كيف تكون رائداً في مجال التحرير الصحفي الإلكتروني؟
هناك عدة أشكال من التحرير الصحفي الإلكتروني ولكن وبغض النظر عن نوعيتها هناك فكرة أساسية تحكمها.. القارئ.
القارئ الإلكتروني يختلف مزاجه بشكل كلي عن القارئ غير الإلكتروني وعليه التحديات التي يفرضها النوع الأول تتطلب مقاربات من نوع خاص.
المحتوى الإلكتروني يعتمد على مقاربات مختلفة ومن ضمنها النصوص والتي غالباً ما تترافق مع الصور، السلايد شو، والروابط الفيديوهات وحتى أحياناً الملفات الصوتية.
ولأن القارئ الإلكتروني لا يقرأ فعلاً بل كل ما يقوم به هو عملية «سكانينغ» أو مسح للمحتوى فإن الذين يعملون في مجال التحرير يجب أن يكونوا من أصحاب الرؤية المميزة والمتقدمة والتي تمكنهم من توفير كل ما يحتاج اليه هذا القارئ وكل ما يجذب إنتباهه.
ما هي وظيفتك؟
وظيفتك هي أن تكون من المدافعين والمؤيدين والممثلين للقراء أو المستمعين أو المشاهدين، الأمر يعتمد على المادة التي تعتمدها.
من الأسس التي يجب عدم تجاهلها على الإطلاق هي التفكير بكل شخص سيقرأ أو سيطلع على هذه المادة وعليه الحرص على القيام بعملك على أكمل وجه ممكن. ما يعني أنه يجب التفكير خارج الصندوق وبنظام لاخطي. وبالتالي أي إضافة للمادة يجب أن تكون من العوامل المساعدة التي تسهل على القارئ عملية الإنتقال خلال خلال القصة أو المادة ما يعني أن كل شيء في المادة أو يرتبط بها يجب أن يكون واضحاً وموزعاً بشكل بسيط.
القيم التقليدية
القيم التقليدية والتي هي أساسية ولا يعفى عليها الزمن هي الدقة والمصداقية وطبعاً القاعدة الأزلية الخاصة بالمضمون والتي هي من، ماذا، متى، أين، لماذا وكيف. عادة هناك ٣ مشاكل تواجه أي شخص يحمل في مجال التحرير الصحفي الالكتروني وهي ضيق الوقت والتسابق مع الزمن، والقواعد المفروضة التي تبدو غير مؤهلة لطبيعة التحرير الألكتروني بالإضافة الى واقع أن المعادلة كلها تتضمن الكثير من المتغيرات والقليل من الثوابت.
عامل الوقت مشكلة كبيرة جداً وهو يؤثر على الكمية والنوعية وعلى الدقة والمصداقية. هناك هوس جنوني بمن ينشر المعلومة أولاَ وهذا ما أدى الى الكثير من الأخبار والتقارير والقصص التي لا تملك الحد الأدنى من المصداقية. هوس جنوني من نوع آخر يتعلق بعدد القراء والزيارات ما يعني عناوين مضللة ومضمون مبتذل ولكن ما على شخص معرفته هو إن ان كان الخيار بين السبق وبين المصداقية فان المصداقية يجب ان تفوز في كل مرة.. وإن كان الخيار بين عدد القراء والمصداقية، فالمصداقية أيضاً يجب أن تفوز في كل مرة.
المتغيرات والثوابت
التحرير الصحفي الإلكتروني هو مزيج بين التقليدي وغير التقليدي وعليه فإن المنطقة الرمادية في عالم التحرير الالكتروني هي المنطقة القاتلة بالفعل.
الثوابت التي لا يجب التخلي عنها هي :
-إعتماد الهرم المقلوب أي أن الفكرة الأساسية يجب أن تكون في الفقرة الأولى وليس في نهاية المادة.
-الجمل البسيطة المفهومة غير المعقدة وغير الطويلة.
-الإكثار من الافعال الدالة على الحركة مع وضع علامات الوقف المناسبة وفي مكانها الصحيح.
-تفادي إستخدام الكثير من الصفات والنعوت.
-القارئ يريد أن يعرف، فلو كان هدفه الإطلاع على مادة معقدة أو وصفية لكان قرأ كتاباً علمياً أو رواية ما.
المتغيرات
-التفكير الجريء الذي يقدم المادة بقوالب متغيرة.
-العنوان الجذابة غير المضللة وعدم الإنجرار خلف «الكليك بايت» المعتمد والرائج حالياً. أي لا تخدع القارئ لانه لن يعود مجدداً.
-معرفة الحدود التي يجب التوقف عنها خلال عملية تحويل المادة الى ما هو ممتع ويسهل الإطلاع عليها. فالحدود الفاصلة بين ما هو «ممتع» وبين ما هو «خفيف لدرجة السخافة» يسهل تجاوزها.
الأساسيات التي يجب إعتمادها أبداً ودائماً
-صلب الموضوع يجب أن يكون في المقدمة.. ولا في الفقرة الثالثة أو الرابعة.
-المقدمة التي تحتوي على العنصر الأساسي يجب أن تكون في الوقت عينه مميزة لجذب إهتمام القارئ.
-الحرص على أن تكون الفقرات واضحة تماماً، متوازنة بعناصر متكاملة.
-العنوان يجب أن يتناسب مع المحتوى بشكل تام.
-مراجعة النصوص للحد من الأخطاء، فأفضل محتوى يمكن إفساده من خلال الأخطاء الطباعية واللغوية.
-شكل الصفحة هام للغاية فهو يجب أن يكون مريحاً للعين كما يجب أن يتضمن الصور. ولكن يجب التعامل مع الإضافات بحذر لأن الإكثار منها قد يخرجها عن الغاية المخصصة لها.
-النص لا يجب أن يكون طويلاً، فالقارئ الإلكتروني لا يملك الكثير من الصبر.
-العنواين الفرعية عامة للغاية في النصوص الإلكترونية، وذلك لأنها تجعل الصفحة مريحة للنظر كما أنها تسهل عملية القراء على القارئ الذي يصعب إرضاؤه.
-إستخدام الوصلات بذكاء، سواء كانت لينكات داخل النص أو لينكات لمواقع أخرى. بطبيعة الحال ذكر المصدر له أهميته و في حال كانت المصادر عديدة يمكن ربطها بكلمات مفتاحية أو إعتماد مقاربة اخرى تضمن من خلالها ذكرها وإنما بشكل لا يجعلها تحتل نصف مساحة الموضوع.
-الصور يجب أن ترتبط بالموضوع بشكل مباشر.. فأدنى هفوة ستجعل القارئ إما يشير اليها أو يسخر منها. لذلك يجب التأكد من أن الصور تتماشى مع الموضوع بشكل مثالي وترتبط به من كل الجوانب.
الصورة الخاطئة لها نفس تأثير المعلومات الخاطئة وحتى أنها في بعض الاحيان لها تأثيرها المدمر خصوصاً وإن كانت المادة تتعلق بشخص معين ارتبك فعلة ما أو ادين في قضية ما.. وفي الواقع القيام بهكذا خطأ قد يعرضكم للملاحقة القانونية.