هل يشهد 2025 ارتفاعًا قياسيًا للذهب؟ خبير يجيب
توقع الخبير المالي ومستشار الاستثمار الأمريكي جيم ويلي أن يشهد عام 2025 تحديات كبيرة على المستويين الاقتصادي والجيوسياسي، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق.
وأشار ويلي إلى أن أونصة الذهب قد تصل إلى 3100 دولار خلال هذا العام، مدفوعة بعدم الاستقرار الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.
الذهب بين التاريخ والواقع الحالي
وفي منشور عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "X"، أوضح ويلي أن الذهب، الذي طالما كان رمزًا للثروة والأمان، قد تحول اليوم إلى وسيلة أساسية لمواجهة الانهيارات الاقتصادية والفوضى الجيوسياسية.
وقال: "إذا أردت التأكد، فلا حاجة بك إلى استشارة كتب التاريخ، فقط ألق نظرة على الواقع الحالي".
وأضاف ويلي مقارنة بين الماضي والحاضر قائلاً: "ذات يوم، كانت عملة ذهبية بقيمة 20 دولارًا كافية لحجز جناح في فندق بلازا في نيويورك أو شراء بدلة عالية الجودة، أما اليوم، فقد تكفي 20 دولارًا بالكاد لشراء قهوة لثلاثة أشخاص في ستاربكس، المشكلة ليست في الذهب، بل في تآكل القوة الشرائية للنقود الورقية".
العوامل المحركة لأسعار الذهب
وأكد ويلي أن الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب عبر التاريخ كانت دائمًا مرتبطة بعدم الاستقرار الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية.
اقرأ أيضًا: تحركات الملياردير وارن بافيت الاستثمارية.. تحذير أم فرصة؟
وأوضح: "في عام 2025، نرى كلاً من هذين العاملين يصلان إلى مستويات غير مسبوقة، ولن يُفاجأ أحد إذا وصلت أسعار الذهب إلى 3100 دولار للأونصة".
ورغم ذلك، لم يستبعد ويلي احتمال انخفاض أسعار الذهب في حال اتخذت الحكومات إجراءات جادة لتقليص الإنفاق وتحقيق التوازن المالي، لكنه أشار إلى أن هذا السيناريو يبدو بعيدًا عن الواقع الحالي.
تحدث ويلي عن تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب، مشيرًا إلى أن الذهب يزدهر في أوقات الفوضى وعدم اليقين.
وأضاف: "إذا تخلى زعماء العالم عن التحريض على الحروب وسعوا إلى تحقيق السلام الدائم، فإن أسعار الذهب ستنخفض بالفعل. لكن دعونا نكن واقعيين: السلام؟ هذا مجرد حلم جميل".
وأشار إلى أن عام 2025 سيشهد تحولات جيوسياسية كبرى واضطرابات اقتصادية تؤثر على النظام المالي العالمي، حيث ستلعب السياسات الاقتصادية الأمريكية واستراتيجيات الصين ومجموعة "بريكس" أدوارًا محورية في تشكيل مسار أسعار الذهب.
عودة الذهب إلى الواجهة
ولفت ويلي إلى أن العالم يقترب من عصر جديد، حيث يعود الذهب ليصبح "مرساة الاستقرار الاقتصادي" في ظل انخفاض الثقة بالنقود الورقية نتيجة السياسات المالية المتهورة.
وأثار تساؤلاً حول نوايا الصين ودول "بريكس" بشأن إنشاء عملة مدعومة بالذهب، وهل ستكون هذه العملة خطوة استراتيجية لتحدي هيمنة الدولار أم مجرد حيلة سياسية.
الذهب كملاذ آمن
اختتم ويلي حديثه بالتأكيد على أن الذهب سيظل شريان حياة للاستقرار في ظل استمرار الحكومات في رفض تحقيق التوازن في ميزانياتها والانخراط في سياسات جيوسياسية محفوفة بالمخاطر.
وأضاف: "العملات الورقية ستظل دائمًا تتعثر أمام مرونة الذهب، الذي يثبت قيمته على مر التاريخ".