هل تختلف معايير اختيار الرجل لشريكة حياته باختلاف مراحله العمرية؟
يُعد اختيار الرجل لشريكة حياته من أبرز القرارات المصيرية، التي تؤثر بشكل جذري على حياته ومستقبله، ومع تقدم العمر، تتغير معايير ومتطلبات الرجل بما يعكس مستوى من النضج الفكري والعاطفي، ويؤثر في رؤيته للحياة وطبيعة العلاقة الزوجية، وحسب موقع "Psychology Today"، تختلف هذه المعايير بين مرحلة الشباب، حيث يركز الرجل على الجاذبية والحماس المشترك، ومرحلة النضج، التي يغلب عليها التركيز على تحمل المسؤولية والالتزام، وصولًا إلى مرحلة منتصف العمر حيث تتصدر الاحتياجات العاطفية، فكيف يمكن للرجل التفكير في مثل هذا القرار؟
سؤال طرحناه على الدكتور "مصطفى الفرماوي"، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية (جامعة حلوان المصرية)، الذي أجاب مؤكدًا أن معايير ومتطلبات الرجل لاختيار شريكة حياته تختلف حسب المرحلة العمرية التي يمر بها، إذ يعكس كل عمر مرحلة من النضج الفكري والعاطفي للرجل، بما يؤثر في نظرته للحياة والشريكة، فاختيار الرجل هنا مصيري، ولكن السؤال المهم: هل يظل الرجل ثابتًا على المعايير نفسها طوال حياته، أم أن متطلباته ورؤيته تتغير مع تغير مراحله العمرية؟
وأضاف "الفرماوي": للإجابة، لابد من تقسيم المراحل العمرية التي يمر بها الرجل كالتالي:
- من 18 إلى 25 عامًا
مرحلة الشباب، أي من سن 18 إلى 25، وهي غالبًا مرحلة الدراسة الجامعية، يكون الرجل مفعمًا بالطاقة والطموح، ولكنه غالبًا ما يفتقر إلى الخبرة في العلاقات.
ومعايير اختيار الشريكة في هذه المرحلة تكون على عدة أسس، منها الجاذبية للجمال والشكل، إذ يهتم الشاب بالمظهر الخارجي والجمال، ويبحث الشاب عن شريكة قريبة من اهتماماته ونمط حياته، ويفضل من تشاركه الحماس والانطلاق، فهنا يكون الشكل والجمال من أكثر العوامل التي تدفع الشاب للارتباط بالفتاة.
اقرأ أيضًا| الذكاء الاصطناعي خطر على العلاقات الإنسانية (فيديوجراف)
- من 25 إلى 35 عامًا
كلما تقدم الرجل في العمر يصل إلى مرحلة من النضج والاستقرار، وغالبًا ما يكون ذلك في المرحلة العمرية بين 25 إلى 35 عامًا، وهنا تبدأ رؤيته لاختيار شريكة حياته في الاختلاف، حيث يركز على مجموعة من العناصر، أهمها قدرتها على تحمل مسؤولية الأسرة، وتربية الأبناء وقدرتها على المشاركة، وعلى تحمل نفقات الحياة الزوجية ومتطلباتها، فالوضع الاجتماعي والوظيفي للفتاة يدخلان كمتغيرات أساسية في اختيار الرجل لشريكة حياته، فهنا لا يهتم بالشكل فقط، ولكن بمدى التزام الشخصية وتكاملها، ووضوح الفكر لديه تجاه الحياة الأسرية في المجمتع والمشاركة في بناء أسرة.
فالرجل و المرأة في هذه المرحلة يكون نصب أعينهما الأبناء عند الاختيار، وكيف يمكن توفير التنشئة الصالحة والمناخ المناسب لها، مع القدرة على توفير المستوى المعيشي والدراسي اللائق، ليقدم للمجتمع مواطنين صالحين أكثر نضجًا ومسؤولية، وغالبًا ما تكون هذه المرحلة هي الأكثر جدية في قرارات الزواج وبناء الأسرة.
وتعتمد معايير اختيار الشريكة هنا علي الاستقرار العاطفي، إذ يبحث الرجل عن امرأة ناضجة، قادرة على دعمه عاطفيًّا، ومساعدته على مواجهة تحديات الحياة، وأن يكون بينهما توافق فكري وانسجام عقلي، وأن يكون هناك احترام متبادل وتفاهم.
اقرأ أيضًا: فن تغيير طباع الزوجة: استراتيجيات فعالة لتحسين العلاقة الزوجية
- منتصف العمر
أما مرحلة منتصف العمر، من 45 سنة فما فوق، فيكون الرجل قد مر بتجارب عديدة في الحياة، ووصل إلى مستوي من النضج وإشباع المتطلبات المادية، سواء تحقيق المكانة الوظيفية المرموقة أو المستوى المادي الذي يريده، وتكون رؤيته للمرأة في هذه المرحلة مرتبطة بمدي إشباعها للنقص الذي بدأ يشعر به مع تقدم العمر، وعدم إشباع الجوانب العاطفية لديه.
ومن هنا يعود الاهتمام مرة أخرى إلى الزوجة ذات المقومات والخصائص التي تتناسب مع طبيعة عقليته وتفكيره، دون النظر في مساهمتها في تحمل تكاليف الأسرة، لأنه يكون قد تجاوز هذه المرحلة وأصبح لديه من الموارد المالية ما يمكنه من تحمل نفقات الأسرة، ولكنه يريد استكمال الجانب العاطفي والوجداني، مع مراعاة ألا تكون زوجته ندًا له، ولكن مكملة له.
ولذلك يركز أكثر على خصائص الشخصية، والنمط الذي يساعد على توفير بيئة هادئة بعدما اختطف عمره، لذلك لا يتحمل أية منغصات، وهذه ستكون آخر مرحلة سيمر بها في اختيار شريكة الزواج.
- المرحلة الأخيرة
عندما يزيد عمر الرجل عن ذلك سيحتاج إلى درجة من التعويض عن فقدان زوجته، سواء كان الفقد بالانفصال أو الوفاة، لذلك لا تكون لديه الرغبة الشديدة للأنثى، بقدر احتياجه عن تعويض الفقدان، أي إنه في هذه المرحلة يبحث عن "الونيس" حتى لا يكون وحيدًا.
تابع "الفرماوي": لذلك نقول إن اختيار شريكة الحياة قرارًا ليس سهلًا، بل رحلة تتغير مع تطلعات الرجل، ومع المراحل العمرية المختلفة التي يمر بها، والنجاح في الاختيار يعتمد على فهم الذات وإدراك ما يناسب احتياجات كل مرحلة".