الإيدز في العالم العربي.. «الواقع المرعب المسكوت عنه» !
الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة مرض يصيب جهاز المناعة البشري بسبب فيروس نقص المناعة البشرية «أتش أي في» ما يقلل من فعالية الجهاز المناعي بشكل تدريجي تاركاً المصاب عرضة للإصابة بمختلف أنواع العدوى والأورام.
كما هو معروف يتم إنتقاله عن طريق الإتصال الجنسي أو من خلال نقل الدم الملوث ولا يوجد علاج لهذا المرض حتى الآن.
الإيدز في عالمنا العربي يتم التعامل معه وكأنه محدود الإنتشار رغم أن نسب الإصابات المعلن عنها مرعبة فكيف هو الحال بالحالات غير المعلن عنها.
الصرخة علت منذ العام ٢٠١٣
في العام ٢٠١٣ نشرت إحصائية تتناول نسبة إنتشار مرض الإيدز في العالم العربي وكانت الأرقام مخيفة بكل ما للكلمة من معنى. ففي تلك الفترة تم الحديث عن نسبة إرتفاع ١٠٠٪ في معدل إنتشاره قدر عدد المصابين في الدول العربية بأكثر من ربع مليون مقابل تقديرات أخرى تحدثت عن ٦٠٠ الفاً.
وفق الإحصائيات نفسها فإن عدد الأطفال المصابين والذين تقل أعمارهم عن ١٥ عاماً هم أكثر من ٢٠ الفاً. قدرت عدد الإصابات السنوية بالإيدز في تلك الفترة بأكثر من ٣٢ الفاً وبعض الجهات تحدث عن ٧٥ الف مصاب جديد سنوياً وأن ٣ الاف حالة من هذه الحالات هي من نصيب الأطفال.
الوضع الحالي
المنظمات العالمية تستخدم توصيف «الوباء الأسرع إنتشاراً» حين تتحدث عن معدل إنتشار الإيدز على عالمنا العربي. ورغم أن الوطن العربي يملك أدنى معدل إصابة بالفيروس مقارنة مع مناطق أخرى في العالم ولكنه صاحب الوبائية الأسرع نمواً وذلك بسبب جهل الحقائق المتعلقة بالحماية ناهيك عن عوامل أخرى تجعل الشخص يمرض ويعاني ويموت سراً خوفاً من «الفضيحة» الإجتماعية.
وفق منظمة «أفيرت» فان عدد المصابين بالأيذر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام ٢٠١٦ هو ٢٣٠،٠٠٠ كما يسجل سنوياً ١٨ ألف حالة جديدة، أما عدد الوفيات فهو ١١ الف حالة.
معدلات الإصابات الجديد يسير في خط تصاعدي منذ العام ٢٠٠١، وقد إرتفعت نسبة الوفيات بشكل كبير في عالمنا العربي وذلك بنسبة ٦٦٪ بينما إنخفضت في كل دول العالم بنسبة ٣٥٪.
طرق العدوى تختلف بين دولة وأخرى وفق التقارير، فمثلاً يعتبر تعاطي المخدرات السبب الأساسي لإنتقال الفيروس في كل من إيران وليبيا وعمان والبحرين والمغرب، أما في جيبتوتي وجنوب السودان والصومال فإن الإنتقال يتم عند طريق الإتصال الجنسي من دون حماية. المثلية الجنسية هي السبب الأساسي لإنتشار المرض في كل من مصر والمغرب ولبنان وسوريا والسودان واليمن وتونس والأردن.
٢٢ ألفاً في السعودية
وفق تقرير صادر عن وزارة الصحة السعودية فإن عدد المصابين بمرض الإيدز منذ العام ١٩٨٤ وحتى بداية ٢٠١٦ هو ٢٢٩٥٢ شخصاً بينهم ٦٧٧٠ سعودياً و١٦١٨٥ وافداً. وكانت الوزارة قد إكتشفت ١١٩١ حالة جديدة خلال ٢٠١٥ بينهم ٤٣٦ سعودي.
ووفقا للإحصائيات الرسمية بلغت نسبة الرجال إلى النساء وسط الحالات المسجلة بين السعوديين خلال عام 2013، 5 إلى 1.
إنتشار صامت سريع في مصر
وفق التقارير فان الفيروس ينتشر بصمت في مصر مع نمو سنوي يقدر بأكثر من ٤٠٪ عن السنوات السابقة. وقد دق عدد من المسؤولين في الامم المتحدة ناقوس الخطر حول مصر تحديداً معتبرين أن الخطر الفعلي يكمن في نقص الوعي ناهيك عن الميزانية القليلة المخصصة لمواجهته. فمصر تحتل المرتبة الرابعة فى أكثر البلدان إصابة بالمرض فى الشرق الأوسط بعد إيران والسودان والصومال وأغلب المصابين بالمرض هم من فئة الشباب والمراهقين. الامم المتحدة تؤكد أن عدد المصابين وصل الى ١١ الف في مصر بينما وزارة الصحة المصرية تصر بأنه لم يتجاوز السبعة آلاف مصاب.
٢٤ الفاً في المغرب
بلغ عدد المصابين في المغرب ٢٤ الفاً وذلك وفق الجمعية المغربية لمحاربة الإيدز كما بلغت نسبة النساء المصابات ٣٧٪ بمعدل ثلث نسبة إصابة الرجال بالمرض. أما عدد الوفيات بسبب المرض فيبلغ ٩٠٠ شخصاً سنوياً.
باقي الدول العربية
مشكلة الأرقام والإحصائيات حول هذا المرض هو أنها إما قديمة أو أنها غير منطقية بحكم أننا تتناقض مع إحصائيات أخرى عن البلد نفسه وبالتالي على لا تعبر بشكل دقيق عن نسبة الإصابة بهذا المرض وعلى عن حجم إنتشاره.
ووفق الارقام المتوفرة يبلغ عدد المصابين في الامارات ٢٣٣ شخصاً بينهم ٦٥ مواطناً وذلك وفق تقارير صدرت عام ٢٠١١.
إما في البحرين فان عدد المصابين كان ٤٨٥ مصاباً في العام ٢٠١٦ أما في العام ٢٠١٧ فأصبح العدد ٢١٨ مصاباً وذلك وفق وزارة الصحة.
في الاردن سجلت ١٧ حالة جديدة بالمرض ليرتفع عدد المصابين بالمرض الى ٢١٤ حالة في العام ٢٠١٧ .
أما في السودان فعدد المصابين هو ٢٠٠،٠٠٠ الفاً وتقدر نسبة الوفيات بسبب المرض ١٣ الفاً سنوياً. الجزائر ١٣ ألف مصاب (٢٠١٦) ، ١٠ الاف في اليمن (٢٠١٦)، ٢،٢٠٠ لبنان (٢٠١٦)، ١٠ آلاف في ليبيا (٢٠٠١) وقد سجلت ٦٣٠٠ حالة في العام ٢٠١٦ مع عدم وجود ارقام توضح نسبة إنشاره في السنوات الممتدة بين ٢٠٠١ و ٢٠١٦. ١،٣٠٠ مصاب في عمان ( ٢٠٠١)، ٥٠٠ مصاب في العراق وفق احصائيات عام ٢٠٠١ و١٨٠ وفق وزارة الصحة العراقية (٢٠١٧) ما أدى الى جدال غير مسبوق حول مدى صحة هذه الأرقام.