متى يصبح صداع التمارين الرياضية مؤشرًا لمشكلة صحية؟
يعد الصداع أثناء ممارسة الرياضة أو بعدها من المشاكل الشائعة التي قد يعاني منها العديد من الأشخاص. ورغم أن معظم الحالات غير ضارة وتزول من تلقاء نفسها، إلا أن هناك حالات قد تكون دلالة على وجود مشكلة صحية تتطلب استشارة طبية. فمتى يصبح صداع التمارين الرياضية أمرًا يستدعي القلق؟ هذا ما سنتعرف عليه.
صداع التمارين الرياضية: متى يصبح خطيرًا؟
يُعد الصداع الناتج عن التمارين الرياضية أمرًا شائعًا بين البالغين، حيث يصيب حوالي 12% منهم، وقد يتراوح هذا الرقم من 1% إلى 26% في الدراسات المختلفة. وعادة ما يظهر الصداع على شكل ألم نابض على جانبي الرأس، ويحدث بعد ممارسة تمارين شاقة، وقد يستمر من بضع دقائق إلى عدة أيام.
تمارين الألوية تحت المجهر.. جيف نيبارد يكشف التمارين الأعلى فاعلية
في معظم الحالات، لا يكون هذا الصداع خطيرًا ويختفي من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، ويمكن أن تختفي هذه الصداعات أيضًا بعد بضعة أشهر من بدء نوع جديد من التمارين. ومع ذلك، يجب الحذر في بعض الحالات حيث قد يكون الصداع دليلاً على وجود حالة طبية تحتاج إلى عناية طبية.
الأسباب
رغم أن السبب الدقيق لصداع الرياضة غير معروف، فإن النظرية الأكثر شيوعًا تشير إلى أنه ناتج عن تغيرات في تدفق الدم إلى الدماغ. عند ممارسة التمارين المكثفة، تتمدد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يزيد من تدفق الدم والضغط في تلك المنطقة، مما يؤدي إلى الشعور بالألم.
من المعروف أن ممارسة الرياضة على المدى الطويل تحسن من صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك قدرتها على توسيع وتضييق الأوعية الدموية، مما يجعل هذا التفسير منطقيًا. وقد يفسر هذا السبب في أن الأشخاص الأكثر لياقة بدنية أقل عرضة للإصابة بصداع الرياضة.
علاقة الحرارة والجفاف
تشير دراسات إلى أن الصداع الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية يزيد احتمال حدوثه في درجات الحرارة المرتفعة. في هذه الحالة، يضطر الدماغ إلى زيادة تدفق الدم إليه للمساعدة في تبديد الحرارة، مما قد يزيد الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى الصداع.
كما أن الجفاف يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم هذا النوع من الصداع، مما يزيد من تكراره وحدته.
دراسة: الدماغ "يأكل نفسه" خلال تمارين الماراثون الشاقة
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
في معظم الحالات، يختفي الصداع الناتج عن التمارين الرياضية بعد بضع ساعات ولا يترك آثارًا دائمة. ومع ذلك، يجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كان هذا هو أول صداع تمر به أثناء ممارسة الرياضة.
إذا كان الصداع شديدًا ومفاجئًا.
إذا صاحب الصداع أعراض أخرى مثل: تغيرات في الرؤية، الارتباك، أو الشعور بالضعف.
إذا كنت تعاني من تصلب الرقبة، الغثيان، أو القيء مع الصداع.
إذا استمر الصداع لأكثر من 24 ساعة ولم يتحسن.