بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك.. ميزة المرونة وحسن التصرف
في إحدى المقابلات التليفزيونية، ظهر رجل الأعمال الرأسمالي الاستثماري الشهير جايسون كالاكانيس، صاحب مشاريع "سيلكون فالي"، بالإضافة إلى موقع "تمبلر" للمدونات الصغيرة، وشركة "أوبر" أكبر مشروع تاكسي واسع الانتشار على الصعيد الدولي والعربي أيضاً. ويكشف لنا الرأسمالي كالاكانيس، عن سمة واحدة يشترك فيها العديد من رجال الأعمال الأكثر نجاحاً، ومن بينهم مؤسس موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مارك زوكربيرج، والمهندس الإستثماري المبتكر إيلون ماسك، مؤسس عدد من الشركات مختلفة التخصصات مابين إنتاج السيارات وتكنولجيا الفضاء وعالم الحوالات والخدمات المالية. وتتمثل هذه السمة المشتركة بين هؤلاء المشاهير في عالم ريادة الأعمال في تلك القدرة الفائقة على استرجاع المزاج الجيد في أحلك الظروف والمواقف التي تواجهم.
عرض المساعدة في إنقاذ أطفال كهف تايلاند.. ما لا تعرفه عن إيلون ماسك
"المرونة" سر من أسرار الكبار
ويشير الإستثماري الكبير جايسون كالاكانيس، أن كلا من المدير التنفيذي ومؤسس شركة "تسلا" لإنتاج السيارات إيلون ماسك، ونظيره في عالم السوشيال الميديا والتواصل الاجتماعي مارك زوكيربرج، قد واجها معارك طاحنة في أيام صعبة قد مروا بها، فيما أظهر كلا منهما مرونة فائقة وحسن تصرف بالغ قد أثبت بالدلائل مدى قدرتهما على استعادة الهدوء الداخلي، والتحلي بصفات الشخصيات الحكيمة العقلانية الواعية لتصرفاتها.
كيف يدفع رواد الأعمال الشباب مجتمعاتهم نحو التطور ؟ .. أسيا نموذجًا
في ضوء ما يمتلكه المدير التنفيذي ومؤسس موقع فيسبوك للتواصل الإجتماعي وقيمته صافية تصل لحوالي 73 مليار دولار، واجه زوكربيرج في الآونة الأخيرة ردة فعل عنيفة من قبل مستخدمي الفيسبوك كانطلاقة أولى لبداية تفاقم المشكلة المتمثلة في فشل الموقع الشهير في توفير سبل الحماية لبيانات المستخدمين، ودوره في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وفي تلك الأيام تلقى المسئول التنفيذي عن فيسبوك ضربات قاسية من جانب قادة الاتحاد الأوروبي في ضوء القضية المثارة باستخدام البيانات الشخصية لمستخدمي الموقع، وإحاطته بعدد من الأسئلة شديدة الصعوبة بخصوص سلطات فيسبوك، ورصد تعامله مع الشهادة التي أدلى بها مؤخرًا أمام الكونجرس الأمريكي بكابيتول هيل.
المدير الأول في عالم التكنولوجيا.. مارك زوكيربرج
إلا أن زوكيربرج قاتل وبكل مالديه من رصيد كلامي ومعرفي في مواجهة ذلك الموقف شديد الصعوبة وجلوسه أمام أعضاء الكونجرس رجالاً ونساءاً الذين كانوا على استعداد تام لتعليقه وشد الخناق على رقبته، بالإضافة إلى التدخل في كيفيات تنظيم شركته، فضلاً عن مدى الكره الذي لحق به من قبل نصف المواطنين الأمريكيين حول العالم بسبب نهجه المتراخي في تأمين سلامة خصوصيات المشتركين، ولكنه في ضوء ماحققه من نجاحات فائقة التصور بعالم السوشيال ميديا وموقع فيس بوك ورغم كراهية كثير من الناس له ولتصرفاته حيال القضية المثارة تجاهه، ومحاولاته الجاهدة في مواجهة هذا الحمل الثقيل، كان متمكنا وببراعة من التحلي بالهدوء والعقلانية باعتباره المدير الأول للتنكولوجيا في وقتنا الراهن، وذلك بحسب ما ذكره الرأسمالي الشهير" كالاكانيس" خلال مقابلة تليفزيونية.
المثير للجدل.. إيلون ماسك
وننتقل الآن إلي النموذج الثاني ذو الصفة المشتركة مع زوكيربرج، وهو إيلون ماسك، المعروف بتلك الشخصية المثيرة للجدل بسبب مقولاته وعباراته المتعددة والمتبحرة في كل شئ بدءاً من عالم الذكاء الاصطناعي، مروراً بوسائل الإعلام، وانتهاءاً بعالم صناعة السيارات والتجارة بها.
ويواجه الملياردير الريادي إيلون ماسك، في الآونة الأخيرة ضغط مكثف وذلك عقب إرجاء شركته "تسلا" لصناعة السيارات إنتاج إحدى نماذجها وموديلاتها الحديثة رغم إعلان شركة تسلا مسبقاً عن نزول قريب لربع أفضل من المتوقع في سوق السيارات. فيما أعرب بعض المحللين المتخصصين عن تعاطفهم مع الأسلوب والتصرف الذي انتهجه ماسك في إحدى المؤتمرات الهاتفية، وذلك في ضوء ما تواجهه "تسلا" أيضاً من تدقيق رقابي وخسارة أفضل المواهب لديها في مجال التصنيع بالإضافة إلى تفاقم أزمة نقدية بالشركة، ولكنه سرعان ما استعاد مزاجه الجيد رغم كل ما يواجهه.
كيف يؤثر عدم انتظام الساعة البيولوجية على صحتك ؟
وبدروه يقول الريادي الإستثماري المشهور جايسون كالاكانيس، أن ذلك النموذج الريادي المتمثل في شخص إيلون ماسك الذي تمكن من صناعة مسافة تبلغها سيارات شركته بنحو 300 ميل، بالإضافة إلى صناعة سيارات غيرت العالم كله لقدرتها وكفاءتها العالية في مواجهة إرتفاع درجات الحرارة، تواجهه بالمقابل الصحف ووسائل الإعلام بالطوب والحجارة بينما يرقد المهندس المبتكر في سريره ثلاث ساعات فحسب ليواصل من بعدها مهمته التي تغلب عليها سمات التحدي في محاولة لتحقيق ما يعادل بين 3 آلاف إلى 5 آلاف سيارة في الأسبوع الواحد، وهو ما يشبهه" كالاكانيس" بالطيار المقاتل داخل طائرته، فيما تساءل الاستثماري العملاق قائلاً: من بإمكانه الجلوس في قـُمرة القيادة سوى شخص بمقدوره أن يتملك زمام الأمور كلها رغم الضغوط القاسية والظروف المحيلة والمانعة لحدوث ذلك، أمثال الرياديين العظيمين إيلون ماسك، ومارك زوكيربيرج.
ويختتم رجل الأعمال الرأسمالي الاستثماري الشهير جايسون كالاكانيس، كلماته بالمقابلة التليفزيونية قائلاً:" إنك عندما تفقد طاقتك في ظل مطاردتك من قبل ثلاثة أشخاص آخرين يسعون إلى إحباطك وسحق معنوياتك، فضلا عن ملاحظتك لكل شئ قد خسرته، فالتصرف المحتمل من قبل أصحاب النجاحات المتميزة حيال تلك الأمور، هو محاولة حصر كل هذه الظروف في إطار واحد محكم الإغلاق، وبالتالي لا يرتطم مثل هؤلاء الأشخاص بقوة الصدمات التى تقابلهم على قدر مجهوداتهم في مواجهة ومحاربة هذه الظروف المحيطة، والهبوط من الطائرة بسلام وأمان.