محمد نصار يكتب:منصبك الجديد ينتظر
قد تكون مديراً محترفاً نشيطاً ومنجزاً لكنك لم تحصل على ترقية في وظيفتك منذ سنوات، يؤرقك ذلك بلا شك.. ولو سألت مديراً يعاني المعضلة ذاتها عن السبب لا تسترسلْ في عدّ الأسباب .. وما أكثرها (محسوبيات .. علاقات.. حظوظ ووو ) لكن اسمحوا لي أن أتحدّث عن سبب واحد فقط.. ربما -وأؤكّد هنا على "ربما"- يقف حائلاً بينك وبين مكتبك الجديد..
خليفتك غير جاهز.. بديلك غير متوفر.. أنت الأنسب حاليّاً وليس هناك من يحل مكانك، ومديروك في حيرة.
تخيل أن اسمك كان مطروحاً لإدارة إحدى المؤسسات الكبيرة التابعة للمجموعة التي تعمل فيها .. لكن أحد أعضاء مجلس الإدارة قال إنّك ممتاز ومحترف، والمشكلة الوحيدة أن الإدارة لن تستطيع حاليّاً أن تؤمّن من هو في خبرتك لشغل منصبك.. عضو مجلس إدارة ثان قال: دعونا نتريّث ونبحث عن شخص آخر.
إذاً ماذا تنتظر؟ أحضر بديلك، علمه ودرّبه.. امتلك الشجاعة والحكمة لفعل ذلك.
خذه معك إلى الاجتماعات المهمة ، قدمه إلى أهمّ العملاء، أعطه المزيد من المسؤوليات، قدمه على أنه بديلك المحتمل.. خليفتك داخل الفريق.. والأهم طوّر مقدرته على التواصل مع الإدارة العليا كقائد يخلفك... وكأنك تقول لإدارتك: أنا جاهز للمنصب الجديد.
هذا بلا شك بحاجة إلى أشخاص أقوياء يثقون بأنفسهم وأصحاب نيّات سليمة وفطنة وكياسة، يتقنون اختيار من لا يبصقون في البئر التي يشربون منها.
هذا النوع من الأشخاص ترغب فيه أي إدارة في أي شركة لتسلُّم أعلى المراكز القيادية.
شخصيّاً أرى من غير الحكمة أن تبكي وتشتكي أمام رؤسائك سوء أحوال موظفيك وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية، وأنهم يعيشون الضياع من دونك، وأنك فارس الإدارة الأول ومنقذها في هذا القسم.. أنت بذلك تحكم على نفسك بالبقاء في موقعك الحالي.
مهما كانت الوظيفة الإدارية التي تشغلها الأمر ينطبق عليك.
في الإدارات المتطورة تدفع إدارة الموارد البشرية باتجاه وجود بديل قوي لكل مدير من المديرين ليسهل عليها نقل الكفاءات لمناصب أرفع.
قطعاً سيقول قائل: "أحضر بديلي وأحفر قبري بيدي؟".. أعذرك إذا قلت ذلك.. وأكرر أن القوي المتمكن وحده من يتجرأ على ذلك، لأنه يبني جسراً نحو منصبه الجديد الذي يريد.