10 قواعد للتعامل مع الأشخاص ذوي الطباع الحادة
تمتلئ الحياة بالتحديات دائماً، وأحد هذه التحديات هو التعامل مع مختلف الأشخاص بها، إذ لا يمكنك اختيار جميع الأشخاص الذين تلتقي معهم، بسبب الدراسة أو العمل أو كونهم مصدرا مهما في شبكة علاقاتك. في بعض الأحيان قد تجد صعوبة في التعامل مع بعض الأشخاص بسبب طباعهم الحادة، ولن يكون الحل الأمثل طوال الوقت هو الابتعاد عنهم. إذاً كيف يمكنك التعامل مع الأشخاص الغاضبين في الحياة بالطريقة الصحيحة؟ إليك هذه القواعد العشر.
لماذا نحتاج إلى التعامل مع الأشخاص ذوي الطباع الحادة في الحياة؟
قد يكون الحل المفضل بالنسبة للعديد هو التجاهل دائماً، وهو بالفعل أحد الحلول، لكنه ليس الاختيار الأفضل باستمرار. يعتمد الأمر على سياق المواقف التي تجمعنا بهؤلاء الأشخاص، ولماذا نحتاج إلى التواجد معهم من البداية.
إذ ربما يكون الرابط بينك وبينهم أكثر مما يمكن إنهاؤه، مثلاً كون هذا الشخص هو أحد الأفراد في عائلتك، وأنت تحبه وترغب في مساعدته. قد يكون الشخص هو أحد الزملاء في العمل، ولن تستقيل من عملك بسبب هذا الأمر، إذ من المتوقع اللقاء مع الأشخاص ذوي الطباع الحادة في كل مكان.
لذا، امتلاك قدرة التعامل مع الأشخاص الغاضبين هي مهارة حياتية مهمة، يحتاج إليها الجميع، فهي تزيد من قدرتهم على حل المشكلات التي تواجههم في الحياة، نتيجة المواجهة والتعامل مع الأشخاص ذوي الطباع الحادة، وتزيد من قدرتهم على التكيف مع المواقف المختلفة.
10 قواعد للتعامل مع الأشخاص ذوي الطباع الحادة: اختر ما يناسبك
لا توجد قاعدة محددة كقاعدة مثالية أبداً. اجعل الأمر يعتمد على الموقف واحتياجاته، وكذلك قدرتك على التعامل في هذا الوقت. افهم الحلول والقواعد المتاحة لك، واختر منها ما يناسبك للتعامل به وفقاً للموقف. إليك هذه القواعد العشر.
القاعدة الأولى: الاستماع وعدم الحكم
بالطبع الاستماع هو أمر هام جداً فيما يتعلق بعملية التعامل مع الآخرين بصفة عامة، إذ دائماً ما يكون السبب في تهيئة الفرصة لحديث مثالي بين الطرفين، يقوم على التواصل الفعال وحسن إبلاغ الرسائل التي توجد لدى كل شخص. لذا، القاعدة الأولى في التعامل مع الأشخاص الغاضبين هي الحرص على الاستماع جيداً إلى ما يقولونه، والانتباه لجميع التفاصيل في الحديث.
حتى تقدر على فعل ذلك بالطريقة الصحيحة، فأنت بحاجة إلى تجنب الحكم عليهم، وألّا تصدر أحكاماً متسرعة أو مطلقة بشأنهم. مثلاً إذا كنت تتعامل مع شخص غاضب الآن، فهذا لا يعني كونه كذلك طوال الوقت، لكن ربما حدثت معه بعض الأشياء، التي دفعته إلى التصرف بهذه الطريقة الغاضبة.
القاعدة الثانية: فهم الاحتياج الخفي من الحديث
إذا نجحت في تطبيق القاعدة الأولى، سيكون بإمكانك تطبيق هذه القاعدة بعد ذلك. إذ من خلال الاستماع والانتباه للتفاصيل، مع عدم الحكم على الشخص، ستقدر على إدراك وجود أسباب معينة تدفع الشخص إلى التصرف هكذا، وستحاول من خلال الحديث معه إدراك هذه الأسباب، وفهم الاحتياج الخفي لدى الأشخاص من خلال حديثهم.
على سبيل المثال قد يكون السبب الذي يجعل الشخص يتفاعل معك بطريقة غاضبة، هو وجود مشكلة لديه مع أسرته في المنزل بسبب ضغط الإنفاق، أو بسبب خوفه من خسارة عمله. عندما تفهم الاحتياج الخفي من الحديث، ستقدر على تقديم الدعم والمساندة بطريقة صحيحة.
القاعدة الثالثة: الهدوء والاحترام في التعامل مع الموقف
إذا اخترت التعامل مع الأشخاص الغاضبين في أي موقف، أو حتى كنت مجبراً على ذلك بسبب طبيعة الموقف نفسه، فمن المهم إدراك قيمة الهدوء، وتذكّر رغبتك في تقديم المساعدة له. لذا، من الجيد التعامل باحترام مع الموقف حتى يمكن تجاوزه بنجاح. من أهم السلوكيات التي تساعدك على فعل ذلك:
- عدم الرد على الغضب بغضب مماثل، حتى لا تتفاقم الأمور. ذكّر نفسك بالهدف النهائي من الأمر، وتحلَّ بالهدوء والصبر بدلًا من ذلك.
- تجنب الضحك أو إظهار أي ردة فعل قد تُفهم على أنّها عدم احترام أو تقليل من المشكلة التي يمر بها الآن.
- لا يوجد أي داعٍ للرد على الموقف بدفاعية، فأنت في النهاية تحاول تقديم المساعدة ليس إلّا، فلست في موضع إدانة حتى تدافع عن نفسك.
القاعدة الرابعة: البحث عن المساعدة لهم
إذا كنت ترغب في تقديم الساعدة للأشخاص الغاضبين، فهذا لا يعني بالضرورة أنّك الشخص الذي يجب عليه فعل ذلك. ربما يكون دورك الأساسي هو الاستماع إليه وتهدئته، ومحاولة فهم الدوافع والاحتياجات التي يملكها، ومن ثم بعدها يمكن إحالة الأمر لمن يقدر على تقديم المساعدة.
مثلاً إذا شعرت بأنّ الأمر يتطلب تدخلاً من طبيب أو من المدير أو من سلطة أعلى منك بصفة عامة، فعليك بالتفكير في الإجراء المناسب، واختيار الطريقة الصحيحة لعرض الأمر على الشخص، وإقناعه بجدوى هذا الحل وملاءمته له.
القاعدة الخامسة: عدم استخدام الحلول والردود ذاتها مع الجميع
من الأشياء التي لا بد من إدراكها هي مدى الاختلاف بين الأشخاص، حتى لو بدت الأمور متشابهة كلياً. على سبيل المثال، قد تلتقي بشخصٍ انفعاليّ في أحد المواقف التي تجمعكما معاً، وتستخدم معه حلاً معيناً، وترى أنّ هذا الحل يقدم الفاعلية المطلوبة.
إذا تكرر الأمر مع شخص آخر، فلن يعني ذلك أنّ الحل السابق سيكون ملائماً له أيضاً، بالتالي لا تسارع لاقتراحه دون فهم، أو التأكد من إمكانية الاعتماد عليه. فكّر جيداً في الحلول المتاحة لديك، واختر منها ما يناسب الموقف الحالي فقط، دون النظر إلى الحلول وفقاً لفاعليتها السابقة.
القاعدة السادسة: استخدام الكلمات المناسبة
آخر شيء يريده الأشخاص الغاضبون هو الكلمات التي قد تثير غضبهم مرة أخرى. مثلاً في لحظات العصبية، عندما تطلب من الشخص التحلّي بالهدوء بلهجة آمرة، فقد يزيد هذا من المشكلة، لا أن يساهم في حلها. أو عندما تقول للشخص أنّك تفهمه دون أن يكون قد تحدث، فهو قد يشعر بأنّك لا تهتم على الإطلاق وترغب في إنهاء الحديث.
لذا، من الجيد الحرص على استخدام الكلمات المناسبة للموقف. بدلاً من قول: "أنا أفهمك". يمكنك التفكير في سؤال الشخص عن مشاركة المزيد معه، والاستماع إليه جيداً حتى ينتهي من سرد ما لديه بالكامل. يمكنك استخدام كلمات مثل: "أنا آسف"، أو "سأحاول مساعدتك على إصلاح هذا الأمر"، فيشعر الشخص بالدعم الحقيقي.
القاعدة السابعة: محاولة الوصول إلى جوانب مشتركة
تتشابه حكايات البشر في هذه الحياة، ولعل ما يُحكى إليك هو شيء أنت تعرفه نتيجة لمرورك به سابقاً، أو ربما توجد بعض الجوانب المشتركة بينك وبين المتحدث. من خلال الاستماع إليه، ستقدر على اكتشاف هذه الجوانب جيداً.
عندما تعرف الجوانب المشتركة بينكما، يمكنك استخدامها في التواصل مع الشخص. مثلاً إذا حكى لك عن ظرف معين مر به، وكان لديك موقف مشابه له، يمكنك في الوقت المناسب أن تشاركه بتجربتك. يخلق هذا بينكما قدراً من التواصل الفعّال، الذي يساهم في تسهيل المعاملات بينكما.
القاعدة الثامنة: وضع حدود في التعامل
في الكثير من الأحيان يكون الأشخاص الصعبون هم أشخاص في بيئة العمل لا في دائرة أقاربك، وبالتالي فهذا يعني ضرورة وجود حدود في المعاملات. مثلاً ما تقبله من صديقك المقرب وقت غضبه هو أمر مفهوم ومبرر، لكن لماذا تتقبل معاملة من أحد زملائك بقدر من التجاوز والحِدة؟
من الجيد وضع حدود في المعاملات من البداية، حتى تضمن قدرتك على تقديم المساعدة له بالطريقة المناسبة. وفي الوقت ذاته لا يتحول الأمر للانفعال غير المقبول بالنسبة لك. احرص على توضيح هذه الأمور له وللجميع، فتكوّن إطاراً يجمعكم باستمرار في أي معاملة.
القاعدة التاسعة: التجاهل وعدم التعامل
بالطبع لا يوجد ما يقول بضرورة التعامل مع الأشخاص الغاضبين، ومحاولة حل المشكلات التي تواجههم. أنت لست مضطراً لفعل هذا الأمر طوال الوقت، أو مع الأشخاص جميعهم، لا سيّما إذا كنت أنت أيضاً تمر بمشكلات، وبالتالي ستعجز عن تقديم المساعدة، وسيتحول الأمر لضرر مشترك.
لذا، إذا كنت ترى أنّ أحد المواقف يحتاج إلى التجاهل، فلا يوجد أي عيب في ذلك، بل يمكنك فعله بالطبع دون الشعور بأي ندم أو غضب من نفسك لفعل هذا الأمر. في بعض الأحيان تكون هذه هي المساعدة المثالية التي تقدمها إلى نفسك وإلى الأشخاص الحادين، بدلاً من المواجهة وانتهاء الأمر إلى نتائج سلبية.
القاعدة العاشرة: البحث عن المساعدة لك
يُنتج التعامل مع الأشخاص الحادين الكثير من المشاعر السلبية لديك، وبالتالي قد يؤثر الأمر عليك مع تكرار التجارب. لذا، من الجيد البحث عن المساعدة لك بعد الانتهاء من هذه المعاملات، أو حتى عندما تشعر بوجود مشكلة لديك بسبب الأمر.
يمكنك اختيار أحد الأشخاص الذين تثق بهم في حياتك، وتطلب منهم الدعم والمساندة، مثلاً تشاركهم بما حدث وتتلقى الدعم والتأييد منهم، أو حتى تسألهم عن نصائح ومقترحات بالنسبة لك. سيساعدك ذلك على تجاوز التعامل مع الأشخاص الغاضبين دون أن يترك لك الكثير من المشاعر السلبية أو المشكلات النفسية.
ختاماً، لا أحد يحب اختيار التعامل مع الأشخاص ذوي الطباع الحادة، فهو ليس بالخيار السهل ولا الهين أبداً، لكن في الوقت ذاته تفرض الحياة بعض التحديات على الإنسان. لذا، يمكنك من خلال هذه القواعد، اختيار الطريقة المناسبة بالنسبة لك وفقاً للموقف، فتقدر على الخروج بأفضل نتيجة من معاملاتك مع هؤلاء الأشخاص.
المصادر: