فيديو| كيف تتلاعب الإعلانات بعقولنا ؟
الإعلانات كما هو معروف تستخدم تقنيات تتلاعب بنا كي نشتري المنتجات.
واقع ظن البعض أن معرفته على نطاق واسع حول العالم جعل الجمهور أكثر تحصيناً ضد تأثيرها.. ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. بغض النظر عن معرفتك بالتقنيات المتبعة، وبعض النظر عن تجاهلك لها فهي تستمر بالتأثير عليك وبحثك على الشراء.
البعض يظن بأنه يملك الخيار وأن الإعلانات لم يعد تأثيرها كما كان من قبل بحكم أن «السر» كشف منذ زمن بعيد، ولكن في المقابل شركات الإعلانات تريد أن يستمر الجمهور بهذه القناعة لانها تستغلها لصالحها أيضاً.
المقاربات التي تعتمدها الإعلانات للتلاعب بالجمهور عديدة جداً،وعليه سنحاول الحديث عن الأكثر إعتماداً وتأثيراً.
أبيض أو أسود
في العالم الواقعي مبدأ الأبيض أو الأسود متطرف للغاية وعليه هناك مساحات عديدة لكل الألوان ولكن في عالم الإعلانات هذا ما يتم إعتماده. عقولنا تشعر بالراحة مع الأمور البسيطة ومع نمط التفكير الثنائي التفرع لأنه هناك راحة حين تكون الخيارات سهلة وغير معقدة . لذلك معظم الإعلانات تروج لبضائعها وفق مبدأ أن المنتج هذا سيحل كل مشاكلك وهكذا يتم إزالة كل التعقيدات من المعادلة لتسهيل عملية الإختيار. المنتج هذا هو «الأبيض» وكل الخيارات الاخرى هي «الأسود».
زرع صورة المنتج = الثقة
البعض قد يتساءل عن سبب إستمرار شركات مشهورة للغاية بإنفاق المال على الإعلانات.
الهدف هو زرع صورة المنتج في العقول. الإستمرارية هذه تجعل الشخص يظن بأنه يعرف المنتج أكثر من غيره وفي كل مرة سيختاره حين يذهب للشراء. فهذه الصورة المزروعة في العقل منذ مدة طويلة جعلتها تصبح مرادفاً للثقة.
أوضح مثال على ذلك هو الدواء بإسم تجاري والدواء الجنيس. كلاهما نسخة طبق الاصل عن بعضهما البعض ولكن الثاني يحمل الإسم الكيميائي وأرخص ثمناً ومع ذلك الكل يشتري التجاري.
والمثال الأقوى الذي لعله شكل مفاجأة للشركات نفسها هو ما قامت به شركتي كوكا كولا وبيبسي مطلع التسعينات حين طرحتا بيبسي كريستال وكوك كلير.. باللون الأبيض أي من دون إستخدام أي صبغات. والنتيجة فشل ذريع فالصورة كانت محفورة في عقول الجمهور لدرجة انهم لم يتقبلوا النكهة نفسها وإنما بلون مختلف.
في المقابل هذه الصورة يتم الحرص على أن تكون مثالية، فالأطعمة التي نشاهدها في الإعلانات لا تشبه لا من قريب أو بعيد ما نشتريه فهي مثالية على الشاشة. السبب هو أنه يتم إستخدام مواد غير قابلة للأكل كي يثير النموذج التلفزيوني الشهية والرغبة بالحصول عليه.
بيع أسلوب حياة
بعض الإعلانات لا تتحدث كثيراً عن منتجها وقد لا تتحدث عنه على الإطلاق.. بل تعرض لنا فيلماً قصيراً يعرض أسلوب حياة معين. مثلاً السيارات الفارهة تظهر لنا رجلاً أنيقاً يقود الى قصره بينما السيارات الرباعية الدفع فتظهر لنا الرحلات والمغامرات. وفي المحصلة النتيجة هي نفسها ..بيع أسلوب حياة. حتى المنتجات المرتبطة بالطعام والشراب تعتمد الأسلوب نفسه.. فالمشروب الفلاني سيجعلك تختبر هذا النمط من الحياة .
الإستعانة بالمشاهير
أشهر مثال على إستغلال المشاهير من أجل تسويق منتج وتحقيق نجاح ساحق في عصرنا الحالي هو سماعات بيتس. السماعات هذه تسيطر على ٢٧٪ من سوق السماعات الذي يقدر بأكثر من ١،٨ بليون دولار رغم كونها وباعتراف الخبراء سماعات متوسطة الجودة. والأغرب هو أن صناعتها تكلف ١٤ دولاراً ولكنها تباع باكثر من ٢٥٠ دولاراً ومع ذلك الجميع سيختارها بلا تردد، فما السبب؟
السبب هو الترويج الذكي لها منذ البداية إذ تم إنفاق ثروة على التعاون مع مشاهير في مختلف المجالات وباتوا يظهرون في مقابلات وهم يضعونها أو ينشرون صورهم وهم يستخدمونها. هذا الأمر جعل سقف التوقعات يرتفع وبات الجميع يعتبرها عالية الجودة لناحية الصوت لأن «الجودة» زرعت في اللاوعي. وهذا تحول منتج متوسط الجودة الى آخر عالي الجودة في عقولنا فقط.. فهم لم يدخلوا أي تحسينات عليه.
إستخدام الفكاهة لترويج للمنتجات المضرة بالصحة
بعض المنتجات تدرك بأنها غير صحية وبأنها مهما حاولت لم يعد بإمكانها الإختباء خلف إصبعها. الحل هو بالفكاهة ولذلك باتت إعلانات الشيبس والشوكولاتة وأي منتجات معروف عنها بأنها مضرة بالصحة تعتمد على حس الفكاهة والنكات والسخرية.
الإيحاءات الجنسية
أسلوب شائع منذ الأزل وسيستمر بالزخم نفسه . البشر وعند رؤيتهم لصور جنسية أو بإيحاءات جنسية تفزر أجسامهم هرمونات وحينها سيربط العقل بين المشاعر الإيجابية وبين المنتج الذي حفز إفراز هذه الهرمونات . لذلك فان الشركات ستجد أي مبرر من اجل عرض شخصيات جذابة باقل قدر ممكن من الملابس حتى ولو كان الامر لا علاقة له بالمنتج على الإطلاق.
تحفيز مشاعر إنعدام الآمان
مقاربة كلاسيكية معتمدة من الأزل خصوصاً ، الإعلان سيجعلك تشعر بأنك لا تملك المقومات التي تجعلك ترتقي الى المعايير الجمالية المطلوبة، لذلك ما ستقوم به هو السعي للوصول الى تلك المعايير من خلال شراء ذلك المنتج. فكل ما يفصل بينك وبين روعة الممثل الذي يظهر في الاعلان هو المنتج.
إستغلال الألوان لاثارة المشاعر
تأثير الألوان على مشاعر البشر له أسسه العلمية وشركات الاعلانات تستغل ذلك لاقصى الدرجات. فكل لون تأثيره مختلف، فالاحمر يثير الشهية، الاخضر يثير مشاعر الانتعاش والازرق يثير مشاعر الثقة.
والمثال الأفضل والأبسط هو غسول الفم.. فهل سبق لكم وأن فكرتم بسبب إستخدامنا لغسول فم يحتوي على صبغات من اجل جعل أسناننا أكثر بياضاً؟ .. فالامر لا يبدو منطقياً ولكن في عقولنا اللون الأخضر يرتبط بالانتعاش والأسنان البيضاء.