الرجل تعيد نشر حوار مع عبد العزيز القصيبي نشرته قبل 22 عاما
عبد العزيز القصيبي لـ "الرجل" هذه قصتي مع ارامكو
الخبر من جاسر الجارسر
حاوره في 17 سبتمبر 1993
في اواخر القرن التاسع عشر، هاجر من قرية " القصب" في نجد، عدد كبير من اهلها، وانتشروا في مناطق كثيرة: حائل، وعسير، والزبير، والقرى النجدية المجاورة، والخليج العربي. وهذه العوائل جميعها تعرف باسم "القصيبي"، نسبة الى قرية " القصب" التي جاؤوا منها.
عائلة القصيبي التجارية المعروفة حالياً، هي احدى العوائل المهاجرة من هذه القرية،وتنقسم الى فرعين رئيسين: الاول هاجر الى حريملاء ومنها الى الخليج العربي، وأبرز عوائل هذا الفرع، عائلة عبد الرحمن القصيبي التي منها غازي القصيبي، سفير السعودية في بريطانيا وإخوانه خليفة، وإبراهيم، وعادل، وفهد، وهم من رجال الاعمال المعروفين في المنطقة الشرقية والبحرين وقطر.
اما الفرع الآخر، فيقتصر على عائلة حمد القصيبي،وقد هاجر جدهم أحمد الى الزبير، ثم انتقلت العائلة الى المنطقة الشرقية، حيث بدأ نشاطهم التجاري المستقر، وظهرت مجموعة شركات أبنائه: احمد وعبد العزيز وسليمان، المروفة حالياً باسم"شركة احمد حمد القصيبي وإخوانه".
ويعجز افراد هذين الفرعين عن تحديد مدى اتصال جذورهم الاولى، ولكنهم الان عائلة متداخلة، ويرتبطون بعلاقات مصاهرة تمتدّ لأجيال عدة.
كان حمد القصيبي تاجراً بالفطرة، ففي اوائل الاربعينات الميلادية، انتقل من الجبيل الى الخبر، هذه المدينة الوليدة التي يتداخل تاريخها مع تاريخ هذه العائلة، ويتمازجان حتى ليوشكا ان يكونا واحداً.
في الخُبر كان حمد القصيبي يعمل في الصيرفة، وكانت مهمته قائمة على جلب العملات الفضية من مختلف مناطق السعودية والكويت، لبيعها إلى "أرامكو" مقابل الدولارات، لأن موظفي ارامكو السعوديين كانو يصرّون حينذاك على تسلّم رواتبهم من العملات المعدنية.
بعد ذلك قام احمد وعبد العزيز حمد القصيبي، بافتتاح محطة وقود بالاتفاق مع "أرامكو"، ثم تم توزيع مجال النشاط ليشمل بيع قطع غيار السيارات، الا ان النقلة الكبرى كانت نجاح العائلة في منتصف الخمسينات، بالاتفاق مع "أرامكو" وشركة "بيبسي كولا"، في افتتاح اول مصنع لتعبئة البيبسي في السعودية، وأن تغلق ارامكو المصنع الموجود داخل املاكها وتعتمد على القصيبي في توفير هذا المشروب لموظفيها.
ولذلك فإن سنة 1955 تعدّ التاريخ الفعلي لنشوء تجارة عائلة القصيبي، وهي كذلك، السنة التي رأى فيها عبد العزيز العالم الخارجي لأول مرة. ثم تعاونت العائلة مع "أرامكو" مرة اخرى لتوريد الانابيب اليها من اليابان، وهي اتفاقية لاتزال مستمرة حتى اليوم.
وفي عام 1982، كانت شركة احمد حمد القصيبي وإخوانه تدير تجارة تزيد على 750مليون ريال سعودي، نصفها تقريباً مبيعات لـ"أرامكو".
هذا النموّ التجاري الهائل كان يعتمد على عاملين: المبادرة وسرعة الاستجابة للمتطلبات المستجدة التي تفرضها المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وقد اتاح ذلك توسع المجال التجاري للعائلة.
واليوم لدى القصيبي مايزيد على 22 وكالة دولية، تضاف الى اكثر من 14 شركة كبرى يرأس مجلس ادارتها عبد العزيز القصيبي، المولود في الجبيل عام 1921،ومع ان هذا الرجل لا يحمل سوى شهادة الابتدائية- مثل معظم تجار السعودية الاساسيين الذين لم يتلقوا تعليماً كافياً، كما يرى- الا انه من ابرز الاقتصاديين السعوديين حالياً، وهذه حقيقة عملية توّجتها جامعة لندن بمنحه الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد، تقديراً لجهوده ونشاطاته الكثيرة الناجحة.
هذا الرجل البالغ من العمر72 عاما تقريبا يعمل حتى الساعة العاشرة مساء بنشاط ذهني وافر، ويرأس مجالس ادارات خمس عشرة شركة منتشرة في الخليج وأوروبا وأمريكا، ابرزها البنك السعودي الامريكي.
وقد عرف عن عبد العزيز القصيبي تحفظه واتزانه الذي اتاح له تحقيق قدر كبير من النجاح الذي انعكس على العائلة كلها. ورغم كل ماقيل عن الرجل ونجاحه وبدايته الحقيقية، فإنه يبررها من منظوره الخاص من خلال الحوار التالي الذي يكشف فيه الكثير من جوانب شخصيته.
عائلة القصيبي
يمكن تقسيم عائلة القصيبي المعروفة حالياً الى فرعين: الاول يتكون من الاخوة: سعد، وحسان، وعبد الرحمن، وعبدالله، وعبد العزيز، والذين عرفوا باسم الإخوان الخمسة، ومن اكثر افراد هذا الفرع شهرة ونشاطا:
أ- عبد الرحمن حسان القصيبي الذي توفي عام 1976 وكان من تجار اللؤلؤ المعروفين في البحرين، وبومباي، وباريس، ولقد خطا بعض اولاده الطريقنفسه تقريباً، ومنهم:
1- الدكتور غازي القصيبي: وهو حاصل على الدكتوراه في العلاقات السياسية، وجمع بين وزارتي الصحة والكهرباء، ثم عُيّن سفيراً للسعودية في البحرين، ثم في بريطانيا، له عدد من الدواوين الشعرية، ومؤلفات فكرية اخرى.
2- خليفة القصيبي: وله نشاط تجاري متعدد، وصاحب ثلاجة خليفة القصيبي للمواد المبردة، المنتشرة في مناطق مختلفة من السعودية، ومركزها في الدمام.
3-إيراهيم القصيبي: مقيم في الدوحة، ويركز نشاطاته في التصوير الفوتوغرافي.
4- فهد القصيبي: صاحب مكاتب فهد عبد الرحمن القصيبي التجارية.
ومن اولاد عبد الرحمن كذلك: نبيل، وعادل، وخالد ومصطفى.
ب- اما عبد العزيز حسان القصيبي الذي توفي عام 1950،فقد خلف ابناً واحداً هو محمد، الذي أنجب:
1- غازي، وتولى رئاسة المراسم في وزارة الخارجية البحرينية.
2- فيصل، وعمل في "أرامكو" بعض الوقت ثم تفرغ لأعماله الخاصة.
3- سعود، وهو متفرغ لأعماله الخاصة.
4- قاسم، وهو صاحب شركة الزيت العربية للتوظيف.
أما الفرع الثاني فهو عائلة حمد احمد القصيبي، ومن افرادها:
1- سليمان بن احمد القصيبي الاخ الثالث، وهو عضو مؤسّس للشركة مع اخويه احمد وعبد العزيز.
2- يوسف بن احمد القصيبي، وهو عضو مجلس الادراة ونائب الرئيس لشؤون الملاحة والنقل، تخرج في كلية فيكتوريا في مصر. حضر دورات عدة في بريطانيا، وحصل على شهادات عالية في مجال الادارة والشؤون المالية والنقل البحري.
3- خالد بن احمد القصيبي، وهو عضو في مجلس الادارة ومدير عام الشؤون المالية والادارية، تخرج في كلية فيكتوريا في مصر، وبعدها ذهب الى بريطانيا للتخصص في مجال الادارة والشؤون المالية، حيث حصل على شهاداتعدة في هذا المجال.
4- عبد المحسن بن احمد القصيبي، وهو عضو مجلس الادارة ومدير عام شركة الضمان السعودية المتحدة المحدودة. درس الادارة العامة في مدينة دالاس بالولايات المتحدة الامريكية، وبعدها درس التأمين والادارة المالية في جنيف.
5- سعود بن عبد العزيز القصيبي، عضو مجلس الادارة ونائب الرئيس لشؤون الصناعة والتجارة. درس الادارة العامة في جامعة " سنت ادواردز" في مدينة اوستن الامريكية، وتخصّص في مجال الادارة المالية.
6- داود بن سليمان القصيبي، وقد حصل على الثانوية العامة من الخبر ودرس اللغة الانجليزية في لندن، وهو الآن يدرس الاقتصاد والادارة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
* معروف عنكم انكم بداتم بتجارة اللؤلؤ، فلماذا تركتموه؟
- لأنه ليس مربحاً بدرجة معقولة.
* اتجهتم بعد ذلك لإنتاج المشروبات الغازية، فلماذا اخترتم هذا المجال نواة للتوسّع والانتشار؟
- لأنه كان مرغوباً ومطلوباً، فقد كان لدى شركة "بيبسي كولا" العالمية مصنع صغير في الظهران لحساب "أرامكو"، ثم ارادت الشركة ان تطرح انتاجها في السوق، فوقع عليها الاختيار للقيام بالتعبئة.
* يلاحظ ان نشاطكم التجاري يغلب عليه رغم تعدد مجالاته الميل لنمط التجارات الآمنة، فهل هذا صحيح؟
- التجارة هي مغامرة قبل كل شيء، لكن انا من الناس المتحفظين، لذلك اعتمدت التنوع الافقي في مجالات عملنا بحيث نتوسّع بما يحتاجه الصنف ذاته مثل تعبئة "البيبسي كولا"، حيث اضفنا صناعة العلب ثم الاغطية وهكذا، لذا اصبح التحفظ احدى سماتي الشخصية والعملية. كما اننا قمنا بتأسيس عدد من شركات الملاحة المتخصصة في خدمات النقل البحري، ومنها الوكالات البحرية وتفريغ البواخر وشحنها، والنقل البري للحاويات وبضائع البواخر عامة، ومتابعة وتخليص البضائع الواردة والصادرة وإصلاح قوارب القطر ولنشات خدمات البواخر في كل من الدمام ورأس تنورة والجبيل والخفجي والرياض وجدة وينبع.
تجربة من الخسائر
* هل نشأهذا الحذر بسبب تجارب تجارية قاسية، ام انه مجرد احتياط تجاري؟
- ليس احتياطاً تجارياً، ولكن لما كنت في تجارة السيارات تعرضنا لبعض الخسائر التي علمتنا الحذر. وبشكل عام فإن معظم نشاطاتنا سواء التجارية او الصناعية او الخدمات قائمة على المغامرة المدروسة، او ما يسمّونه التجارة الآمنة.
* هل تظن من خلال حركة سوق الاسهم المحلية ان يحدث وضع مماثل لما حدث في الكويت، أعني سوق المناخ؟
- ماحدث في سوق المناخ بالكويت شيء نادر، ولا يمكن ان يقارن به اي وضع آخر في العالم. لقد حضرت والأخ سعد المعجل اجتماعاً في الكويت عام 1980 ، وقلنا لهم فيه: " أسلوبكم خطأ فانتبهوا"، ولا اعتقد ان احدا سيغامر مثل مغامرة الكويت.
* هل لك نشاط مالي خارجي مثل المشاركة او شراء الاسهم؟
- اعتقد انه مازال وسيظل في السعودية مجال لاستيعاب استثماراتنا، وبلدنا أولى بمجهودنا من غيره. انما نقوم احياناً بشراء اسهم في بعض الشركات ومن ثم نبيعها.
* هل يعني هذا ان معظم نشاطكم داخل السعودية عموماً والمنطقة الشرقية خصوصاً؟
- من الطبيعي ان نركز اعمالنا في المنطقة الشرقية، حيث نقيم، مع ان لنا نشاطاتنا التجارية والصناعية والخدمات المتمّمة لنشاطاتنا الرئيسية في معظم المدن السعودية. اما الاسهم في البنوك، فهي بطبيعة الحال داخل السعودية ونحن مساهمون في أغلبية البنوك الكبرى.
أرامكو والصرافة
* هل تخمّنأن مجلة "lIFE" ركزت على الوالد حمد القصيبي، لأنه كان صيريفياً بارزاً؟
- في عام 1946 اصدرت مجلة "LIFE"الامريكية عدداخاصا في السعودية والمنطقة الشرقية وأرامكو، وركزت على الوالد - رحمه الله - حيث كان صيريفياً بارزاً، ونحن من قدامى الصيريفين، وكنا نمدّ"أرامكو" بالريالات الفضية.
* وهل كانت الشركة في البداية مقتصرة على الصيرفة؟
- والتجارة ايضاً.
* ألم تفكر يوماً في العمل في "أرامكو"؟
- لم افكر في ذلك وكنت مشغولاً في التجارة، لكن اخي احمد - رحمه الله - عمل في "أرامكو" مدة عشر سنوات تقريباً منذ بدايتها، واكتسب بذلك خبرة الادارة والعمل.
* كيف ترى تأثير "أرامكو" في المنطقة الشرقية؟
- "أرامكو" هي ام المنطقة الشرقية، والدولة ابوها. ومفخرة ان تكون "أرامكو" في المنطقة الشرقية، لأنها من كبرى الشركات العالمية، ومنذ بدء تعاملنا معها قبل اربعين سنة لم تنشأ بيننا اي مشكلة، وكنا نمدها بالانابيب التي نستوردها بجميع انواعها من اليابان، من شركة "سوميتومو" ، وما زلنا مستمرين في توريد الانابيب. ومعظم رجال الاعمال في السعودية استفادو منها، وكثر تعلموا منها المحافظة على الوقت، وأنا منهم، وتلك ميزة من ابرز مايتحلى به رجل الاعمال في المنطقة الشرقية.
* توشك طريقة تعاملكم التجارية، ان تكون اقرب للطريقة الغربية فيها روح عملية جداً، ومرونة في استيعاب المعطيات الاقتصادية الحديثة، فكيف اكتسبت ذلك؟
- مع الزمن والاختلاط مع الناس، ومن خلال تبادل الزيارات مع رؤساء كبرى الشركات الاخرى.
* متى سافرت اول مرة إلى الخارج؟ وأين كانت الوجهة؟
- عام 1955، الى نيوورك لعقد اتفاقية "البيبسي كولا".
* هل تميل إلى المركزية في أعمالك التجارية؟
- نعم انا اميل للمركزية المالية فقط، وأترك مابعدها للادارات التي لدي اوجهها وأساعدها مع التشاور في كل الامور. ولقد حمدت الله على ان عملنا في المنطقة الشرقية حيث نقيم، ولم احاول التوسّع، حرصاً على حسن سير العمل ومراقبته وإدارته.
مع السجاد
* لديك ولع واهتمام نادران بالسجاد، كيف نشأذلك؟
- منذ 40 سنة تقريباً كنا نشتري السجاد للمنازل، ثم اصبح عندي بعد ذلك هواية، وقد وجدت ان المجالس العربية لاتكون جميلة الا بالسجاد، خاصة اذا كان معلقاً امامك، وعندما اذهب إلى سويسرا خاصة زيوريخ، اذهب لمحلات السجاد بحثاً عن الانواع الجيدة والنادرة، وقد جمعنا المجموعة الحالية من زيوريخ ولندن وألمانيا، ومنها قسم احضرناه الى الرياض والكويت ودبي.
* هل لديك ثروة كبيرة من السجاد؟
- لدينا خمسون سجادة، معلقة،أو أكثرمن الانواع الفريدة والمميّزة، جمعناها في اربعين سنة.
* هل هذه الثروة خاصة بك، ام انها إرث عائلي مشترك؟
- انا وإخوتي معنيون بها.
* هل تفكر في بيع هدا السجاد في يوم من الايام؟
- لا ليس للبيع ابداً وهو لقيمته، معلق في منازلنا. ومرة طلبوا مني سجادة لعرضها في المانيا، ورفضت ذلك، لأن السجاد خاص بي وليس للعرض او البيع.
* هل سبق ان دخلت مزاداً من اجل الحصول على السجاد؟
- لم يسبق لي ذلك، وإنما كانت عملية الشراء تتم بشكل خاص وشخصي.
أنا وزوجتي
* يلاحظ انك تتميّز بذوق خاص في اختيارك للبزات الاوروبية، هل تختارها بنفسك، ام تترك المسألة لشخص مختص؟
- بل اختارها بنفسي، نحضر الاقمشة من لندن، بعد ان اختارها انا وام الاولاد، ثم نختار التصميم المناسب ونقوم بخياطتها، ونحن بحكم وجود شركاء اجانب لنا واجتماعاتنا معهم، يتوجب علينا الظهور بمظهر مناسب وملائم.
* هل حصلت على اي شهادة دراسية؟
- درست المرحلة الابتدائية فقط في الجبيل، إنما كرمتني جامعة لندن بمنحي شهادة الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد، وهذا شرف اعتز به دائماً.
* وكيف اكتسبت اللغة الانكليزية؟
عن طريق الدراسة البسيطة، والسفر والمثابرة، اضافة إلى أن اجتماعاتنا مع الشركاء الاجانب ساعدتنا على ذلك.
* هل القراءة - فضلاً عن جمع السجاد - هوايتك المفضلة؟
- هوايتي الرئيسة هي الانجاز، سواء في عمل خيري او مشروع تجاري او صناعي.
* هل قراءاتك محصورة في مجال واحد،أم أنها متنوعة؟
- اقرا في مجالات عدة، ولكن معظمها في الاقتصاد، ونحن مشتركون في معظم الدوريات الاقتصاديةونتابعها باستمرار، وبشكل خاص اتابع المجلات التي تتحدث عن تطور الزيت (النفط)، لأننا نحرج في الاجتماعات الخارجية عندما يسألوننا عن الزيت، ولذلك لا بدّ ان يكون لدى المرء معلومات وافية في هذا المجال. والواقع انه يندر ان نحضر اجنماعا في الخارج، ولا نُسأل فيه عنه.
* هل أنت محافظ على بعض التقاليد؟
- البساطة هي الاساس، ولدينا مزرعة جميلة في الاحساء وضعنا فيها الساقية.
* هذا يعني ان لديك حنيناً للتراث؟
- طبعاً، ومن حرصي على ذلك أحضر "مهرجان الجنادرية" كل سنة.
* عُرف عنك الرقة في التعامل مع بناتك، وتقديرك لهنّ، على الرغم من ان ثقافة جيلك تصنف المرأة في درجة دنيا، فما سبب ذلك؟
- الإنسان مدنيّ بالطبع، والأنثى لها علينا حقوق كثيرة، وديننا الحنيف أكثر من الحضّ على حسن معاملة المرأة.
زوجة واحدة
* هل تؤيد الزواج بأكثر من زوجة؟
- تعدّد الزوجات له شروطه الشرعية، والالتزام بها صعب، لذلك زوجة واحدة اسلم - مع توفيق الله، وأكثر راحة- لأن التعدّد سبب مشكلات كثيرة كما نسمع، ولقد سمعت من بعض اصحابي ومعارفي قصصاً كثيرة مؤلمة بسبب تعدّد الزوجات.
والمشكلات تظهر في حالة الوفاةأيضاً، وعندما توفي اخي احمد - رحمه الله - كان لديه زوجة واحدة له منها ثلاثة ابناء وثلاث بنات، لذلك لم تنشأ مشكلات، والدليل على ذلك ان اولاده مستمرون في الشركة، كما لو كان المرحوم حياً، ولو كان متزوجا بأكثر من واحدة لربما نشأت اشكالات عدة.
* إذن لا يوجد في العائلة من هو متزوج بأكثر من واحدة؟
- اطلاقاً، فالوالد تزوج زوجة واحدة، وكلنا على هذا المنوال.
* هل مررت بتجربة حب قبل الزواج،أم ان زواجك كان تقليدياً؟
- امي - رحمها الله - اختارت لي زوجتي وهي ابنة عمي، وكان ابوها من رجالات عائلات القصيبي المشهورين، وكان مرافقاً للملك عبد العزيز، رحمه الله، وأول رجل سافر مع المغفور له الملك فيصل الى اوروبا ولندن، وبذلك فقد كان زواجي تقليدياً وعائليا ايضاً.
* وفي أي عام تزوجت؟
- كان ذلك في عام 1945.
* لو فكر أحد ازواج بناتك في الزواج من اخرى، فهل ستعترض ؟
- لم يحدث شيء من هذا القبيل، ولو حدث فهذا هو النصيب.
* سعود هو ابنك الوحيد، اليس كذلك؟
- نعم؛ جاء بعد ثلاث بنات.
* ما رايك في اتجاهه للرياضة؟
- الرياضة بدون احتراف مفيدة لأي رجل اعمال.
* وهل انت حريص على ادخاله المجال التجاري، ام ستترك له حرية الاختيار؟
- حريصون على دخوله للمجال التجاري، وقد ادخلناه فعلاً، ولكن تدريجياً اذ ليس من المعقول أن نأتي بشاب حديث التخرج، ونقحمه مرة واحدة في مجال العمل في شركة كبيرة كهذه، ولكننا لن نترك له حرية الاختيار، لأن الشركة محتاجة اليه، وسوف نوجهه التوجيه السليم من واقع ما لدينا من خبرة ومعرفة. وهو الآن يعمل بالتعاون مع عمه سليمان وأبناء عمه بالروح والمشاركة نفسيهما، والحمدلله، كما كنا نعمل سوياً نحن المؤسسين الثلاثة.
* ما سبب نجاح الشركات العائلية -في رايك- وانتشارها في السعودية؟
- سرعة اتخاذ القرارات، والتشاور الدائم، وسماع النصيحة، ولا تنس التكاتف والتعاضد في العمل والبناء.
* ألا تعتقدون بأن الشركات العائلية قد تعاني انحساراً اقتصادياً، بسبب عدم قدرة الفرد الذي ترشحه العائلة على إدارتها؟ وفي رأيك من هو اكثر افراد عائلة القصيبي قدرة على الإدارة الناجحة لمجموعة من الشركات المتعددة؟
- لا اعتقد ذلك، فالعلم لم يترك مجالاً الا وتناوله، والشباب اليوم هم جيل متعلم ومتطور، وقد اعطوا من العلم والتقنية الشيء الكثير. وكل ابنائنا ولله الحمد فيهم البركة، ولديهم الحكمة لاختيار الأصلح دائما لإدارة شؤون الشركة، كما فعلنا نحن المؤسسين.
* هل يمكن أن تتحول شركتكم الى شركة مساهمة؟
- لا اعتقد ذلك، ولا اؤيده ايضاً.
* في تنقلاتك ورحلاتك، هل تفضل استخدام طائرة خاصة؟
- لا أحب الطائرات الخاصة، وكما يقول المثل الموت مع الجماعة رحمة.
* أخيراً هل تصنف نفسك من المحظوظين ام المجتهدين؟