كيف تنظم وقتك بين الراحة والاستجمام وإنجاز الأعمال؟
يمثل الوقت أحد أهمّ العناصر في حياة الإنسان، وقد وصفه المفكرون بأنّه أغلى من الذهب والفضة، ومن هنا لابد من تنظيم هذا الوقت بما يعمل على إنجاز الكثير من الأعمال وفي الوقت ذاته الحصول على قدر من الراحة لاسيما في ظل امتلاء الحياة بالمشاغلُ التي أنستنا أنفسنا وأبسطَ حقوقها في الراحةِ والاستجمامِ، فكلما تَقَدَّمَ الزمنُ أصبحتْ الحياةُ تضجُّ بالمشاغلِ أكثر وأكثر، لكن إن استمرَّ الأمرُ على هذا الحال يصبحُ الإنسانُ متعبًا حدّ الإنهاك لا يقوى على القيامِ بالأعمالِ الموكلةِ إليه، فلا بدَّ من منحِ أنفسنا القليلَ من الوقتِ حتى لو كانتْ 5 ساعات أسبوعيًا نقضيها بالراحةِ بعيدًا عن العملِ تمامًا من خلالِ تنظيم الوقت، بما يؤدي إلى إنجاز العمل بجهد أقل وبتكاليف أقل وبإنتاجية أعلى أما الارتباك في مواجهة العمل الكثير، وعدم تنظيمه بدقة، وعدم الفصل بينه وبين أوقات الراحة والاستجمام، فإنه ينهك قوى الإنسان، ينهكه نفسياً قبل أن ينهكه جسدياً، وبالتالي فانه يصاب بالارتباك والإحباط ويفقد حرارة الإنجاز وراحة البال معاً.
ما هو "قانون البيتزا" الذي وضعه جيف بيزوس لزيادة إنتاجية موظفي أمازون؟
ولعل أهم الأمور في توفير الوقت وفي الوقت ذاته مواجهة كثرة الأعمال والارتباطات والمسؤوليات في هذا العصر هي:
استغل أيام الأسبوعِ الأولى
يتمُّ في هذه الطريقة استغلال الأيام الأولى من الأسبوعِ بالأعمالِ والاجتماعاتِ قدر الإمكان؛ وذلك في مساعٍ لترك وقت فراغ في نهايةِ الأسبوعِ للتخفيفِ من ضغوطاتِ الحياةِ التي مرّتْ منذ مطلع الأسبوع، ويتمثلُ ذلك بتركيزِ ترتيبِ مواعيد الاجتماعات والأعمال في أولِ 3 أيام من العملِ الرسمي للاستمتاع تدريجيًا في الأيامِ التالية بضغطِ عملٍ أقل، ولا بدَّ عند اِتِّباعِ هذه الطريقة ضرورة ترتيب الأولويات من الأهمِّ فالمهم، وتُعتبر هذه الطريقةُ في غايةِ الأهميةِ بما توفره من المرونةِ والتصالحِ مع النفسِ والقدرةِ على التخطيطِ جيدًا لعطلة نهاية الأسبوع دون أيّ تردد .
حدد أهدافك
يجب تنظيم الوقت لتحقيق الأهداف المنشودة من الأهمِّ فالمهم وهكذا وليتمَّ لك يجبُ تحديدُ الأهدافِ ومدى أهمية كلّ منها لترتيبها في جدولِ الأعمالِ، ومن المؤكدِ عند إنجازِ الأعمالِ والانتهاءِ منها أولًا بأول سيكونُ صاحبَ نفعٍ وفائدةٍ كبرى في حياةِ الأفرادِ، أمّا في حالِ عَدَمِ الالتفات إلى ذلك فسيكونُ الأمرُ معقدًا مع ضغوطاتٍ في العملِ لا متناهية نتيجةَ التقاعسِ عن تحديدِ الأهدافِ، علمًا بأنَّ الوقتَ والجهدَ المبذول في هذه الخطوة سيوفرُ الكثيرَ من الوقتِ في المراحلِ المتقدمةِ.
من غسل الأطباق وجمع الطوابع لصاحب ثروة بالمليارات.. هكذا تربع مايكل ديل على قمة عالم التكنولوجيا
رتب أولوياتك
وفي هذه الطريقة يتم وضعِ المهامِ الأكثر أهمية في رأسِ جدولِ المهامِ لإنجازها أولًا، فهناك عددٌ كبيرٌ من العاملين يبذلون جهودًا ويضيعون وقتًا طويلًا في أداءِ المهامِ الموكلةِ إليهم، لكن دون أيّ نتائج أو تحقيق للأهداف الخاصة بهم، وبالطبع السببُ الرئيسي في ذلك الفوضى التي يعيشها جدولُ الأعمالِ لديهم. لذا، لتحقيق الكفاءة والفاعلية في إنجازِ العملِ يتوجبُ الأمرُ إنجازَ المهامِ الأهمِّ والأعلى قيمةً، ثم الانطلاق نحو ما هو أدنى.
تأهب الأحداثِ المفاجئةِ
مِن الطبيعي أن يتعرضَ الإنسانُ لأمورٍ أو أحداثٍ لم تكن بالحسبانِ، فيترتبُ على ظهورها تأجيلٌ أو اضطرابُ مخططِ سيرِ العملِ في ذلك اليوم، وبالتالي التأثيرُ على بقيةِ أيامِ الأسبوع، وفي علمِ إدارةِ الوقت تشيرُ المعلوماتُ إلى أنَّ المكالماتِ الهاتفيةِ المطوّلة، والمحادثاتِ عبر رسائل البريد الإلكتروني أو مواقعِ التواصل الاجتماعي من أكثرِ طُرُق تضييع الوقت التي يجبُ التحكمُ بها، وإدارتها ضمن الأحداث المفاجئة.
كيف تعزز ثقتك بنفسك؟ إليك هذه الطريقة
ابتعد عن التسويفِ
يسهم تأجيل المهامِ الموكلةِ إليك في خسارتك لساعاتِ الراحةِ والاستجمامِ أكثر، فمِن المؤكد ما لم تنجزه في بدايةِ الأسبوع إمّا أن تؤجِّله إلى نهايةِ الأسبوعِ وتُحرم من الإجازة، أو أنّه سيستنزفُ أوقات المهام الأُخرى، وبالتالي تراكمها فوق كاهليك، ولا بدَّ من التنويه إلى أنَّ المماطلةَ والتسويفَ أكبرُ دليل على الفشلِ، كما أنّها أولى الخطوات في مشوارِ الغرقِ بالعملِ دون انتهاء، ويمكن التَّخَلُّص من هذه العادة من خلالِ تذكّر المرات السابقة التي أَجَّلتَ فيها وماطلت، وما آل إليه الوضعُ من إجهادٍ وتعبٍ في إنجازِ العملِ دون جدوى.
حدد المهامِ المرادِ إنجازها
لا بدَّ من توفرِ التركيزِ والمهارةِ في تقسيمِ الوقتِ بين المهامِ المرادِ إنجازها في فترةٍ زمنيةٍ محددةٍ، فعند الاطلاعِ الكاملِ على الأهدافِ ومدى أهمية كلّ منها وترتيبها في أولويات، سيفضي ذلك إلى الإتيانِ بجدولِ أعمالٍ مُنَظَّمٍ يأخذُ بيدك إلى أصحِّ الطُرُق في تحقيقِ الأهدافِ، حيث يكونُ الفردُ فارضًا سيطرته على الوقتِ بكلِّ شراسةٍ.