بيع لوحة تاريخية لـ"نيكولا دي لارجيليير" بمبلغ يفوق التوقعات
بيعت لوحة تاريخية للفنان الفرنسي نيكولا دي لارجيليير، تتمتع بتاريخ طويل ومعقد، بمبلغ 529,000 يورو "550,000 دولار أمريكي" في مزاد كريستيز، متجاوزة تقديرات ما قبل البيع التي تراوحت بين 50,000 يورو و80,000 يورو "55,000 إلى 88,000 دولار".
وتعود أهمية هذه اللوحة إلى تاريخها المثير، حيث تم نهبها من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت قد ظهرت في صورة شهيرة تظهر استعادتها من قلعة نويشفانشتاين في ألمانيا بعد الحرب، وفقًا لموقع "news.artnet".
تفاصيل اللوحة وتاريخها المثير
وتسمى اللوحة "d'une femme, à mi-corps"، وقد سرقت من خزنة بنك بارون فيليب دي روتشيلد في عام 1940، وتم تخزينها في معظم فترة الحرب في متحف "جيو دي بوم" في باريس المحتلة حينها.
وكانت روز فالاند، أمينة المتحف التي كانت تجيد اللغة الألمانية، قد خدعت المحتلين النازيين وجعلتهم يعتقدون أنها مجرد موظفة إدارية.
وقد أخذت ملاحظات مفصلة حول جميع العناصر التي دخلت وخرجت من المتحف في أثناء الاحتلال النازي، مما ساعد الرجال المكلفين باستعادة الآثار على استعادة العمل الفني من قلعة نويشفانشتاين.
اقرأ أيضًا: بيع لوحة "إمبراطورية الأضواء" مقابل 121.2 مليون دولار في مزاد
استعادة اللوحة بعد الحرب
وتعد اللوحة واحدة من ثلاث لوحات ظهرت في صورة شهيرة التقطت في إبريل 1945، حيث يظهر في الصورة الكابتن "جيمس جي. روريمر" من الجيش الأمريكي بعد استعادة اللوحة، وهو أمين متحف متروبوليتان في نيويورك قبل الحرب، وقد أصبح لاحقًا مديرًا للمتحف.
وكان روريمر يشرف على استعادة 5,000 لوحة مسروقة و20,000 قطعة أخرى من القلعة، ويظهر في الصورة أيضًا الرقيب أنطونيو "أنتوني تي. فالم" من كاليفورنيا، وهو يحمل لوحة لارجيليير.
وفي مايو 1946، أعادت الحكومة الفرنسية العمل الفني إلى بارون روتشيلد، الذي نجح في النجاة من الحرب بعد فراره إلى لندن، بينما توفيت زوجته إليزابيث في معسكر اعتقال، وظل العمل الفني ضمن مجموعة روتشيلد حتى عام 1978، حيث تم بيعه في مزاد.
مبيعات اللوحة في مزاد كريستيز
وعرض المالك الحالي للوحة العمل في مزاد كريستيز "مايترز أنسيان: لوحات، رسومات، تماثيل" في باريس بتاريخ 21 نوفمبر.
وفي بيان صحفي بعد البيع، ذكرت كريستيز أن "هذه القطعة الرمزية جذبت العديد من المزايدين في معركة مزايدة نشطة".
وفي مقالة المزايدة قبل البيع، كتبت دار المزادات في مقال البيع، أن هناك بعض الأعمال الفنية التي تتجاوز أهميتها التاريخية جودتها الجمالية، مثل لوحة لارجيليير.
وأضافت: "صورة هذه اللوحة تبدو مألوفة لنا، حيث ظهرت في صورة تم إعادة إنتاجها عدة مرات، لتخلد المهمة الضخمة التي قام بها رجال الآثار لاستعادة الأعمال الفنية التي سلبت تحت حكم الرايخ الثالث".