أقزام كبيرة
كن كما انت ولا تبالِ. ضعْ مبادئك أولاً، واستمر في طريقك. لا تهزّك الأحداث والمتغيرات. سحب ستمضي وأحداث سترحل. أشخاص سيذبلون، ومياه كثيرة ستعبر من تحت الجسر. ويبقي الحقيقي؛ والزيف يرحل.
ستصدم بأشخاص راهنت عليهم وخذلوك، وستكشف معادن كنت تحسبها أصيلة، لتكتشف أنها مزيفة؛ ألوان فاقعة من الخارج وخواء مخز من الداخل. هي الحياة بكل ألوانها وأشكالها. وعلى مرّ الزمان واقع موجود لايمكن نكرانه.
لا تجعل المزيفين يهزّون قناعاتك، بل تمسك بمبادئك، فهم وإن تضخمت مواقعهم او حساباتهم، فإنهم فارغون. يشعرون بأنهم أقزام بجوار الأنقياء الذين يمثلون أنفسهم، وينتصرون لمبادئهم وأخلاقهم.
لا تندم على ما قدمت. فأنت تقدم لأن هذا معدنك، وليس مطمعك. هم يفهمون الحياة من زاوية "وماذا لي؟". الفكر الانتهازي يستحوذ على تفكيرهم. هؤلاء بؤساء، مهما حاولوا أن يجملوا صورتهم، ويستغربون من وجود أشخاص يترفعون عن المكاسب أياً تكن، إذا كان الثمن أن يبيعوا مبادئهم وأخلاقهم، ولذلك يحقدون من داخلهم عليهم، لأنهم يتألمون من المقارنة. يدركون أن البون شاسع حتى لو تظاهروا بالعكس.
ستبدو الصورة مقلوبة في فترة ما، وأن الناس تتجاهل الحقائق وتصدق الوهم؛ فليكن. هي مراحل يسقط في مشوار الطريق أشخاص مترددون ارتبكت الصورة أمامهم وتشوشت الحقائق في تفكيرهم، ولكن من يبقى ويصمد، هم الذين يمتلكون قناعة كبيرة داخلهم، وثباتاً على مبادئهم وتصالحاً مع أنفسهم.
ابتسم، وثق بأن السماء ستمطر في الوقت المناسب. امنح مساحة من الاستيعابية والتجاهل لما يدور حولك. استمرّ في طريقك الذي انت مقتنع فيه، واجعل التفاؤل دَيْدنك والعطاء أسلوبك والثقة مبدأك.
السطر الأخير:
كلما سقطت ورقة وانكشفت عورات المزيفين، تجاهلهم واجعل نظرك في طريقك واستمرّ..