تنظيم النوم بشكل فعّال خلال شهر رمضان المبارك
تعتبر قلة النوم مصدر قلق لكثير من الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة ؛ وتؤدي قلة النوم إلى ضعف فعّالية جهاز المناعة الذي يعمل على الدفاع ضد الفيروسات؛ كما يتسبب في خطر ارتفاع ضغط الدم، والنوع الثاني من مرض السكري، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بأمراض القلب ومشاكل صحية أخرى.
وتُشير بعض الدراسات إلى أن 90% من الأشخاص اللذين يعيشون في دولة الإمارات لديهم اضطرابات متعلقة بالنوم، حيث يحصل 46.42% منهم على 7 ساعات نوم في الليلة الواحدة. كما توضح دراسات أخرى بأن واحد من بين أربعة أشخاص يعانون من بعض أعراض اضطرابات النوم.
وفي هذا الصدد، يشدد الدكتور هادي جيرداك، أخصائي الطب الباطني والأمراض الرئوية وطب النوم في مستشفى ميدكير، على أهمية تنظيم ساعات النوم خلال شهر رمضان، قائلاً: "إن الاهتمام بتتبع علامات التعب شيء لا يمكن التهاون به، لما يترتب عليه من مضعافات صحية كثيرة.
ويمكن أن تكون مشكلات النوم المتكررة هي طريقة الجسم الأساسية في الإشارة إلى وجودة مشكلة صحية. وتؤدي إضطرابات النوم إلى زيادة التوتر، والتقلبات المزاجية، والقلق، لذا فالجسم يحتاج إلى قسط من الراحة بشكل مستمر ومنتظم. ولكن من المهم أيضاً التنبه إلى عوارض قلة النوم المتكررة مثل الصداع أثناء النهار، والإحباط، وعدم التركيز".
يلجأ الكثير من الناس خلال شهر رمضان إلى السهر ليلاً والنوم أثناء النهار؛ ويرافق ذلك تغيير مفاجئ لعادات الأكل وأوقات تناولها إلى جانب حدوث بعض التغيّرات الفسيولوجية في الجسم.
ويمكن أن يكون لتعطيل دورة النوم بعض النتائج السلبية على صحتنا. حيث يتألف النوم السليم من 4-5 دورات، تنقسم إلى 40٪ من النوم السطحي و40٪ من النوم العميق و20٪ من مرحلة حركة العين السريعة أو مرحلة الأحلام.
وعادة ما نشعر بالنوم العميق في بداية الليل ومرحلة الحلم في نهاية الليل في حين، نواجه خلال شهر رمضان انقطاعًا لدورة النوم العادية حيث أننا نحتاج إلى الاستيقاظ مبكراً لتناول وجبة السحور والنوم المتأخر بالإضافة إلى تناول الطعام بشكل كبير قبل النوم.
نصائح
وفيما يلي يوضح الدكتور جيرداك، بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لضمان الحصول على دورات نوم سليمة، قائلاً: "يتوجب على كل فرد وضع خطة قبل وخلال شهر رمضان تتناسب مع نمط حياته، والالتزام به بقدر الإمكان.
إلى جانب تنظيم أوقات الصلاة، ويفضل الحصول على قسط من الراحة لمدة 20 دقيقة عند الحاجة في مكان هادئ بعيداً عن مكان العمل، مثل سيارتك. ومن الأمور الهامة، التأكد من أن بيئة النوم الخاصة بك ليلاً تكون هادئة ومظلمة للحصول على نوم جيد دون أي عوامل تشتت الانتباه.
ويجب تجنب استخدام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة قبل النوم، حيث تؤدي الإشارات الضوئية المنبعثة من هذه الأجهزة إلى بقاء الدماغ مستيقظًا ومتنبهاً.
تجنب الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والسكر عند الإفطار، فهي تؤثر على نوعية نومك؛ أيضا تجنب الأطعمة الحارة والمقالي والأطعمة المجهزة وعالية الملوحة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم لأنها تسبب الجفاف، مع محاولة تناول أطعمة خفيفة على السحور لتجنب الأرق.
ويفضل تجنب القهوة والمنتجات التي تحتوي على الكافيين، لتأثيرها على صحة النوم. يفضل الخلود إلى النوم بعد ساعتين على الأقل من الإفطار.
وتوفر «عيادة ميدكير للنوم» تقييمات لمساعدة الأفراد على فهم أفضل لطبيعة الأعراض التي يعانون منها. كما توفر العيادة خطط علاجية مخصصة للاحتياجات الفردية وخدمات الرعاية الشاملة التي تلبي عدد من حالات اضطراب النوم بما في ذلك توقف التنفس أثناء النوم والأرق، بحيث تضمن حصول المرضى على الرعاية التي يحتاجونها