أعراض الخجل السلوكية.. هل تدل على ضعف شخصية الرجل؟
أعراض الخجل السلوكية شائعة لدى الأطفال، لكنَّها قد تبرز أيضًا لدى البالغين، وربَّما تُؤثِّر على تقدمهم في المجال الوظيفي، أو حتى على علاقاتهم العاطفية، إذ يشعر البعض بالخوف من الحديث، أو إبداء الآراء في بعض المواقف، ما يمنع اقتناص بعض الفرص، أو التورُّط في علاقاتٍ غير مُحبَّبة، فكيف تقضي على الخوف والخجل؛ للتقدُّم في حياتك الشخصية؟
أسباب الخجل
لا يُوجَد سببٌ مُحدَّدٌ لأعراض الخجل السلوكية، إذ ينشأ الخجل غالبًا؛ نتيجة عوامل مختلفة مجموعة معًا، وقد لا يظل البعض يُعانُون الخجل طيلة العمر، بل يختفي في وقتٍ ما.
تشمل أسباب الخجل ما يلي:
1- عدم القدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية
يظهر الخجل لدى بعض الأطفال والمراهقين؛ نتيجة عدم معرفتهم كيفية التصرُّف في الموقف الحالي الذي يُواجهونه، ومِنْ ثَمَّ فعند التعرُّض إلى الظروف نفسها، ينزوي الإنسان جانبًا، ويمتنع عن المشاركة؛ خجلًا.
هذا أكثر لدى الأطفال والمراهقين مقارنةً بالبالغين؛ لكَوْنِ خبرتهم في الحياة أقل، ومِنْ ثَمَّ فأغلب المواقف التي يتعرَّضون إليها جديدةٌ عليهم بعض الشيء، وقد لا يمتلكون المهارات الكافية للتعامل معها على وجهٍ صحيحٍ.
2- المضايقة والنقد
الأشخاص الذين يتعرَّضون للمضايقة والنقد باستمرار، بداعٍ، أو من غير داعٍ، يكتسبون الخجل بمرور الوقت؛ لأنَّهم يتوقَّعون باستمرار ردودِ أفعالٍ سلبيةٍ من الآخرين تجاه تصرفاتهم.
تنخفض ثقة هؤلاء في أنفسهم بشكلٍ كبيرٍ، ما ينعكس على تعاملهم مع الناس، ويتوقَّعون أنَّ كلامهم، أو أفعالهم لن تُعجِب الغير، ومِنْ ثَمَّ تظهر علامات الخجل السلوكية عليهم.
3- أخطاء أبوية
ربَّما يعود الخجل إلى أخطاءٍ قديمةٍ قام بها الأبوان، أو أحدهما في أثناء التربية، فمثلًا قد لا يُظهِرون أي اهتمام بالطفل، وهذا يُعطِي انطباعًا لديه بالطبع قد يستمر مع بلوغه، ويُؤثِّر على تعامله مع الآخرين، إذ يعتقد أنَّه ليس بالإنسان الذي يستحق اهتمامًا، أو معاملة أحد.
كذلك فإنَّ عدم الشعور بالأمان تجاه الأبوين سبب الخجل الشديد؛ نتيجة عدم التصرف الصحيح، كأن يُعاقَب الطفل يومًا، ثُمَّ لا يحدث أي شيءٍ في اليوم التالي، إذ يشعر الطفل بعدم الأمان، ومِنْ ثَمَّ يخشى من إجراء رد فعلٍ، وينعكس ذلك معه في التعامل مع الآخرين، وربَّما يستمر إلى البلوغ.
اقرأ أيضًا: حالتنا النفسية تصيبنا بالمرض.. ما هو الألم الجسدي النفسي؟
ما هي أنواع الخجل؟
تختلف أنواع الخجل السلوكية؛ بحسب قوة الخجل حسب ما ذكره موقع (هيلث لاين):
- الخجل الخفيف: شعور بسيط بعدم الراحة، لكن يسهل التغلُّب عليه.
- الخجل الشديد: الرعب الشديد من المعاملات الاجتماعية، والانسحاب منها، وربَّما أيضًا القلق، والاكتئاب؛ نتيجة هذا الخجل.
متى يصبح الخجل أمرًا غير عادي؟
قد يكون الخجل طبيعيًا، خاصةً في بعض المراحل العُمرية الأولى، لكنَّه يصبح غير عادي إذا أثَّر في القدرة على التعامل مع الآخرين، فقد يشعر البعض بالوحدة دائمًا، أو صعوبة الحصول على أصدقاء، ومِنْ ثَمَّ فكوْن الخجل أمرًا غير عادي مُتوقِّف على مدى تأثيره على الحياة الشخصية.
تدل العلامات الآتية على أنَّ الخجل أصبح أمرًا غير عادي:
1- قبول علاقات غير صحية
الشخص الخجول أكثر عُرضةً للاستغلال من قِبل الناس، وقد يجد نفسه مُتورِّطًا في علاقة سيئة، لا تُفِيده بقدر ما تُفِيد الطرف الآخر، بل قد تأتي عليه بضررٍ في بعض الأحيان.
يحدث هذا؛ لأنَّ الخجل يدع الآخرين يختارون بدلًا مِنَّا، إذ إنَّ قرار الدخول في علاقة صداقةٍ، أو زواجٍ، أو غير ذلك قرارٌ شخصيٌ، ومِنْ ثَمَّ ينبغي وضع الخجل جانبًا، والإمساك بزمام المبادرة في العلاقات.
2- إدمان الإنترنت
يهرب البعض من التعامل مع الناس عبر إدمان الجلوس ساعاتٍ طويلةٍ أمام الإنترنت، مِمَّا قد يُسبِّب إدمانه.
3- القلق والاكتئاب
قد تُؤدِّي أعراض الخجل السلوكية لدى البالغين إلى القلق والاكتئاب، إذ أظهرت دراسة قام بها فريق من الباحثين في الصين، وذكرها موقع (هارلي ثيرابي)، أنَّ الخجل، وضعف الثقة بالنفس، والاكتئاب كُلُّها مُرتبطةٌ ببعضها البعض.
إذا شعر المرء بصعوبة إقامة علاقاتٍ مع الآخرين، فرُّبَّما تضعف ثقته بنفسه، ومِنْ ثَمَّ قد ينتهي ذلك بالاكتئاب.
اقرأ أيضًا: لتحسين صحتك النفسية.. تناول تلك الخضروات النيئة
4- صعوبة بلوغ الأهداف
إذا تمكَّن الخجل تمامًا من الرجل، صار من الصعب الإدلاء بالأفكار، والآراء، وربَّما التزام الصمت في وقتٍ ينبغي فيه الكلام، وهذا بالضرورة قد يُؤدِّي إلى صعوبة بلوغ الأهداف الحياتية، فمَنْ سيعرف ما ترغب به ما دُمتَ لم تُفصِح عنه؟
5- تعاطي المُخدرات
قد يُعانِي الأشخاص المُصابون بخجلٍ شديدٍ جدًا الوحدة، والانفصال عن الآخرين، ومِنْ ثَمَّ فقد يُقْبِل بعضهم على تعاطي المخدرات؛ للتغلُّب على هذه الوحدة، خاصةً إذا لم يكونوا يلقون اهتمامًا من الأقارب.
أعراض الخجل السلوكية
من أعراض الخجل السلوكية، وفقًا لما ذكره موقع (اتشوزنج ثيرابي)، ما يلي:
- الهدوء والسلبية تجاه الآخرين.
- تجنُّب الاتصال البصري.
- الابتعاد عن المواقف الاجتماعية غير المُرِيحة.
- الإحساس بعدم القدرة على مواءمة الآخرين.
- الانزعاج من شعورك بالخجل.
- إبراز بعض السلوكيات العصبية، مثل: لمس الوجه، أو لف الشعر.
- التردد في تجربة شيءٍ جديدٍ.
- الرغبة في المثالية في تفاعلاتك الاجتماعية.
أعراض الخجل الجسدية
تظهر أعراض الخجل على الجسد لدى بعض الأشخاص، وليس الجميع، إذ مِنْ هذه الأعراض ما يلي:
- احمرار الوجه خجلًا.
- تسارع دقات القلب.
- التعرُّق.
- الغثيان.
- الدوخة.
هل الخجل يدل على ضعف الشخصية؟
قد يكون الخجل دليلًا على ضعف الشخصية في معظم الأوقات، إذ غالبًا ما يبدأ الخجل في مرحلة الطفولة، ويستمر إلى البلوغ - وليس مُفترضًا استمرارُه إلى هذا الحد - نتيجة النقد المُستمر مثلًا، فيشعر الرجل بالخجل تجاه إبداء رأيه، أو بسبب بعض الأخطاء التربوية التي تُضعِف ثقة المرء بنفسه، ومِنْ ثَمَّ تُصبِح الشخصية ضعيفة، وربَّما لا يتمكَّن من تجنُّب العلاقات غير الصحية، أو قد يُعانِي تسلط الآخرين.
اقرأ أيضًا: تأثير الرياضة على الصحة النفسية.. فوائد بلا حدود
هل يُمكِن أن يتحوَّل الخجل إلى رهاب اجتماعي؟
إذا استمرَّت أعراض الخجل السلوكية في الظهور بشكلٍ روتيني في المواقف الاجتماعية، فقد يتحوَّل الخجل إلى رهاب اجتماعي.
قد يشعر البعض بالعصبية تجاه خجلهم المستمر، ومِنْ ثَمَّ يُفكِّرون بشكلٍ سلبيٍ مُعظم الوقت، ما يُؤدِّي إلى بروز أعراض القلق المصاحبة للرهاب الاجتماعي حال التعرُّض لبعض المواقف الاجتماعية.
هل يُولَد الشخص خجولًا؟
لا يُوجَد جينٌ مُعيَّن مُسمَّى بـ"جين الخجل"، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ التخلُّص من الخجل أمرٌ ممكنٌ، وليس مستحيلًا.
كيف أقضي على الخوف والخجل؟
قد لا يُمكِن القضاء على أعراض الخجل السلوكية فجأة، لكن ينبغي التدرُّج في هذا الأمر، كأن يستعد المرء للموقف الاجتماعي الذي هو بصدد التعامل معه، وتحويل تركيزه إلى أمرٍ آخر، بدلًا من التركيز على الخطأ الذي قد يقع منه.
يُمكِن إعداد الأسئلة، والأمور التي ترغب في مناقشتها مع الآخرين، إذ يُعانِي الخجول صعوبةً في طرح أفكاره، ومِنْ ثَمَّ فقد يُساعِد تجهيز الكلام قبل اللقاء بشكلٍ كبيرٍ.
كذلك قد تُساعِد زيارة الطبيب النفسي في علاج الخجل عبر العلاج المعرفي السلوكي، إذ يتعرَّف الطبيب على أسباب الخجل لديك، والأوقات التي يظهر فيها بالتحديد، ثُمَّ يُوجِّهُك إلى الطريقة الأفضل للتعامل مع هذا الخجل.
ربَّما تتفاقم أعراض الخجل السلوكية، وتصل إلى الاكتئاب والقلق، ومِنْ ثَمَّ فقد تُوصَف أدويةٌ بهذا الصدد، مثل: أدوية الاكتئاب، وأدوية القلق، إذ هي لا تهدف إلى مُعالجة الخجل ذاته، وإنَّما تخفيف الأعراض المُصاحبة له.
كيف أحمي نفسي من الخجل؟
ذكر موقع (هيلث لاين) بعض النقاط المُساعِدة في الوقاية من الخجل، مثل:
- التأقلم مع التغيير قدر المستطاع.
- إظهار التعاطف.
- استخدام الفكاهة.
- مساعدة الآخرين.
- الاحتفاظ بأسرارهم.
تُسهِم هذه الأمور في التخلُّص من الخجل تدريجيًا، وربَّما عدم ظهوره في أثناء التعامل مع الآخرين.