تطوير تقنية ذكاء اصطناعي تضمن نجاح الجراحة في 10 ثوان
طور فريق من الباحثين في جامعتي ميشيغان وكاليفورنيا بسان فرانسيسكو في الولايات المتحدة نظامًا مبتكرًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي، أطلق عليه اسم "فاست غلايوما" (FastGlioma)، قادر على تحديد بقايا أورام المخ السرطانية في أثناء العمليات الجراحية خلال عشر ثوانٍ فقط.
ونشر الفريق تفاصيل الابتكار الجديد في دراسة جديدة في مجلة نيتشر العلمية.
تفوق كبير على الأساليب التقليدية
ويمثل نظام "فاست غلايوما" طفرة مقارنة بالطرق التقليدية المستخدمة لتحديد بقايا الأورام، التي غالبًا ما تعجز عن تقديم الدقة المطلوبة.
وفي المعتاد، يواجه جراحو الأعصاب تحديات كبيرة في إزالة الورم بالكامل خلال العملية، حيث يتعذر أحيانًا التمييز بين الأنسجة السليمة وبقايا الورم.
وتعتمد الفرق الطبية عادة على تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يتطلب تجهيزات متطورة غير متوافرة دائمًا، أو استخدام عوامل تصوير فلورية، والتي لا تصلح لجميع أنواع الأورام.
اقرأ أيضًا: الموظفون يستخدمون الذكاء الاصطناعي خفية (فيديوجراف)
نتائج مبشرة
ووفقًا للدراسة، التي شملت عينات طازجة غير معالجة من 220 مريضًا خضعوا لجراحة أورام دماغية، أثبت "فاست غلايوما" فعاليته في اكتشاف الورم المتبقي بمعدل خطأ لا يتجاوز 3.8%، مقارنة بنسبة خطأ تصل إلى 25% في الطرق التقليدية.
واعتبر الباحثون أن هذه النتيجة تقدم أملاً كبيرًا لتحسين معدلات نجاح الجراحات.
وصرح الدكتور تود هولون، جراح الأعصاب بجامعة ميشيغان، بأن هذه التقنية تمثل تحولاً نوعيًّا في مجال جراحة المخ والأعصاب، من خلال تحسين إدارة حالات المرضى المصابين بأورام الدماغ المنتشرة.
وأضاف أن التقنية ليست فقط أداة دقيقة، بل أيضًا ميسورة التكلفة وقابلة للتطبيق على أنواع أخرى من الأورام، بما في ذلك أورام الأطفال مثل الورم النخاعي والورم البطاني.
تحديات وآفاق مستقبلية
ولم تشهد معدلات إزالة الورم المتبقي تحسنًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين، مما يزيد من الأعباء الصحية العالمية، في حين أوصت مبادرات السرطان بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتصوير المتقدم لتحسين نتائج الجراحات.
ومع توقع إجراء 45 مليون عملية جراحية سنويًّا بحلول عام 2030، يمثل هذا الابتكار أملاً جديدًا ليس فقط في تقليل معدلات الوفاة المبكرة الناتجة عن الأورام، بل أيضًا في تحسين جودة الحياة وخفض التكاليف الصحية على المدى الطويل.