الأكثر إرتباطاً بشركتهم ما يعني منحها كل ما يملكونه من طاقة .
كيف تحول الشاب دانييل عيسى من لاجئ لصاحب علامة تجارية فاخرة تباع لأثرياء أوروبا؟
الإحترام يعني الولاء
الموظف الذي تحترمه الإدارة لن يغادر شركتك عند أول فرصة تتاح له. وفق الدراسة التي اجريت الموظف الذي يحظى بالاحترام نسبة ولائه لشركته هي ضعف الموظف الذي لا تتعامل معه الادارة بإحترام. الولاء بالنسبة اليك كصاحب عمل يجب أن يكون على رأس لائحة الأولويات، لانه يعني نجاح مؤسستك على المدى البعيد فلا موظفين يغادرون بشكل جماعي، ولا إنتاجية اقل من المعدل المطلوب.
الإحترام والرضا والإستمتاع بالعمل
٨٩٪ من الموظفين الذين تحترمهم الإدارة يستمتعون بعملهم ويجدون متعة في الحضور الى مكان العمل كل يوم. وأي صاحب عمل يدرك الفرق بين الموظف الذي يجد في متعة في عمله وبين الذي يكره العمل، فالأول يعزز نجاح الشركة والثاني يرفع من نسبة الخسائر.. الامر بهذه البساطة. في المقابل ٩٢٪ من هؤلاء تبين بانهم وبسبب تعامل الادارة معهم بإحترام يملكون قدرة اعلى على التركيز كما أن عملهم دائماً هو الأولوية.
فقط في ماليزيا.. حب الموظفين لشركتهم يدر عليها بليوني دولار أرباحا سنوية
التقليل من الإحترام وباء سريع الإنتشار وقاتل
يمكن إحتواء المشكلة لوقت محدود ولكنها عاجلاً أم أجلاً ستنفجر والضرر سيكون كبير. المدير الذي لا يحترم المدير الذي يعمل تحت إمرته والذي بدوره لا يحترم الموظف صورة سوداوية لبيئة عمل سامة بشكل مقلق. المشاعر السلبية اشبه بكرة ثلج ستكبر يوماً بعد يوم، ناهيك عن المكائد والطعن بالظهر والثرثرة وغيرها من التصرفات السلبية التي تهدد شركتك ككل.
نتائج عدم إحترام الموظف من قبل الإدارة
الموظف الذي لا تحترمه الإدارة هو شخص يعاني وبشكل يومي نفسياً وبالتالي بدنياً. وبالعودة الى الدراسة تبين بان تأثير التقليل من الإحترام هو كالتالي:
٤٨٪ من الموظفين قاموا بتقليل انتاجيتهم بشكل متعمد.
٤٧٪ من الموظفين قاموا بتقليص ساعات العمل بشكل متعمد.
٣٨٪ من الموظفين قاموا بعمل أقل جودة بشكل متعمد.
٨٠٪ من الوقت يتم اهداره ضمن الدوام بعد مواجهات تضمنت التقليل من احترام الموظف.
٦٣٪ من وقت العمل يضيع في محاولات لتجنب الجهة التي تقلل من احترام الموظف.
٦٦٪ تراجع في نسبة الانتاجية ونوعية العمل.