حكم ضرب الزوج لزوجته وعقوبته في القانون السعودي
من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تقوم بها هي أن تضرب زوجتك. الإقدام على هذا السلوك يعني أنك فقدت كل الوسائل لتعديل السلوك بشكل سليم، سواء من طرفك أو طرفها.
كما يعني ضرب الزوج لزوجته فقدان القدرة على إجراء حوار بناء يخلص منه الطرفان إلى كل مشكلة يقع فيها الطرف الآخر وتسبب نوعًا من الضيق.
ولكن في حالات بعينها، قد يكون ضرب الزوج لزوجته محكومًا وفق ضوابط شرعية، حينها يكون الفقه وسيلة لتأطير هذا السلوك، فمن غير الممكن استغلال بعض المنافذ التي أتاحها الشرع للزوج من أجل الحفاظ على بيته، وتحويل ذلك إلى سلوك مستمر يجعل المنزل يعيش في حالة بشعة تستحيل معها المعيشة الاعتيادية.
هناك بعض الأمور التي يباح فيها، وفق ضوابط، ودون عنف، ولذلك نوضح هذا الأمر الملتبس لدى كثيرين، الذي يؤدي إلى هدم الاستقرار الأسري، وإزالة الاحترام من علاقة الزوجين، والاحترام والتقدير إن أزيلا من أي علاقة خصوصًا العلاقة الزوجية، فإن تلك العلاقة تتأثر بدرجة كبيرة.
اقرأ أيضًا: كيف يساهم الرجال في مناهضة العنف ضد المرأة؟
ولذلك نستعرض في السطور التالية حكم ضرب الزوج لزوجته، وكيف يتعامل القانون السعودي مع هذا السلوك.
ما حكم ضرب الزوج لزوجته؟
حكم ضرب الزوجة حساس ولا بد من معرفته بما لا يخل بمقاصد الشرع الحنيف، فالحياة الزوجية أساسها المودة والرحمة، والسكن، كما تقول الآية الكريمة: "ومن آياته أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
والدين الإسلامي يأمر ويشدد على ضرورة إحسان العشرة ومعاملة المرأة، رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على الرفق في حديث واضح إذ يقول: "إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه".. هذا في كل شيء، فما بالك بأولى الناس بالرفق وهي الزوجة، وهذا ما يوضحه قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي".
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك الأمر يمر دون أن يكون قدوة فيه، فقبل أن يصدر الحكم ويبينه، لابد أن يكون قدوة فيه، وهذا ما يتضح من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجاته.
اقرأ أيضًا: طبيب نفسي هذه اسباب العنف ضد الاطفال
لقد أقرت السيدة عائشة رضي الله عنها بذلك، فهي تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة:"ما ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا".
ولكن إذا كان الشرع الحنيف ينص في كل تلك المواضع من قرآن وسنة على ضرورة أن يتعامل الزوج برفق مع زوجته، وألا تكون هناك سهولة في ضرب الزوج لزوجته، فلماذا يحدث كل ذلك في مجتمعنا؟
السؤال الذي يطرح: هل هناك ما يبرر من وجهة نظر الدين ضرب الزوج لزوجته؟ وهل هناك حالات يبيح فيها الإسلام هذا الأمر؟
الإجابة هي أن الإسلام لا يبرر فعل ذلك إلا في حالات التمرد القصوى، وتكون هناك قواعد للضرب شرطها الأساسي عدم استخدام العنف، وهو ما يتضح في توجيه الله عز وجل لسيدنا أيوب حين قال: "وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث".
ولكن للأسف، كما يساء استخدام الدين في جوانب كثيرة داخل مجتمعاتنا، يستخدم اللفظ القرآني: "واضربوهن.." كما لو كان ضمانة أكيدة لوجوب ضرب الزوج لزوجته، ولكن السياق مختلف تمامًا، فهو يتحدث عن المرأة الناشز شديدة الاعتراض، والضرب هنا وفق قواعد شرطها عدم الإفراط في العنف، من يرون هذا توجيهًا نحو سلوكياتهم البشعة يجب عليهم إعادة النظر في رؤيتهم للدين ونصوصه بشكل عام.
اقرأ أيضًا: العنف ضد الأطفال.. جريمة لا ندرك عواقبها
عقوبة ضرب الزوجة في القانون السعودي
عقوبة ضرب الزوج لزوجته في السعودية هي كما يلي:-
حينما تقوم زوجة بإبلاغ السلطات المختصة بأن زوجها تعدى عليها بالضرب على وجه التحديد، تنظر النيابة العامة القضية بشكل مستفيض، ووفق مسار التحقيقات والتثبت من مقدار الجريمة التي ارتكبها الزوج، قد يتم الحكم عليه بالحبس لمدة سنة وغرامة تصل إلى 50 ألف ريال سعودي، وقد تتضاعف العقوبة في حالة تكرار السلوك من نفس الشخص، وهو الضرب والإساءة النفسية أو البدنية.
المادة الثالثة عشرة من نظام حماية الإيذاء تنص على أنه "دون الإخلال بأي عقوبة أشد مقررة شرعًا أو نظامًا، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف ولا تزيد على خمسين ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلًا شكّل جريمة من أفعال الإيذاء الواردة في المادة (الأولى) من هذا النظام، وفي حال العود تضاعف العقوبة وللمحكمة المختصة إصدار عقوبة بديلة للعقوبات السالبة للحرية".
اقرأ أيضًا: رجل يضرب زوجته الحامل.. فماذا فعل السعوديون؟ (شاهد)
ضرب الزوج لزوجته في القانون السعودي أصبح مختلفًا عن مسائل الأحوال الشخصية، ودخل حيز المساءلات الجزائية التي تنظر فيها المحاكم الجزائية المختصة، ولذلك فإن القانون السعودي يسير بخطوات ثابتة نحو دعم حقوق الزوجة وحمايتها بالشكل الكافي من السلوكيات المتعنتة للأزواج، احذر من الإفراط في معاملة زوجتك بعنف، لأن المصير الذي تستحقه سيطالك سواء في الدنيا أو الآخرة.