رمضان شهر إستعادة الرومانسية أم إعلان الحرب؟ القرار بيدك
شهر رمضان يختلف عن جميع أشهر السنة.
الإختلاف هذا لا ينبع فقط من كونه شهر الإمتناع عن الطعام والشراب والإنصراف الى العبادة بشكل كلي أو اللهو، فالأمر يعتمد على المقاربة التي يقرر كل شخص إعتمادها خلاله، بل لأن كل الروتين اليومي يختفي.
العلاقات الزوجية في رمضان بدورها تتأثر، إما إيجاباً أو سلباً وإن كانت الكفة تميل الى السلبي في غالبية المنازل.
هناك الكثير من العوامل التي تزيد من حدة التوتر في رمضان بين الزوجين، السبب الاول يتعلق بالإمتناع عن الطعام والشراب وما يعني ذلك من إنهاك وطباع حادة وصبر محدود. ثم يضاف الى ذلك الأعباء الكبيرة التي يتم «رميها» على الزوجة والتي تجد نفسها في حالة سباق دائم مع الوقت.. وفي كل مرة تخرج منه الخاسرة لانه وبكل بساطة هناك الكثير مما عليها القيام به والوقت لا يكفي للقيام بكل شيء.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الخلافات والمشاكل الزوجية في رمضان أمر واقع؟
الإجابة تعتمد عليك وإن قررت بأنه لن يكون كذلك فلن يكون أما ان قررت بأنه سيكون شهر المشاجرات فهو من دون شك سيكون كذلك.
دراسة صادمة.. النساء الأقل جاذبية أكثر ميلا لخيانة أزواجهن !
العزومات.. مواجهة أو تناغم
العزومات في رمضان هي التي تتسبب بالغالبية الساحقة من المشاكل. بطبيعة الحال رمضان له الجزء الإجتماعي الخاص به حيث يقوم الشخص بدعوة الأصدقاء والأقارب وتلبية الدعوات في المقابل.
النقطة هذه يمكنها أن تكون إما سبباً لحرب تبدأ من اليوم الاول ولا تنتهي بحلول العيد أو يمكن إستخدامها من أجل تقوية العلاقة وجعل رمضان الشهر الاكثر رومانسية من خلال الأفعال هذه المرة لا الأقوال.
بطبيعة الحال العزومات المفاجئة هي إعلان للحرب.. لذلك لا يمكنك القيام بذلك على الإطلاق حتى ولو كانت تشمل شخصاً واحداً.
جميع العزومات يجب أن يتم تحديد مواعيدها معاً كما يجب تقسيم المهام وبالتالي تتحمل الجزء الذي عليك تحمله من الاعباء وتحاول قد المستطاع التخفيف من عدد المهام التي عليها القيام بها.
في المقابل حتى تلبية الدعوات يجب الا تكون مفاجئة. اي لا تفكر بالأمر على انه مفاجآة سارة لها بحكم انها لن تتكبد عناء تحضير الإفطار. فأحياناً هناك إعتبارات خاصة عند زوجتك تجعلها لا تود تلبية هذه العزومة أو تلك.
بإختصار، ان كان هدفك إستغلال شهر رمضان لتقوية العلاقة بها، فهذه اول نقطة عليك التعامل معها. فهي لا تظهر فقط تفهماً كبيراً من قبلك ولكنها تعزز روح التعاون والعمل كفريق واحد عوض العمل وفق قاعدة قائد الفريق الذي يقرر ويحسم، والذي هو انت، والفريق الذي ينفذ الأوامر أي زوجتك .
كلاكما صائم
كلا، لست الشخص الوحيد الذي يشعر بالإنهاك ولست الوحيد الذي يتأثر بدنياً وذهنياً ونفسياً بالإنقطاع عن الطعام والشراب ومن تبدل عادات النوم. حتى ولو كانت زوجتك إمرأة غير عاملة ما عليك أن تدركه انها هي أيضاً تقوم بعشرات المهام خلال يوم رمضان، ثم وحين ينتهي يومك المنهك بعد الإفطار وتبدأ مرحلة الإسترخاء تكون هي قد بدأت للتو بأصعب مرحلة من يومها.
كل ما تشعر به من مشاعر سلبية، سواء كانت التوتر أو الغضب وحتى الانهاك والنعاس والتعب عليك ان تدرك بأنها هي أيضاً تشعر بها. لذلك قليل من التعاطف والتماهي مع الاخر يمكنه ان يحقق الكثير ويخلق الاجواء الإيجابية.
الرجولة تبدأ من المطبخ
الرجولة هي حين يصل الرجل الى مرحلة من الراحة التامة التي تمكنه من القيام ببعض الأعمال المنزلية من دون الشعور بالحرج. في الواقع مشاعر إنعدام الآمان هي التي تجعل الرجل يبتعد كلياً عن المطبخ في رمضان.. الرجل الذي يساعد زوجته في تحضير الطعام وحتى الذي يقوم بغسل الصحون يجسد الرجولة بأجمل صورها. فالرجولة في مفهومها العام تنطوي على عدة تفسيرات ومن ضمنها تقديم يد المساعدة لمن يحتاج اليها.. فما هو الحال ان كان من يحتاج المساعدة هو أقرب شخص اليك.. شريكتك؟
مساعدتها في الاعمال المنزلية في شهر رمضان يمكنها ان تتحول الى أسلوب حياة يتم إعتماده خارج الشهر أيضاً. وحين تصلان الى هذه المرحلة من التناغم والتفاهم فحينها لا يمكن لاي خلاف أن يؤثر على العلاقة.
الطهي له تأثيره العلاجي وغالبية الخبراء النفسيين باتوا ينصحون اي ثنائي يريد تقوية العلاقة وإستعادة الرومانسية بالطهي معاً. ناهيك عن واقع ان الطهي معاً يحسن عملية التواصل بين الزوجين ويساعدهما على إبراز أجمل الخصال التي يملكها كل واحد منهما ما يعني رومانسية وتناغم وسعادة.
لا تصم عن الشكر وعبارات التقدير
كلمة شكراً تأثيرها سحري، ولو أدرك كل رجل حجم التأثير الذي تتركه لكان إستخدمها مئات المرات في اليوم الواحد. تأثيرها يتضاعف خلال شهر رمضان، لكونه يؤكد للمرأة ان زوجها لا يعتبر ما تقوم به وكأنه واجب مفروض عليها بحكم أنها ربة المنزل.
لذلك لا تصم عن عبارات الشكر والتقدير والتعبير عن حبك لها. شهر رمضان أصلاً يوفر البيئة المثالية لكل ثنائي لتحسين العلاقة، فهو في نهاية المطاف شهر ضبط النفس والسكينة والتقرب من الله وتهذيب السلوك. وعليه القيام بهذه الامور يمكنها أن تساعد الزوجين على جعل علاقتهما أفضل بأشواط من وقت كان. والأهم هو أن الرومانسية وتحسين العلاقة لا تكون مؤقتة بل يمكنها أن تكون دائمة وان يكون شهر رمضان هو الأساس المتين الذي يتم البناء عليه .