عند انسحاب منافسيك من السوق.. هل عليك الاستمرار أم التراجع؟
عند بدء الترويج عن خروج أحد المنافسين من السوق تعد أكثر الكيانات المتأثرة سلباً بتلك الأنباء هي الشركات المعنية بالمنتج من جهة والسوق والمنافسون من جهة أخرى.
"باع الجمل بما حمل"
في أواخر 2016 أعلنت إيلى ليللى أحد المنافسين في عالم صناعة الدواء وإنتاجه بالتوقف عن البحث في خصائص المستحضر الدوائي الجديد لعقار الزهايمر جراء إثبات عدم التقدم والتطور في نتائج ثلاث تجارب، بينما تسبب القرار في بروز أزمة ومعضلة أمام المنافسين على مصير المنتج الجديد في ضوء ترقب تبعات قرار المنتجة ليللي بالخروج والانسحاب، فهل من المتوقع اعتبار ما جرى كفرصة ذهبية لمضاعفة المجهود و السيطرة بالاستيلاء على مزيد من حصص السوق، أم إنارة الضوء التحذيري الأحمر الذي يعطي الإشارة بأنه حان وقت الانسحاب والترك رغم إمكانية الحصول على نتائج جيدة ومرضية؟.
ترتيب السعودية بين أكثر الدول يقيم فيها مليارديرات لعام 2018
وفقاً لدراسة بحثية جديدة أجراها جوشوا ليف كريجر الأستاذ المساعد في وحدة إدارة المشاريع في كلية هارفارد للأعمال، فإن كثير من الشركات تتوقع رؤية نصف مكاتب المؤسسة خاوية من روادها كنتيجة لخروج منافس مباشر في نفس السوق قرر التخلي عن السفينة وترك "الجمل بما حمل"، وهو ما تراه الدراسة البحثية بأنه قرار غير صائب ويعد قمة الخطأ نفسه.
حان وقت الرحيل أم للمثابرة مجال؟
في ضوء الخيارين، اختار الأستاذ المساعد كريجر التركيز على التطوير والتقدم وليس الترك والانسحاب قائلاً "هناك بالفعل فرصة تسويقية عظيمة محتملة في حال انسحاب أحد المنافسين"، مضيفاً إنه بناء على خبرته في مجال الاقتصاد فإن قوى السوق الإيجابية هذه قد تعادل أو تسيطر على أي سلوك محتمل للتعلم وإجراءات التجربة والاختبار. مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يتبين في المتوسط أن مفهوم مخاطر الفشل المتزايد أقوى مما قد تؤديه المنافسة الأقل.
عملياً، أوضح الأكاديمي كريجر تفصيلياً كيفية إدارة شركات الأدوية اختيارها بالتفاعل استراتيجياً في حال انسحاب أحد المنافسين من السوق خلال مراحل التطوير، حيث تتخذ هذه الشركات قراراً بمزيد من الاستثمار وليس لها ما يبرر موقفها بما في ذلك من أسباب الوصول لبعض نتائج اختبارات فقيرة لأي جديد، أو تغير ظروف السوق أو تصاعد تكاليف المشروع.
ترتيب السعودية بين أكثر الدول يقيم فيها مليارديرات لعام 2018
وفى ضوء ما رصدته الدراسة البحثية لجوشوا ليف كريجر في عالم المنتج الدوائي وأسواقه المتخصصة، استنتج كريجر ثلاثة حالات تُتبع أحدهما دون الأخرى من جانب أصحاب المشروعات المتفاعلة مع فشل المنافسين: إما أولئك الذين يتعاملون في نفس السوق باستخدام وسائل تكنولوجية مختلفة، أو آخرون يتفاعلون في سوق واحد واستخدام تكنولوجي متطابق أما الحالة الثالثة هي المنافسة في سوق مختلفة ولكن باستخدام نفس الوسائل التكنولوجية.
مدى تأثر الشركات بالسوق وأدواته
ومن بين النتائج التي تم التوصل إليها وفقاً لدراسة الباحث الأكاديمي ليف كريجر، فإن الشركات التي تكتشف أن المنافس لها في نفس السوق يستخدم وسائل تكنولوجية متطابقة معهم، تتضاعف لديهم نسبة اتخاذ قرار بوقف عملية التطوير في المنتج القائم وإصدار قرارات بالانسحاب والترك. بينما تختلف الصورة عندما يتواجد المنافس في سوق مختلف و يتعامل بنفس الوسائل التكنولوجية حيث تواجه الشركات المعنية زيادة تعادل 18% من احتمالات الانسحاب، في حين لم يحدث أي تغيير جذري يذكر في حالة إتباع المنافس نفس السوق وسط مجموعة تكنولوجية مختلفة.
إنفوجراف| كيف تتقن فن إعطاء الملاحظات الفعالة دون إيذاء أي شخص ؟!
يتلخص القول بأن قرار إنهاء المشروعات في مراحل التطوير بسبب انسحاب أحد المنافسين غالباً ما يكون رد فعل مبالغ فيه وقائم على استنتاج خاطئ، بحسب رؤية صاحب الدراسة البحثية، وأشار كريجر إلى أن هناك بعض الدلائل تؤكد استمرارية المشروعات رغم فشل المنافس وانسحابه في حالة استخدام نفس السوق والوسائل التكنولوجية الواحدة، بل وبلوغ أفضل معدلات النجاح بشكل يفوق في كثير من الأحيان المشاريع الأخرى المستمرة والتي لم تتأثر بالأخبار الواردة من قريب أو بعيد.