أبرز مشكلات الخطوبة.. لماذا تتفاقم وما هي طرق الحل؟
من الفترات الفارقة في أي علاقة بين رجل وامرأة في إطار الزواج هي فترة الخطوبة، إذ تكون مرحلة سابقة للزواج، وفيها يتعرف الرجل والمرأة على كل ما يريدان معرفته عن بعضهما، وعن عائلتيهما، وعن الاتفاقات المختلفة، وتحدث مشكلات الخطوبة التي يجب أن يكون الطرفان فطنين لها منذ البداية.
فيما يلي نستعرض أبرز مشكلات الخطوبة، ونعرف متى تكون طبيعية ومتى تكون معبرة عن فشل الخطوبة بشكل عام، ولماذا تكثر المشاكل في فترة الخطوبة؟ وغير ذلك من الملفات.
ما هي مشكلات الخطوبة؟
مشكلات المخطوبين بشكل عام قد تكون مشتركة، ولكن تفهم الطرفين لطبيعة تلك المشاكل ووسائل الخروج منها أو تركها تتفاقم هو ما يحدد المدى الذي تصل إليه مشاكل الخطوبة، فقد تبدأ مشكلة تافهة من مشاكل الخطوبة الاعتيادية بخلاف بسيط في وجهات النظر بين الطرفين، وقد تحدث تلك المشكلة وهما في قمة سعادتهما، ولكن التعاطي مع تلك المشكلة والانفعالات المحيطة بها هو ما يجعلها تصل إلى مستويات من عدم الحل لا يمكن السيطرة عليها.
يمكن إيجاز مشكلات الخطوبة المشتركة في أشياء مثل الملل والفتور من العلاقة بشكل عام لعدم وجود جديد فيها، وعدم إتاحة الفرصة وفق الضوابط الشرعية لعمل أشياء قد تزيد من فعالية العلاقة وتعزز رصيد الطرفين لدى بعضهما.
اقرأ أيضًا: 6 خواتم خطوبة رجالية غارقة في ترصيعات الأحجار الكريمة
من مشكلات الخطوبة أيضًا أن الطرفين يكونان عرضة بشكل شبه يومي لمشكلات يفتعلها أطراف أخرى وتطال الطرفين دون قصد، هذا ما يحدث بين الأهالي على سبيل المثال، ويجد المخطوبان نفسيهما أمام خيارات محددة، قد يكون التفاهم لا أكثر هو حل أساسي لها، ولكن التعنت من الأهالي في بعض الأحيان يفرض وجهات نظر على الرجل والمرأة قد تؤدي إلى انتهاء العلاقة، أو على أقل تقدير قد تؤدي إلى تفاقم مشكلات الخطوبة إلى درجة كبيرة.
أيضًا من أهم مشكلات الخطوبة العامل المادي الذي يضغط على الطرفين، خصوصًا على الرجل الذي يكون مطالبًا بتجهيز نفسه وتجهيز عش الزوجية وبناء ملامح مستقبل مستقر. وفي بعض الأحيان تكون الظروف المادية إلى جانب المغالاة من الأهالي من أهم مشكلات الخطوبة.
ما علامات الخطوبة الفاشلة؟
يمكن أن نقول إن ما فات ذكره هي مشكلات الخطوبة الاعتيادية، والتي –كما قلنا- تكون مشتركة في حالات كثيرة برغم اختلاف المجتمعات والأزمان والعادات والتقاليد.
ولكن هناك بعضًا من مشكلات الخطوبة يمكن أن ترتقي لتكون من علامات الخطوبة الفاشلة، وذلك لأنها توحي باستحالة التفاهم الأساسي لبدء علاقة ناضجة بين الطرفين.
أبرز علامات الخطوبة الفاشلة:
- عدم رغبة الطرفين في سماع وجهة النظر الأخرى.
- التعنت المبالغ فيه من قبل الأهالي.
- السخرية من المستوى الاجتماعي لأي طرف من الطرفين.
- خيانة أحد الطرفين للآخر وتكرارها بشكل فج.
- عدم التخطيط للمستقبل بشكل واعٍ.
- الاعتماد بشكل مبالغ فيه على وجهة نظر الأهالي من أي من الطرفين وخصوصًا الرجل المطالب بأن تكون لديه شخصية قوية ورأي نافذ ومصدق.
- وصول أي طرف من الطرفين إلى الاعتداء لفظيًا أو جسديًا على الطرف الآخر، أو وصول أي من أفراد العائلتين إلى هذه الدرجة.
- لا تكون الخلافات الفكرية في كثير من الأحيان مدعاة لفسخ الخطوبة أو إنهاء العلاقة، ولكن عند مستوى معين من تلك الخلافات يصبح إكمال العلاقة مستحيلًا، مثل أن يكون أحد الطرفين متدينًا جدًا والآخر ملحدًا أو أشياء من هذا القبيل.
اقرأ أيضًا: إتيكيت التقدم لخطبة فتاة "عروس المستقبل"
ما هي اختبارات الخطوبة؟
فيما يتعلق بالرجل فقد أوجز رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم اختبارات الخطوبة في أن تكون المرأة التي يتقدم لها على درجة مرضية من الدين، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
في عصرنا الحالي ومع اتساع المدن وصعوبة الوصول إلى ما يسمى بـ"أصل وفصل" كل طرف، تكون الاختبارات الأولية للأخلاق والطاعة هو ما يمكن عمله.
الرغبة في أن يكون الطرف الآخر على درجة من الأخلاق والدين أمر مطلوب في اختبارات الخطوبة.
أحيانًا تأتي مشكلات الخطوبة من هذه الاختبارات، فلا يجدر بالرجل أن يكون فظًا وهو يجريها حتى لا يعرض كرامة الطرف الآخر لجرح الكبرياء أو ما شابه ذلك.
أيضًا فيما يتعلق بالمرأة، من الصعب أن تجد شابًا كامل الأخلاق طيلة تاريخه، لأن الشباب بطبيعة الحال أكثر اختلاطًا بالمجتمع على ما ينطوي عليه هذا الاختلاط من إيجابيات وسلبيات من الضروري أن تفطن لها لحظة اختيارها.
وديننا الإسلامي يضع إطاقة النكاح و"استطاعة الباءة" والخلق والدين إطارًا هامًا للقبول بأي متقدم للزواج، وكفى بتلك الخصال إن تم اختبارها بشكل صحيح أن تكون من أهم اختبارات الخطوبة وأكثرها دلالة على تلافي مشكلات الخطوبة قدر المستطاع، لأن الطرفين يملكان الحد الأدنى من التربية المشتركة القائمة على احترام الآخر وتوقيره.
اقرأ أيضًا: أول فتاة عربية تتقدم لخطبة رجل !
لماذا تكثر المشكلات في فترة الخطوبة؟
الحقيقة أن كل مرحلة في العلاقة بين الرجل والمرأة لها مشكلاتها المبررة، فما يكون مشكلة في فترة الخطوبة، قد يختفي تمامًا بمجرد دخول الزوجين عش الزوجية.
هناك عديد من الأسباب التي تفاقم مشكلات الخطوبة، منها على سبيل المثال تقلب المشاعر فترة الخطوبة وإحساس الطرفين بالاستعجال في اتخاذ خطوة رسمية، وهذا الشعور يسيطر على الرجل في كثير من الأحيان على وجه الأخص، بينما تكون المرأة مستعدة لبذل كل المجهود لإقناع الرجل بجدوى الخطوة.
في بعض الأحيان أيضًا يكون تقلب المشاعر ظاهرًا في هيئة رفع مستوى التوقعات إلى مستوى لا يستطيع أي من الطرفين الوصول إليه، سواء من الناحية المادية أو من ناحية المشاعر. ففي فترة الخطوبة تكون هناك توقعات عالية من الطرفين. الكل يرى أن الطرف الآخر سيبذل له كل ما يملك ولكن فترة الخطوبة ليست لهذه الأغراض إن عرفنا غرضها الرئيس بنسبة 100%.
هذا يحيلنا إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية، ألا وهي أن فترة الخطوبة تكون مشوبة دائمًا بعقد المقارنات، كل طرف يرى ما فعله خطيبه\خطيبته بعين التقصير، لأن هناك أطرافًا أخرى في حياتهم تفعل الأمور بشكل أفضل في فترة الخطوبة، متغافلين في ذلك عن أمور معيارية بالغة الأهمية وخلافات جوهرية لا يصلح أن نتناساها في كل الأوقات.
اقرأ أيضًا: الرومانسية تتجه شرقاً.. عربي يفاجئ حبيبته بخطبة في أعماق البحر (فيديو)
متى تفسخ الخطوبة؟
تحدثنا عن علامات الخطوبة الفاشلة، ومن الأولى أن تفسخ الخطوبة تمامًا فور ظهور أي من هذه العلامات أو مجموعة منها.
علامات مثل الاعتداء اللفظي أو الجسدي، أو عدم الرغبة في سماع وجهة النظر الأخرى، أو الإهانة بالمستوى الاجتماعي أو الخلافات الشديدة للغاية بين الأهالي، كل هذه علامات تشير إلى استحالة إكمال الخطوبة بمستوى مرضٍ على الأقل، وهنا يكون فسخ الخطوبة أفضل حل لتجنب مشكلات من عيار أثقل في المستقبل فور إتمام الزواج.
طرق حل المشكلات في فترة الخطوبة
ولكن ماذا عن مشكلات الخطوبة الأكثر سهولة؟ لا بد أن نصل فيها لحلول كي لا نقف عند كل منزلق ونصبح عرضة للوقوع وانتهاء العلاقة.
الشعور بالضيق فترة الخطوبة أمر طبيعي لا بد أن نتعامل معه، ولا بد أن نتعامل مع أن الصبر والاحتواء هو الأهم. إطالة فترة الخطوبة مثلاً وفق الظروف والاتفاقات يكون مدعاة لهذا الأمر، ويكون على الرجل الجزء الأكبر من عملية الاحتواء تلك.
اقرأ أيضًا: عندما يكون الصمت قاتلاً في العلاقة الزوجية.. كيف تتغلب عليه؟
التناصح وتذكير النفس والأهالي بضرورة احتواء أي خلاف أمر ضروري لعملية الحل، حتى لا تتفاقم مشكلات الخطوبة.
الطرفان لا بد أن يعلما أن فترة الخطوبة جُعلت للاختبار ولمعرفة الطباع وأن هناك هامشًا للرفض وإنهاء العلاقة دائمًا، وأن هذا أولى من أن يقام بيت زوجية فاشل، ينتهي بطلاق قريب، وأطفال محرومين من أبسط الحقوق، أن يجدوا أباهم وأمهم تحت سقف واحد.