الشخصية السيكوباتية.. إليك علاماتها وكيفية التعامل معها
قد يتبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى كلمة مختل عقليًّا حينما ترى قاتلاً أو شريرًا أمامك، لكن ثمة كثيرًا من العلامات التي قد تساعدك على معرفة حقيقة مفادها أنك تتعامل مع شخصية سيكوباتية يوميًا.
يقول روبرت هير، أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية، في كتابه الشهير الذي يدور حول الشخصيات السيكوباتية، والذي يحمل عنوان «بلا ضمير: العالم المزعج للمرضى النفسيين بيننا»: إن عدد الشخصيات السيكوباتية في الولايات المتحدة الأمريكية يُقدر بنحو مليونين.
ويوضح هير أن هناك مجموعة من السمات التي ربما تساعدك على معرفة الشخصية السيكوباتية، وهي على النحو التالي:
1- لا يبالون
وفقا لقائمة تدقيق هير للاعتلال النفسي (Hare Psychopathy Checklist) المعروفة اختصارًا بـ«PCL»، يوصف السيكوباتيون -أو مرضى الاعتلال النفسي- بقسوة المشاعر، ويظهرون فقرًا في التعاطف والمشاركة تجاه الآخرين. وتشمل معايير اضطراب الشخصية غير الاجتماعية "عدم الاهتمام القاسي بمشاعر الآخرين".
وقد ثبت بالبحث والدراسة أن السيكوباتيين لديهم روابط ضعيفة بين مكونات أنظمة الدماغ العاطفية.
اقرأ أيضا: تصرفات نسائية تلقائية تدفع الرجال إلى الجنون .. اكتشف القائمة
وحالات الانفصال هذه مسؤولة عن عدم القدرة على الشعور بالعواطف بعمق. السيكوباتيون أيضا لا يُظهرون كفاءة في اكتشاف أعراض الخوف في وجوه الآخرين.
2- شُح العواطف
يُظهِر السيكوباتيون، والأشخاص المعتلون اجتماعيًّا إلى حد ما، نقصًا في المشاعر، خصوصًا المشاعر الاجتماعية، مثل الخجل والشعور بالذنب والإحراج.
قال هيرفي كليكلي، الذي يُعرف بأنه أول شخص يدرس السيكوباتيين باستخدام تقنيات البحث الحديثة: إن السيكوباتيين الذين تواصل معهم بالفعل، أظهروا "فقرًا عامًا في ردود الفعل العاطفية الرئيسة"، و"عدم تأنيب الضمير أو الخجل". غالبًا ما يوصف السيكوباتيون في قائمة PCL بأنهم "سطحيون عاطفيًا"، ويظهرون عدم الشعور بالذنب.
3- اللامسؤولية
يقول كليكلي إن السيكوباتيين يُظهرون عدم موثوقية، ودائمًا ما يُلقي السيكوباتيون باللائمة على غيرهم، عند اتهامهم بالأخطاء أو التقصير، أي أنهم يلومون الآخرين على الأشياء التي هي في الواقع من خطئهم.
اقرأ أيضا: كيف تصبح شخصية غامضة وجذابة؟ 7 أسرار مهمة
قد يعترف السيكوباتيون باللوم عندما يجبرون على الاعتراف بالخطأ، لكن هذه الاعترافات لا يصاحبها شعور بالخجل أو الندم، وليس لها القدرة على تغيير سلوكياتهم في المستقبل.
4- الثقة الزائدة
ذكرت قائمة تدقيق هير للاعتلال النفسي PCL أن الشخصيات السيكوباتية تمتلك "شعورًا عظيمًا بقيمة الذات". ويتحدث «كليكلي» كثيرًا عن تفاخر مرضاه، ويصف هير (1993) سجينًا سيكوباتيًا يعتقد أنه سباح من الطراز العالمي.
5- محدودية الاستجابة
عندما ينخرط معظمنا في مهمة، نكون قادرين على تغيير نشاطنا أو تعديل استجاباتنا، اعتمادًا على المعلومات المحيطية ذات الصلة التي تظهر بدء المهمة. السيكوباتيون لديهم قصور على وجه التحديد في هذه القدرة.
6- الأنانية
تحدث كليكلي عن مرضاه النفسيين الذين يظهرون "التمركز حول الذات المرضية"، و"عدم القدرة على الحب"، وهو ما جرى تأكيده بتضمينه قائمة تدقيق هير للاعتلال النفسي PCL للتمركز حول الذات.
7- عدم القدرة على التخطيط للمستقبل
أظهر السيكوباتيون في دراسة كليكلي "فشلاً في اتباع أي خطة حياتية". ووفقًا لقائمة تدقيق هير للاعتلال النفسي، فإن السيكوباتيين لديهم "نقص في الأهداف الواقعية طويلة المدى".
اقرأ أيضا: أهم خطوات العناية الشخصية التي يحتاج إليها كل رجل
8- العنف
تشمل معايير الشخصية الانفصالية "درجة تحمل منخفضة للغاية للإحباط، ومستوى منخفضًا للتخلص من العدوان، بما في ذلك العنف". وتشمل معايير اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع التهيج والعدوانية، كما يتضح من الشجار الجسدي أو الاعتداءات المتكررة على الآخرين.
9- يكذبون كثيرًا
على عكس الكذابين المرضيين الذين يكذبون دون دافع، فإن أكاذيب الشخصيات السيكوباتية موجهة بشكل أكبر نحو هدف معين، وعادة ما يستخدمون الخداع والتلاعب لتحقيق مكاسبهم الخاصة.
10- السيكوباتيون متقلبو المزاج
السيكوباتي الحقيقي هو الشخص الذي يظهر غضبًا مفرطًا بغض النظر عمن معه أو ما يفعله. فيما يتعلق بالعنف المنزلي، سترى العدوان الجسدي أو اللفظي مرارًا وتكرارًا.
11- الاستعلاء على الآخرين
يعد السيكوباتيون أنفسهم أفضل من الأشخاص المحيطين بهم، ما قد يساعد في تفسير سبب عدم قلقهم من الآثار السلبية لأفعالهم. في مكان العمل، يمكن أن يظهر هذا كشخص "غير مهتم بالفريق ويتردد في أخذ المشورة من الآخرين حتى يساعده على الفور"، وفقًا لما قاله الاختصاصي النفسي راندال سالكين.
اقرأ أيضًا: اختبار.. هل تملك الشخصية المرنة؟
نصائح التعامل مع الشخصية السيكوباتية
لعل السؤال الذي يجول في أذهان الكثيرين الآن: كيف أتعامل مع الشخصية السيكوباتية؟
يمكنك أن تتفادى تداعيات التعامل -إن فُرض عليك- مع مرضى الاعتلال العقلي، عبر اتباع التوصيات التالية:
1- عليك أن تتحلى بأقصى قدر من الهدوء والحكمة.
2- يجب أن تُظهر ولو قدرًا معتدلاً من التعاطف معه، لا أن تشعره في كل لحظة أنه شخص غير مرغوب فيه ويجب التخلص منه.
3- احذر يومًا ما أن تواجهه بعيوبه، إذ إن هذا الشيء لا تُحمد عقباه.
4- أخيرًا يتعين عليك أن تفتح باب الحديث معه عبر تبادل الرسائل النصية، أو التواصل معه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكن يجب ألا يحدث ذلك وجهًا لوجه.