قفزات عملاقة.. السعودية تحقق إنجازات تكنولوجية ضخمة في 2024
حققت السعودية في عام 2024 تقدمًا ملحوظًا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما جعلها تتبوأ مكانة رائدة على صعيد العالم، فقد برز التزام المملكة بالابتكار من خلال تصنيفها في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، حيث جاءت في المركز الأول عربيًّا، والرابع عالميًّا، متجاوزة بذلك عديدًا من الدول المتقدمة في هذا المجال، بل متفوقة عليهم، وفق مؤشر "تورتويس انتلجينس Tortoise Intelligence".
إنجازات السعودية التكنولوجية 2024
التقدم التكنولوجي في السعودية لعام 2024 كان متنوعًا، وشمل مختلف القطاعات، بما في ذلك المدن الذكية والبنى التحتية والطاقة المتجددة والطب وغيرها من المجالات التقنية، بالإضافة إلى الدخول في اتفاقيات تعاون مع كبرى الشركات الرائدة في العالم، فيما تستعد بتبني التقنيات المتقدمة، للعب دور مؤثر في تشكيل المشهد التكنولوجي، ودفع التقدم، وتحديد معايير جديدة للابتكار في المنطقة.
ومع نهاية عام 2024، نسلط الضوء في السطور التالية على بعض الإنجازات التكنولوجية التي حققتها المملكة خلال هذا العام.
مركز دولي للذكاء الاصطناعي العربي
"المركز الدولي للذكاء الاصطناعي"، ومقره "الدمام"، تم الإعلان عنه في أكتوبر 2024، كجزء من الشراكة بين "صندوق الاستثمارات العامة" و"جوجل كلاود".
ويهدف المركز إلى دعم وتطوير المهارات السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال برامج تدريبية متخصصة، بالإضافة إلى تحسين التطبيقات المحلية ودعم الابتكار.
ولعل الجزئية الأهم في هذا المشروع، هي تركيزه على دعم اللغة العربية في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال تطوير تطبيق "جوجل جيميني"، ما يعني أنه سيكون هناك فرص جديدة للمطورين وللشركات المحلية لتطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي باللغة العربية.
بطبيعة الحال فإن مشروع كهذا يحتاج إلى بنية تحتية قوية، الأمر الذي ستسعى المملكة إلى تحقيقه خلال الفترة المقبلة، من خلال تجهيزه بأحدث التقنيات التي ستسهم في إنجاحه.
ووفق التوقعات الصادة عن "صندوق الاستثمارات العامة"، فإن "المركز الدولي للذكاء الاصطناعي" سيسهم بأكثر من 71 مليار دولار في الاقتصاد السعودي خلال ثماني سنوات.
يذكر أن السعودية هي أيضًا مقر "المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ICAIRE"، الذي تم تأسيسه عام 2023، والذي يهدف إلى تعزيز الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتطوير معايير أخلاقية تنظم استخدام التكنولوجيا المتطورة، ما يعد خطوة نوعية وجزء من جهود المملكة للريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
مؤتمرات وقمم واتفاقيات الذكاء الاصطناعي
استضافت السعودية العديد من القمم والمؤتمرات التكنولوجية خلال عام 2024، التي أسفرت عن توقيع اتفاقيات وإطلاق مبادرات عديدة.
ومن هذه القمم "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، التي عقدت من 10 إلى 12 سبتمبر 2024، وشهدت توقيع أكثر من 70 اتفاقية في مجالات تكنولوجية وتقنية مختلفة.
فيما أسفر مؤتمر "فنتك 24"، الذي عقد في "الرياض" بين 3 و5 سبتمبر عن توقيع 3 اتفاقيات رئيسة مع مؤسسات مالية وتقنية، في إطار تعزيز الابتكارات في القطاع المالي والتقنية المالية.
كما تم توقيع اتفاقية بين "البنك المركزي السعودي" وشركة "سامسونج" لاعتماد خدمة "سامسونج باي Samsung pay" في المملكة، التي تدفع بتقنية الدفع الرقمي إلى الواجهة، بالإضافة إلى ذلك وقعت اتفاقيات تعاون بين عدد من البنوك المحلية وشركات تقنية، لتعزيز الابتكار في مجال الخدمات المالية الرقيمة.
الاتفاقيات التي وقعت لا تنحصر في نطاق معين دون غيره، حيث طالت مختلف القطاعات الصحية والتعليمية، فقد وقعت "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا" عديدًا من الاتفاقيات مع جهات متعددة، منها: "جوجل" لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى اتفاقيات مع "مايكروسوفت"، لتطوير حلول الذكاء في القطاع الصحي، وأخرى من "إنفيديا" و"أوراكل" لتطوير تقنيات التعلم العميق والذكاء الاصطناعي.
المضي قدمًا بالخطط وتنفيذها جعل السعودية تتقدم في مؤشرات الخدمات الرقمية، في قفزة تاريخية غير مسبوقة، لتصبح الرابعة عالميًّا والأولى عربيًّا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية.
"آلات" والتقدم نحو المستقبل في كل المجالات
تم الكشف عن شركة "آلات" مطلع شهر فبراير 2024، كجزء من مبادرة المملكة لتعزيز قدراتها الصناعية، وسعيها للتحول إلى مركز عالمي للإلكترونيات والصناعات المستدامة، من خلال تعزيز القدرات التكنولوجية.
"آلات" تتخصص في تصنيع أكثر من 30 فئة من المنتجات، عبر تسع وحدات أعمال رئيسة، تشمل: المباني الذكية، والأجهزة الذكية، وأشباه الموصلات، وأجهزة المنزل الذكية، والصحة الذكية، والصناعات المتقدمة، والجيل الجديد من البنى التحتية، والتحول الكهربائي، والبنية التحتية الذكية.
ولعل الفوائد هنا عديدة ومتنوعة، إذ من المتوقع أن تسهم في الناتج المحلي بنحو 35 مليار ريال سعودي بحلول 2030، بالإضافة إلى خلق أكثر من 39,000 فرصة عمل في مختلف القطاعات، والمساعدة على نمو اقتصاد مستدام، من خلال التركيز على الطاقة النظيفة، وذلك وفق التقرير السنوي لـ"رؤية 2030".
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي في المملكة.. هكذا أصبحت السعودية من رواد التقنية
الابتكارات التكنولوجية والتقنية
السعودية خلال عام 2024 كانت حاضرة بقوة في الابتكار التقني والتكنولوجي، وفي مجالات مختلفة، ولعل الأمثلة كثيرة.
فقد شهد "معرض جيتكس جلوبال 2024" على مشاركة سعودية بـ40 شركة في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا، تحت شعار "صنع في السعودية"، وذلك وفق هيئة تنمية الصادرات السعودية، في خطوة تؤكد بأن الإنفاق الذي قدر بـ46.6 مليار دولار خلال عام 2024 على التكنولوجيا، بدأ بحصد النتائج.
كما شهد "الأولمبياد العالمي للروبوت WRO 2024" الذي أقيم في تركيا، مشاركة سعودية كثيفة، بأكثر 15 فريقًا، مؤلفًا من 30 طالبًا وطالبة، وقد حققت السعودية المركز الأول عربيًّا، والتاسع عالميًّا في هذه المسابقة، التي تتمحور حول إبداعات جيل الشباب، باستخدام تقنيات الروبوت والذكاء الإصطناعي.
وفي سياق متصل تألقت السعودية في "معرض جنيف الدولي للاختراعات"، بفوزها بـ138 جائزة وميدالية، عبر مجموعة من الابتكارات التي تجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والعلوم الكيميائية والطبية والهندسة البيئية وعلوم النبات والتقنيات الهندسية ونظم البرمجيات والطاقة والبيئة.
من ناحية أخرى شهدت المملكة تقدمًا ملحوظًا في تطوير تطبيقات إنترنت الأشياء، مع تزايد في استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز، وتوفير حلول جديدة تعتمد على الحوسبة السحابية، كما تم إطلاق تطبيق "نسك" الذي وفر أكثر من 120 خدمة رقمية، من ضمنها خدمات إدارة الحشود والرعاية الصحية الإفتراضية، لتعزيز راحة وسلامة الحجاج.
بالإضافة إلى رقمنة قطاع الإسكان، من خلال تطبيق "بلدي"، الذي جاء في إطار "رؤية 2030"، لتسريع وتسهيل الخدمات البلدية وللأنشطة التجارية والخدمات اليومية التي يحتاج إليها المواطن السعودي.
مشروع التفوق
تم الحديث عن هذا المشروع الواعد في وسائل الإعلام خلال شهر نوفمبر من عام 2024، ولكنه لم ينطلق رسميًّا بعد، ووفق التقارير الإعلامية فإن المملكة العربية السعودية استثمرت 100 مليار دولار، لإنشاء نظام دعم وبنى تحتية ومراكز بيانات حديثة، لدعم الذكاء الاصطناعي في كل المجالات.
وحسب وكالة "بلومبرج" فإن كل هذه المشروعات الكبيرة، والإنجازات التي حققتها المملكة من شأنها أن تسهم بنقل المعرفة محليًّا، بالإضافة إلى خلق عديد من فرص العمل، وتعزيز الابتكار.