كيف يؤثر فرق العمر على الزواج؟ استشارات وخبرات
في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة زواج الرجال بنساء تكبرهم في السن، ما أثار جدلاً واسعًا بين مؤيدين يرون أن الحب والتفاهم أهم من الفارق العمري، ومعارضين يرون هذا النوع من الزواج خاضعًا لعوامل مادية أو اجتماعية.
وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه مثل هذه العلاقات، فإن العديد من الأزواج يجدون في هذا النوع من الزيجات توازنًا ناضجًا وتفاهمًا عميقًا، خصوصًا في ظل تغير المفاهيم الاجتماعية الحديثة والانفتاح الكبير الذي نشهده الآن.
دوافع زواج الرجل بامرأة تكبره
تواصلت منصة "الرجل" مع استشاري العلاقات الأسرية "نادية مرزوق"، للحديث حول هذه الظاهرة، وأبرز أسبابها.
وأوضحت "مرزوق" في حديثها لـ"الرجل"، أن أبرز الأسباب يكمن في حالة كان الرجل مسافرًا إلى الخارج ويريد الحصول على جنسية الدولة التي يعيش بها، مشيرة إلى أن هذا يحدث في الغالب بالدول الأوروبية.
وأشارت إلى أن الحالة الثانية أن يكون مرتبطًا بالمرأة عاطفيًّا، موضحة أنه يتزوجها لأنه مقتنع بها كامل الاقتناع.
أما عن السبب الأخير في رأي نادية مرزوق، فأوضحت أنه يكمن في ظروفه الاجتماعية وتحسين دخله قدر المستطاع.
وقالت استشاري العلاقات الأسرية: "إن العمر عملية نسبية، وإذا طبقنا رأي الشرع والدين سنجد أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) تزوج من "السيدة خديجة" وهي تكبره بقرابة 15 عامًا، حيث كان عمر "السيدة خديجة" 40 عامًا عندما تزوجت النبي، وكان عمره وقتذاك 25 عامًا".
وأكدت "مرزوق" أنه ليس هناك فرق عمر يجب على الرجل ألا يتخطاه في حالة أراد الارتباط بامرأة تكبره في السن، مشيرة إلى أنه في حالة توافر رضا الطرفين سيصبح الأمر عاديًا.
تحديات وعراقيل أمام هذا الزواج
وعن التحديات التي تواجه الرجل في حالة زواجه من امرأة أكبر منه، قالت استشاري العلاقات الأسرية: "إن المجتمع لا يخصه ولا أحد يجرؤ على التدخل في علاقتهما، والشرع أباح ذلك، ولكن في بعض الأحيان تضع الأسرة عراقيل أمام الرجل، خصوصًا إذا كان معتمدًا على أسرته من الناحية المادية في إتمام الزواج، على سبيل المثال كأن يساعد الأب ابنه في الحصول على الشقة أو المهر وهكذا، ولكن في حالة إذا كان مستقلًا بذاته فالأمر سيكون بسيطًا".
وأضافت أن الرجل والمرأة إذا كانا مقتنعين بالزواج "سيجاهدان لإتمام الزيجة، ولا يهمهما هنا رأي الناس، خصوصًا في ظل الانفتاح الكبير الذي نعيشه الآن، فالرجل أصبح متفتحًا وقادرًا على اختيار حياته بنفسه دون الرجوع لأسرته، ومن وجهة نظري أن التكنولوجيا أسهمت في إزالة العقبات وتذليلها، ومنها فرق العمر بين الزوجين".
مزايا وعيوب الزواج من امرأة تكبرك
وعن مزايا هذا الزواج، تقول "نادية مرزوق": "غالبًا ما تكون الفتاة الأكبر سنًا أكثر نضجًا، وهذا بالطبع يعزز التفاهم والتواصل بين الزوجين، ما يساعد على حل المشكلات الأسرية سريعًا. أيضًا التجارب الحياتية للمرأة تفيد الرجل في أن تكون قراراته سليمة وحكيمة، فمن وجهة نظري أن هذا الزواج يعكس نضج وتطور المجتمع في ظل عصر السوشيال ميديا".
أما عن أكثر وأهم عيوب هذا الزواج، فأشارت إلى أنها تكمن في نظرة المجتمع إلى المرأة، خصوصًا في حالات فرق السن الكبير، لافتة إلى أن المجتمعات الشرقية يكون فيها الزوج أكبر سنًا من الزوجة، ما يمثل ضغوطًا اجتماعية كبيرة على نفسية الزوجة من الأسرة أو المجتمع، إضافة إلى الاختلاف في الاهتمامات والأهداف.
اقرأ أيضًا: هل من علاج للتجاهل الزوجي؟.. المتهم الأول في فشل العلاقات
فرق السن المناسب بين الزوجين
من جانبه، قال المستشار الأسري والاجتماعي "أحمد المحمدي": "إن فرق السن بين الزوجين يلعب دورًا كبيرًا في تقارب الأفكار وتشابه الآراء، واتحادها في كثير من المواقف الحياتية، فإذا كانت الزوجة أكبر من زوجها بقرابة من سنة إلى 5 سنوات، فهذا فارق معقول جدًّا، ولكن هناك حالات يكون فرق السن كبيرًا بين الزوجين، وإن كانت هذه الحالات هي الأقل بالمجتمع عامة، إلا أننا في مجالات الاستشارات الزوجية نتطرق لها لتذليل الصعاب التي قد تنشأ عن هذا الفرق بالأرقام".
ولفت المحمدي إلى الإشكاليات والتبعات المحتمل وقوعها، م موضحا بعضها بقوله: "إحساس الزوج بأنه الأفضل والأجدر وصاحب المكانة الأعلى، ما يدخل بنفسه نوعًا من التعالي والغرور في أثناء التعامل مع زوجته".
وأكمل: "أيضًا رغبة الزوج بتكرار الزواج والتعدد والارتباط بزوجة أصغر سنًا منه، لإرضاء غروره، كذلك نجد عدم راحة الزوج حين التطرق لهذا الفارق، بخاصة عند مقارنته مع حالات الزواج ممن حوله، ممن يرتبطون بزوجات أصغر سنًا، أما من ناحية الزوجة، فلا نجد كثيرًا من العقبات التي تذكر لأن فارق السن يلعب دورًا إيجابيًا لصالحاها".
ولإيجاد حياة زوجية هادئة وسعيدة في مثل هذه الحالات، برأيه نصح بأنه ينبغي عدم التركيز على هذا الجانب المتعلق بالعمر، بحيث يصبح هاجسًا دائمًا ومزعجًا "خاصة أن الزواج تم بمحض إرادة الجميع، وبقناعة تامة من الطرفين، ومن ثم علينا عدم ترك مجال لطرح هذا الموضوع أو الخوض فيه، خاصة عند حدوث خلاف ما".
وختامًا فإن الزواج قسمة ونصيب، يحمل بطياته علاقة يسودها الحب والاحترام، كعوامل نجاح قوية لهذا الرباط المقدس.