أعداء .. لكن لمن؟
غريبون هؤلاء أعداء النجاح؛ ينشغلون بتحجيم نجاحات غيرهم، ويفرغون أوقاتهم وجهدهم، لتشوية نجاحات الاخرين وإنجازاتهم. ولو فرغوا هذا الجهد والوقت لتحسين أوضاعهم وتحقيق نجاحاتهم الخاصة، فلربما تجاوزوا الاخرين.
ينسى هولاء، ان قمة النجاح ليست مدببة، وأن المساحة تتسع للجميع. وكلما ارتقى فكر الأشخاص، استوعبوا الاخرين وسعدوا لنجاحاتهم. الواثقون بأنفسهم تكون لديهم الصورة أكبر وأشمل، يترفعون عن الصغائر وينظرون إلى المساحات الأبعد والأكبر. ينشغلون بأنفسهم وطموحاتهم، وتكون لديهم القابلية للعمل مع الاخرين والتعاون والتشارك معهم. لأنهم يملكون خاصية مهمة وهي قدرتهم على رؤية الأشياء الايجابية في كل الظروف.
محمد فهد الحارثي في ملتقى جائزة سيدتي: استطعنا التخلص من الصورة السلبية عن المرأة (فيديو)
الذين يفتقرون إلى الطموح، ويعانون عدم الثقة بقدراتهم وذاتهم، تجدهم يختارون الحل الأسهل في نظرهم، وهو نشر ثقافة الاحباط وتعميم الفشل والتشكيك في الاخرين ونجاحاتهم.
وتتضح هذه الصورة أكثر في المجتمعات المتخلفة، فهي التي تنتشر فيها ثقافة الاحباط ومحاربة الناجحين، ولذلك النتيجة الطبيعية هي أن تظل هذه المجتمعات أسيرة التخلف والإحباط، بينما المجتمعات الصحية هي التي تفرح بنجاح الافراد وتشجع ثقافة المبادرة والفوز، ويهتم الناجحون فيها بدعم الأقل حظاً ويعدّون ذلك جزءاً من واجبهم نحو مجتمعاتهم.
تجاهل أعداء النجاح، وسيلة ناجعة للذين يركزون على أهدافهم ومسيرتهم، ولا يلقون بالاً إلى التشويش الذي يحاول أن يلهيهم عن مسيرتهم، وهذا جزء من ضريبة النجاح. وقد تفاجأ بأشخاص تراهن على أنهم سيكونون عوناً لك في مسيرتك، لتجدهم يتصيدون أخطأءك ويضخمونها. تستغرب كيف تتغير نفوس الناس في حين أن الحياة أقصر من أن نضيعها في حروب وهمية.
الحارثي متحدثاً رئيساً في مؤتمر "وان إفرا" الدولي للصحافة في دبي
الواثقون بأنفسهم يتسامحون حتى مع المغرضين. تكون ردودهم بمزيد من النجاح. وتكون نياتهم الخير دائماً؛ فالنجاح ليس ما يتحقق بالمفهوم المادي والملموس، بل بالقيم والأخلاق ومساعدة الاخرين أيضاً.
السطر الأخير:
أصعب نجاح يصنعه الإنسان
هو الانتصار لذاته مع نفسه ..