أعراض العصب السابع وأسبابه وطرق العلاج في المنزل
العصب السابع هو المُحرِّك لابتسامتك، ويتحكّم في غمض العين وفتحها، وكذلك تقطيب الجبين عندما تكون منهمكًا في أمرٍ ما، أو تحاوِل أن تكون صارمًا مع من أمامك.
لذا فإنّ إصابة العصب السابع لا تُسبِّب شلل الوجه النصفي فحسب، بل تُفقِد الإنسان القدرة على التعبير عن مشاعره، فلا تبدو على وجهه كالمُعتاد.
ولا تقتصر أعراض العصب السابع فقط على شلل عضلات الوجه، بل قد تمتد لتشمل صعوبة مضغ الطعام، وتلعثم الكلام، واضطراب حاسة التذوق، فما أسباب إصابة ذلك العصب؟ وكيف يمكن علاج تلك الأعراض واستعادة ابتسامتك الطبيعية؟
ما هو العصب السابع؟
العصب الوجهي هو العصب الدماغي السابع، الذي قد يُؤدِّي تلفه إلى شلل الوجه؛ إذ يتحكّم هذا العصب في كثيرٍ من عضلات الوجه، بما في ذلك العضلات التي تجعلك تبتسم أو ترفع حاجبَيك.
كما يتحكّم العصب السابع في الغدد الدمعية للعين وإفراز الدموع، وكذلك في الغدد اللعابية المُفرِزة للُّعاب في الفم.
كما يحمل العصب السابع حاسّة التذوق من الجزء الأمامي من الفم، لذا فإنّ إصابة العصب السابع قد تضرّ كل تلك الوظائف.
أسباب العصب السابع
تختلف أسباب شلل العصب السابع من مريضٍ لآخر، لكنّها تشمل غالبًا:
1. شلل الوجه النصفي (شلل بِلْ)
يُعدّ "شلل بِل" أكثر أسباب شلل الوجه شيوعًا، إذ يلتهب العصب الوجهي في ناحية واحدة، ما يجعل العضلات ترخي في جانب واحد من الوجه.
ولا يعرف الخبراء سبب حدوث "شلل بِل" بالضبط، لكن يعتقد بعضهم أنّه قد يكون مرتبطًا بعدوى فيروسية أصابت العصب الوجهي، لكن معظم المُصابِين بـ "شلل بِل" يتعافون في غضون 6 أشهر تقريبًا.
2. السكتة الدماغية
السكتة الدماغية أيضًا من أسباب شلل الوجه، وهي أشدّ خطورة؛ إذ قد تُؤدِّي إلى تلف العصب الوجهي أو الأعصاب التي تتحكّم في عضلات الوجه.
وقد تختلف آلية حدوث ذلك حسب نوع السكتة الدماغية، فقد تتلف خلايا الدماغ بسبب نقص الأكسجين أو الضغط الزائد على الخلايا.
اقرأ أيضًا:"ليست الخلايا العصبية وحدها".. من المسؤول عن تحفيز الكهرباء في الدماغ؟
3. أسباب أخرى
كذلك ثمّة أسباب أخرى لشلل الوجه أو العصب السابع، مثل:
- كسر الجمجمة.
- إصابة الوجه.
- أورام الرأس أو الرقبة.
- عدوى الأذن الوسطى.
- داء لايم، وهو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق لدغة القراد.
- متلازمة رامسي هانت، وهي ضعف يُصِيب العصب السابع كأحد مضاعفات الهربس النطاقي "عدوى فيروسية"، وهو طفح جلدي مؤلم يحدث بعد سنوات من التعافي من جدري الماء.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد الذي يُصِيب الدماغ والحبل الشوكي، أو متلازمة غيّان باريه.
كذلك قد يُحفِّز شلل العصب الوجهي ضعف المناعة نتيجة:
- التوتر.
- المرض.
- الحرمان من النوم.
- الإصابة الجسدية.
- الأمراض المناعية.
أعراض العصب السابع
تختلف أعراض العصب السابع حسب سبب حدوثه:
1. شلل بِل
لا يعني شلل الوجه المعاناة من السكتة الدماغية دائمًا، بل قد يكون بسبب شلل الوجه النصفي الذي تشمل أعراضه:
- شلل الوجه من جانب واحد.
- عدم القدرة على الرمش في الجانب المُصاب.
- تدلّي الفم إلى الجانب المُصاب.
- تغيّر الشعور بالتذوق.
- سيلان اللعاب.
- تلعثم الكلام.
- ألم الأذن أو خلفها.
- فرط الحساسية تجاه الأصوات في الناحية المُصابة.
- صعوبة الأكل أو الشُرب.
عادةً ما تظهر أعراض "شلل بِلْ" (أعراض العصب السابع) فجأة وتصل ذروتها في غضون 48 - 72 ساعة، وقد يُصاب بعض الناس بضعف خفيف في عضلات الوجه، بينما يُعانِي آخرون شللًا عضليًا تامًا في الوجه.
ومن الصعب على المُصاب بشلل العصب السابع نتيجة "شلل بِل"، القيام بتعبيرات الوجه كاملة، كما قد يشعر بالخدر والثقل في الوجه. ولا يزال المُصاب مُحتفِظًا بالقدرة على الشعور باللمس ودرجات الحرارة (الحرارة والبرودة) على الجانب المُصاب من الوجه.
2. السكتة الدماغية
غالبًاما يُعانِي المُصابون بسكتةٍ دماغية نفس الأعراض المرتبطة بـ "شلل بِل"، ومع ذلك فقد تكون هناك أعراضًا إضافية تتعلّق بالسكتة الدماغية، مثل:
- اضطراب وعي الإنسان.
- الارتباك أو تشوش التفكير.
- الدوخة.
- التشنجات.
- تغيّرات الرؤية.
- ضعف في الذراع أو الساق في جانب واحد من الجسم.
في بعض الأحيان، سيظل الأشخاص الذين يُعانُون سكتة دماغية مُحتفِظِين بقدرتهم على إغماض العين وتحريك الجبهة على الجانب المُصاب، وهو ما لا يكون موجودًا في حالة "شلل بِلْ".
تشخيص شلل العصب السابع
يبدأ التشخيص من ظهور أعراض العصب السابع على المريض، بل هي مفتاح التشخيص، لذا قد يُجرِي الطبيب فحصًا عصبيًا دقيقًا لمعرفة سبب إصابة العصب السابع، أو ما إذا كان بسبب "شلل بِل"، أو سكتة دماغية أو اضطرابٍ آخر.
كما قد يفحص الطبيب الفم والحلق والوجه، لتحديد ما إذا كان هناك تورّم أو دليل على وجود عدوى، كما قد يساعد فحص حركات العين والرؤية في تحديد ما إذا كانت الأعصاب الدماغية الأخرى مُصابة إلى جانب العصب الوجهي أم لا.
وهذا قد يكفي لإعطاء مؤشر للطبيب، لكن قد تكون هناك حاجة إلى بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص، مثل:
- اختبارات الدم، لرصد مؤشرات الالتهاب والعدوى في الجسم.
- الاختبارات التصويرية للدماغ، فقد تساعد في تحديد الأسباب المحتملة لضعف الوجه، مثل تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ (انتفاخ شُريان في الدماغ)، أو مرض التصلّب المُتعدِّد.
- دراسات التوصيل العصبي، لفحص وظيفة الأعصاب والعضلات، ومِنْ ثَمّ تحديد الأنماط غير العادية لتلف الأعصاب.
- البزل القطني (ثقب أسفل الظهر)، للحصول على عيّنة من السائل النخاعي الذي يُوجَد حول الحبل الشوكي والدماغ لفحص ما إذا كان هناك التهاب السحايا أو عدوى أو سرطان في السائل النخاعي.
مضاعفات شلل العصب السابع
أغلب المُصابِين بشلل العصب السابع، يتعافون منه دون مضاعفات، ومع ذلك فقد تحدث بعض المضاعفات في الحالات الشديدة، مثل:
- تلف العصب السابع الذي يتحكّم في عضلات الوجه.
- جفاف العين الشديد في الجانب المُصاب (لا يتمكّن المريض من الرمش فتظلّ العين مفتوحة مُعرّضة للهواء الذي يُسبِّب جفافها)، ما قد يُؤدِّي إلى التهاب العين أو القرحة.
- الحركة التصاحبية، وهو تزامن بعض حركات الجسم معًا؛ بمعنى أنّه عندما تُحرِّك جزءًا من وجهك يتحرّك جزء آخر لا إراديًا، فمثلًا عندما تبتسم قد تغمض عينك دون إرادةٍ منك.
علاج أعراض العصب السابع
عادةً ما تتحسّن أعراض العصب السابع دون علاج، ومع ذلك يُوصَى باستخدام بعض الطرق العلاجية لتخفيف الأعراض:
1. العناية بالعين
وذلك من خلال استخدام قطرات العين أو الدموع الصناعية، التي تساعد في تخفيف تهيّج العين وتهدئتها، وعلاج جفافها.
أمّا لو لم تكُن العين تُغمِض بالكامل، فقد تحتاج إلى لصقة العين لتغطيتها وحمايتها من الجفاف الشديد والإصابة.
والعناية بالعين عمومًا تحمي القرنية من الالتهابات وكذلك القرح التي تُعدّ من أخطر مضاعفات شلل العصب الوجهي.
2. الكورتيكوستيرويدات
أو الأدوية التي تحتوي على نظائر الكورتيزون، مثل بريدنيزولون، وهي أدوية فموية يتناولها المريض، للمساعدة في تخفيف تورّم العصب، كما قد تُساعِد في استعادة حركة عضلات الوجه سريعًا، وهذا العلاج أكثر فعّالية عند تناوله في غضون 48 ساعة من ملاحظة أعراض العصب السابع.
3. مضادات الفيروسات
قد يصف الطبيب مضادات الفيروسات في بعض الأحيان، مثل أسيكلوفير، وذلك إلى جانب الكورتيكوستيرويدات، لكن مدى فعاليتها غير واضح تمامًا، كما لا تُوصَف إلّا في الحالات الشديدة من شلل الوجه النصفي.
وقد أشارت مُراجعة عام 2019 إلى أنّ الحصول على مزيجٍ من الكورتيكوستيرويدات ومضادات الفيروسات، قد يُقلِّل خطر الإصابة بمضاعفات شلل العصب الوجهي. كما قد يساعد ذلك أيضًا في تسريع التعافي وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.
اقرأ أيضًا:صيام رمضان.. حصنك المنيع ضد الأمراض العصبية
4. البوتكس
تُوجَد بعض الأدلّة، حسب موقع "medicalnewstoday"، على أنّ استخدام البوتكس قد يُساعِد في استعادة تماثل جانبَي الوجه.
ومع ذلك فمن الضروري استخدام البوتكس بدقة عالية، وإلّا فقد يُؤدِّي إلى ضعف العضلات وزيادة شلل الوجه، كما يجب استشارة الطبيب قبل الإقدام على هذا الإجراء، وإجرائه على يد مُختص مُؤهّل ذي خبرة.
5. التحفيز الكهربائي
قد يُعالِج بعض الأطباء باستخدام التحفيز الكهربائي، لمنع فقدان عضلات الوجه بعد شلل بِل، والحفاظ عليها أطول وقت ممكن، لكن الدراسات لم تُظهِر أي فائدة لهذا العلاج، حسب "Cleveland Clinic".
6. العناية المنزلية
قد تُساعِد بعض النصائح في تخفيف أعراض العصب السابع، مثل:
- ممارسة تمارين الوجه، فهي تساعد في تقوية عضلات الوجه، وتحسين تآزر نشاطها معًا.
- تنظيف الأسنان بانتظام وفحصها من وقتٍ لآخر، إذ قد تتراكم جُزيئات الطعام، نتيجة ضعف الإحساس في الفم وشلل العصب الوجهي.
- يجب مضغ الطعام جيدًا وتناوله ببطء لتسهيل بلعه.
- قد تُوصَف المُسكّنات التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الألم وعدم الراحة.
أهم التمارين لتقوية عضلات الوجه
قد يُوصِي الطبيب ببعض التمارين المناسبة في كل مرحلةٍ من مراحل التعافي، ومن الضروري اتّباع تعليماته بشأن ذلك، وفيما يلي عيّنة من التمارين التي قد يُوصِي بها:
- تدرّب على إرخاء عضلات الجانب السليم من الوجه.
- حاول رفع الجانب المُصاب برفق باتجاه عظم الوجنة.
- دلِّك المنطقة المُصابة برفق.
- ارفع حاجبك في الناحية المُصابة بمساعدة السبابة أو الإصبع الأوسط.
- غلق العين برفق في الجانب المُصاب بمساعدة إصبعك.
- دفع جانب الفم إلى المنتصف بإصبعك برفق.
- سحب الفم كأنّك تبتسم بإصبعك.
- التدرّب على ذلك لمدة 2 - 3 دقائق 4 أو 5 مرات يوميًا.
اقرأ أيضًا:اضطرابات النمو العصبي.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
هل يمكن الوقاية من شلل العصب السابع؟
قد لا تكون هناك طريقة مُعيّنة للوقاية من شلل بِل، مجهول السبب، لكن قد تساعدك بعض النصائح في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية التي قد تُؤثِّر على العصب الوجهي وكذلك عضلات الوجه:
- مراقبة مستويات الكوليسترول وضغط الدم بانتظام.
- علاج الأمراض التي تُعانِيها، مثل مرض السكري أو أمراض القلب.
- تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب.
- تقليل تناول الأملاح.
- التوقف عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على الوزن.
- تجنّب شُرب الكحول.