اضطراب الشخصية الاعتمادية "الاتكالية".. مفهومها وأسبابها وكيفية التعامل معها
إنسانٌ يعتمد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، عاجز عن اتخاذ أدق القرارات فيما يتعلق بتفاصيل حياته اليومية، مثل ما يأكله أو ما يرتديه من ملبس، مُتردِّد يُفوِّت الفرص، ولا يكون مستريحًا عندما يكون وحيدًا، بل دائمًا وأبدًا هو بحاجةٍ إلى من يرعاه، وهو غير عاجز على الحقيقة.
هذه صفات اضطرابٌ نفسي، يُعرَف باضطراب الشخصية الاعتمادية، الذي يعتمد فيه الإنسان على من حوله ويكون سلبيًا ومتابعًا للآخرين، تذوب شخصيته وتُصبِح رهينة اعتماده على غيره. فما سبب الإصابة بهذا الاضطراب؟ وكيف يمكن تجاوزه واستعادة استقلالية الإنسان وقدرته على اتخاذ قراراته؟
ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية أو الاتّكالية؟
اضطراب نفسي ينطوي على حاجة شديدة لدى الإنسان لأن يعتني به الآخرين، إذ يعتمد المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية على أشخاصٍ قريبين منه لتلبية احتياجاته العاطفية أو الجسدية.
وهؤلاء الأشخاص لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، بل قد يُواجِهون صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية، مثل ما يرتدونه من ملابس أو الطعام الذي يأكلونه، دون أن يُطمئنهم الآخرون بشأن اختيارهم، كما لا يُدرِكون عادةٍ أنّ أفكارهم وسلوكياتهم غير طبيعية أو تُسبِّب مشكلة مع الآخرين.
واضطراب الشخصية الاعتمادية أحد اضطرابات الشخصية من المجموعة ج، التي تنطوي على مشاعر القلق والخوف، كما يبدأ عادةً قبل البلوغ في مرحلة الطفولة والمراهقة.
ما أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية؟
تشمل أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية:
- عدم الراحة عندما يكون وحيدًا أو بمفرده.
- الخوف الشديد من أن يُهجَر أو يتخلّى عنه الآخرون.
- الشعور بعدم القدرة على التعامل مع المسؤولية.
- الحاجة إلى كثيرٍ من النصائح والدعم العاطفي من الآخرين.
- صعوبة اتخاذ القرارات العادية باستقلالية، مثل ما يأكله أو ما يرتديه.
- الإحساس براحةٍ أكبر عندما يكون هناك شخص مسؤول ويتخذ القرارات.
- الحساسية الشديدة تجاه انتقاد الآخرين أو رفضهم له.
- عدم القدرة على الاختلاف مع أي شخصٍ خوفًا من فقدان مساعدته أو موافقته له.
- الشعور بالعجز واليأس عندما تنتهي علاقته بأحدٍ ما.
- التردد في تجربة أي شيءٍ جديد أو صعب.
- ضعف الثقة بالنفس وامتلاك نظرة متشائمة.
وعادةً ما تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية في مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر، غالبًا قبل سن 30 عامًا.
كيف يبدو المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية في الحياة الواقعية؟
من الأمثلة على الشكل الذي قد يبدو عليه المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية في حياته اليومية:
- انتقاد الذات والشك في نفسه، فقد يُشِير إلى نفسه على أنّه غبي، بسبب خطأ طفيف يُمكِن أن يسامح غيره عليه لو وقع في نفس الخطأ!
- التهرب من المسؤوليات في العمل، فقد يميل إلى الابتعاد عن المشاريع الكبيرة، أو حتى الواجبات الأساسية، كي لا يُخيِّب آمال الآخرين، وفي ذلك دلالة على أنّ تقديره لذاته قد يتراجع بسبب اضطراب الشخصية الاعتمادية.
- الابتعاد عن المواقف الاجتماعية، فقد يرفض تلبية دعوات الآخرين له.
- الافتقار التام للاستقلالية، فقد تكون حيويًا وتُشعِل حفلة تكون فيها مع من تحب، لكنّك تشعر بالفراغ بمجرد أن تكون بمفردك.
- إخفاء الشعور بعدم الأمان، فحتى لو رأي الناس أنّك واثق من نفسك ظاهريًا، فقد تشعر بانفصالٍ بين الشخص الذي تُظهِره للعالم، وبما تشعر به من داخلك.
ما الفرق بين اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية؟
ينطوي كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية على صعوبات في التعامل مع الآخرين، وخوف من الهجران، ومع ذلك فكل منهما اضطراب مستقل عن الآخر.
ويتضمّن اضطراب الشخصية الحدية تقلبات مزاجية شديدة والاندفاع في السلوك، وعدم استقرار العلاقات، إلى جانب خوفٍ شديد من الهجر، وعدم تنظيم العواطف، خاصةً مشاعر الغضب.
أمّا اضطراب الشخصية الاعتمادية، فليس فيه تقلبات مزاجية ولا اندفاع، بل عادةً ما يكون المُصاب به سلبيًا وتابعًا للآخرين، ولا يريد التسبب في صراعٍ في علاقاته مع غيره.
أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية
السبب الدقيق وراء اضطراب الشخصية الاعتمادية غير معروفٍ بعد، لكن قد تساهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بذلك الاضطراب، مثل:
1. العلاقات المؤذية
قد يُؤدّي انخراط الإنسان في علاقة مُسيئة له إلى زيادة خطر إصابته باضطراب الشخصية الاعتمادية. وقد أشارت دراسةٌ عام 2017 في "Behavioral Medicine" إلى أنَّ الأشخاص المُصابِين بهذا الاضطراب، أكثر عُرضةً لأن يكونوا في علاقات غير صحية، تنطوي على إساءة جسدية لهم وربّما خيانة الشريك.
2. تجارب الطفولة
قد يُؤدِّي تعرُّض الطفل لمرضٍ يُهدِّد حياته، أو إهماله من قِبل الآخرين، أو التعرُّض لإساءة سواء كانت جسدية أو عاطفية، إلى زيادة خطر إصابته باضطراب الشخصية الاعتمادية.
3. العوامل الوراثية
للعوامل الوراثية دور محتمل في الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية، فقد تُؤدِّي معاناة أحد أفراد الأسرة من ذلك الاضطراب أو اضطراب قلقٍ آخر إلى زيادة فرص إصابتك باضطراب الشخصية الاعتمادية.
4. العادات الثقافية
قد تُعزِّز بعض العادات الثقافية أو الاجتماعية حالة التبعية والاعتماد على الآخرين، وذلك يختلف باختلاف المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان ومدى تفاعله معه وتأثُّره به.
5. أساليب التربية
تُوجَد بعض الأدلة على أنَّ أسلوب التربية أو طريقة تعامل الأبوين له أثر في زيادة فرص الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية. فيُمكِن للآباء المُستبدّين الذين لا يُتِيحون لأطفالهم حرية التعلم من الفشل منعهم عن الاستقلال، أو نمو نزعة الاستقلال بداخلهم.
كذلك يمكن للوالد المفرِط في حماية أطفاله أن يُساهِم أيضًا في معاناة طفله من اضطراب الشخصية الاعتمادية، إذ يعتمد الطفل بصورةٍ كبيرةٍ على الوالد لتلبية احتياجاته اليومية.
التشخيص
اضطراب الشخصية الاعتمادية من الاضطرابات النفسية، وتشمل طرق تشخيصه:
- التاريخ المرضي: يطرح الطبيب على المريض بعض الأسئلة حول الأمراض التي أصابته من قبل أو أصابت عائلته، وكذلك الأدوية التي تتناولها، بما قد يساعد في توفير رؤية واضحة للطبيب حول أقرب تشخيصٍ دقيق لك.
- اختبارات الشخصية: ثمّة اختبارات شخصية قد يُجرِيها الطبيب، تُساعِد في تحديد اضطراب الشخصية الذي يُعانِيه الإنسان.
- المقابلة السريرية: قد يُجرِي الطبيب مُقابلة سريرية مُفصّلة تُغطِّي مدة وشدة الأعراض، كما قد يُحاوِل فهم أفكارك ومشاعرك، فاضطرابات الشخصية لا يهم فيها فقط السلوك، بل الدافع وراء السلوك سعيًا للتشخيص ولمعرفة أنسب علاج، فالمُصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية، أو اضطراب الشخصية الحدية، أو اضطراب الشخصية النرجسية، يحتاجون جميعًا إلى الثناء عليهم من الآخرين، لكن لأسباب مختلفة تمامًا لكل اضطرابٍ على حدة.
- اختبارات أخرى: قد يحتاج الطبيب إلى فحص جسد المريض أو إجراء اختبارات جسدية أو نفسية أخرى، لاستبعاد الأمراض الأخرى التي قد تُسبِّب بعض الأعراض المُتشابهة مع ما يُعانِيه المريض.
ويعتمد الأطباء في تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية على معايير التشخيص بناءً على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5" التابع لجمعية الطب النفسي الأمريكية "APA".
والذي يتضمّن معاناة المريض نمطًا مستمرًا لا يقل عن خمسة من السلوكيات الآتية لتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية:
- صعوبة اتخاذ القرارات اليومية دون الإفراط في طلب المشورة والطمأنينة من الآخرين.
- الحاجة إلى الآخرين ليكونوا مسؤولين عن أهم جوانب حياته.
- صعوبة الاختلاف مع الآخرين؛ خشية فقدان دعمهم.
- صعوبة بدء المشاريع بنفسه، لعدم ثقته بنفسه وقدراته.
- الرغبة في بذل جهود كبيرة (مثل القيام بمهام غير سارّة له) للحصول على دعمٍ من الآخرين.
- العجز أو عدم الارتياح عندما يكون بمفرده لأنّه يخشى أنّه لا يستطيع الاعتناء بنفسه.
- الحاجة الماسة إلى تكوين علاقات جديدة مع شخصٍ يُوفِّر له الرعاية والدعم عندما تنتهي علاقته مع أحد يثق به ويُوفِّر له ذلك.
- قلق غير واقعي بشأن تركه يعتني بنفسه.
مخاطر اضطراب الشخصية الاعتمادية
ينطوي اضطراب الشخصية الاعتمادية على مخاطرٍ عديدة، فقد يُؤدِّي إلى تدهور المزاج، وتدنّي احترامك لذاتك، وربّما زيادة فرص التعرّض للإساءة أو سوء المعاملة من الآخرين، ومن المضاعفات المحتملة له:
- سوء العلاقات: يضع المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية الضغط كله على شخصٍ واحد، ويُلقِي على عاتقه كل المسؤوليات تقريبًا، وهذا قد يدمر استقرار علاقته به، وربّما ينهي الطرف الآخر العلاقة إذا لم يعُد قادرًا على تحمُّل ذلك الوضع.
- تفويت الفرص: الشخصية الاعتمادية عاجزة عن اتخاذ القرارات بنفسها، ولذلك فقد يُفوِّت المُصاب بذلك الاضطراب فرصًا قد لا تأتيه مرة أخرى لخشيته من اتخاذ القرارات واعتماده الدائم على الآخرين.
- القلق والاكتئاب: يزيد اضطراب الشخصية الاعتمادية فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق، بسبب الإحساس المستمر بانعدام قيمة المرء، أو القلق بسبب عدم القدرة على اتخاذ قراراتك بنفسك.
- إدمان المواد المخدرة: قد يستخدم المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية هذه المواد ويُدمِنها رغبةً في تخدير مشاعره، فهو لا يقدر على تحمُّل المسؤوليات ويشعر بعجزٍ تام ويعتمد دومًا على الآخرين، وتغيير ذلك قد يكون صعبًا عليه، وربّما يتحمّل أعباءً نفسية في التفكير بشأن ذلك.
- العنف المنزلي: قد تُؤدِّي الاعتمادية أو التبعية الشديدة المرتبطة باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى جعل المُصاب في مرمى نيران الآخرين، فقد يكون أكثر عرضةً للاستغلال وسوء المعاملة، خاصةً لو كان من يعتمد عليهم لا يتحلّون بصبرٍ أو أخلاقٍ حميدة.
كيفية علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية
يتطلّب علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية مزيجًا من العلاج الفردي والعائلي، وهو مُرتكِز على العلاج النفسي بصفةٍ رئيسة، وتشمل طرق العلاج المُتّبعة للتغلب على ذلك الاضطراب:
1. العلاج النفسي الديناميكي
يُركِّز هذا النوع من العلاج على الجذور النفسية للمعاناة العاطفية لدى المُصاب، إذ يُمكِّنه من رؤية أنماط السلوك التي قد تُفضِي إلى الاعتماد على الآخرين، وهذا يساعده على فهم نفسه بصورةٍ أفضل، كما يساعده في تغيير طريقة ارتباطه بالأشخاص الآخرين.
2. العلاج المعرفي السلوكي
نوعٌ من العلاج النفسي، يُساعِد فيه المُعالِج أو الطبيب النفسي المريض على إلقاء نظرة فاحصة على أفكاره وعواطفه، ومساعدته على فهم كيف تؤثر أفكاره في أفعاله، بما يساعده في تعلُّم تغيير تلك الأفكار والسلوكيات السلبية، وتبنّي أفكار أخرى صحية، كما قد يُركِّز العلاج بصورةٍ خاصة على مخاوفك من الاستقلال، بما يساعد في النهاية في التغلب على اضطراب الشخصية الاعتمادية.
3. علاج المُخطط
علاج نفسي مُصمّم لاضطرابات الشخصية، وهو الأكثر فعالية لاضطراب الشخصية الاعتمادية، إذ يهدف إلى مساعدة الناس على فهم أنماط التفكير غير المُفيدة لهم، واستراتيجيات التكيُّف مع تلك الأفكار واستبدالها بأخرى مفيدة، كما يُركِّز العلاج أيضًا على تلبية احتياجات الطفولة التي لم تتحقق- مثل الحاجة إلى الثناء - لدى المُصابِين ضمن حدودٍ صحية، بما يساعد في النهاية في التخلص من أنماط التفكير غير الصحيحة والتي أفضت إلى اضطراب الشخصية الاعتمادية.
4. العلاج الأُسري
يُساعِد العائلات على تعلُّم كيفية دعم المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية، بما يُساعِد في عدم تفاقُم الاضطراب لديه ومساعدته على الشفاء منه.
5. العلاج الزوجي
يُساعِد في إيجاد طريقة لدعم الأزواج بعضهم البعض دون حالة الاعتمادية المرضية ومعرفة أنسب الطرق لوضع حدودٍ صحية تحول بين اعتماد أحد الطرفين على الآخر اعتمادًا كُلّيًا وعدم تحمُّله لمسؤوليته.
6. الأدوية
لا تُوجَد أدوية مُعتمدة لعلاج اضطراب الشخصية الاعتمادية، لكن قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية لعلاج الاضطرابات الأخرى المتزامنة، مثل الاكتئاب أو القلق، مثل مضادات الاكتئاب، كما قد يصف الطبيب أدوية تُوافِق احتياجات كل مريضٍ على حدة إن كان بحاجةٍ حقيقية إليها.
نصائح للتعامل مع اضطراب الشخصية الاعتمادية
إذا كُنت تُعانِي اضطراب الشخصية الاعتمادية، فستحتاج إلى مساعدة نفسك للتغلب عليه، وذلك إلى جانب مشورة الطبيب والحصول على العلاج اللازم، ومِمّا يُنصَح به بهذا الشأن:
1. ابدأ العمل بمفردك
من الضروري أن تتحدّى نفسك ببطء وتدريجيًا للقيام بالأمور بمفردك، بدءًا من التحديات السهلة وانتقالًا إلى الأصعب، فمثلًا يمكنك التسوق من البقالة بمفردك أو أن تذهب لمطعمٍ لتناول طعامٍ بمفردك، ولن تضرك التجربة على الأرجح، لكن ابدأ فقط.
2. النشاط البدني
قد يكون من المفيد الانخراط في ممارسة الرياضة، والاستزادة منها كل يوم، فهذا قد يساعدك على تعلُّم أنّك قادر على تعزيز قدراتك الجسدية، والشعور بالقوة والقدرة على فعل ما تُرِيد.
3. الانشغال بأن تكون مُستقلًا
دقِّق في علاقتك بأحبائك فربما لا يكونون سعداء باعتمادك الدائم عليهم، وحاوِل أن تتعلم أن تكون مستقلًا دون دعمهم، خطوة بخطوة، فمثلًا حاوِل أن تتولّى مهمة واحدة يقوم بها شخص آخر لك كل أسبوع أو كل شهر.
4. ثِق بنفسك
عدم الثقة بالنفس من المشكلات الأخرى المُصاحبة للشخصية الاعتمادية، لذا ابدأ بالاستماع إلى أفكارك ومشاعرك، وقبل أن تبحث عن آراء الآخرين في أثناء اتخاذ القرار، فكِّر فيه واهتم بما تشعر به حياله، ثِق في حدسك وأنّك لديك القدرة على التعامل مع النتيجة، بغض النظر عن ماهيتها.
5. استشارة الطبيب
تذكّر أنّ علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية لا يهدف إلى تحويلك لشخصٍ آخر مختلف تمامًا، بل مساعدتك على أن تُصبِح أفضل وأقل تطرفًا في الاعتماد على الآخرين، والانخراط في علاقات سويّة معهم، ولذلك لا تتردّد في استشارة الطبيب لمساعدتك في فعل ما يلزم.
الصورة الرئيسية:
https://www.shutterstock.com/image-photo/bored-tired-sad-mature-middleaged-man-2005053044
التعليق: رجل حزين تعبيرية عن اضطراب الشخصية الاعتمادية