أساليب القيادة (5): كيف ينتج أسلوب الديموقراطية أفضل النتائج في العمل؟
يدرك أي قائد أنّ إفساح المجال للأفراد في العمل، يؤدي إلى تحقيق أفضل النتائج، لأنّ الموظف يشعر بحرية وقدرة على العطاء غير المحدود، وبالتالي يبذل قصارى جهده في تنفيذ المهام المختلفة، لذا يستخدم القادة أسلوب الديموقراطية في إدارة الفرق داخل الشركة، حيث يمنح كل فرد فرصة للمشاركة في صناعة القرار.
أسلوب الديموقراطية: هيا بنا لنفعلها معًا
يعتبر الهدف الرئيس للقادة الذين يستخدمون أسلوب الديموقراطية هو بناء الالتزام وإنتاج أفكار جديدة مع فريق العمل، من خلال منحهم الفرصة للمشاركة في عملية صنع القرار، بدلًا من إلزامهم بتنفيذ المهام المسنودة إليهم طبقًا لرؤية القائد.
في هذا الأسلوب فإنّ القائد يثق في قدرة الأفراد على اتّخاذ القرارات الملائمة لأنفسهم ولفريقهم داخل العمل، وبالتالي يفسح المجال لهم لفعل ذلك، ويحرص دائمًا على أن يصل إلى القرار النهائي من خلال التوافق في الآراء بين أفراد الفريق.
كما أنّ القائد الديموقراطي يهتم بأن يكون مع فريقه دائمًا، فيعقد اجتماعات من أجل الاستماع إليهم، ويضع مخاوفهم في الاعتبار أثناء تنفيذ المهام المختلفة، ويحرص دائمًا على مكافأة الأفراد عندما يؤدون مهامهم بشكل صحيح، ونادرًا ما يستخدم طرقا للعقاب.
متى يكون هذا الأسلوب فعّالًا؟
يمكن أن يكون الأسلوب الديموقراطي فعّالًا عندما يكون أفراد الفريق من أصحاب الكفاءات العالية، وبالتالي يمكن الاستفادة من مساهمتهم في اتّخاذ القرارات، بفعل الخبرات والقدرات التي يتمتعون بها، فهم يعملون معًا للوصول إلى أفضل التصورات المناسبة للتنفيذ.
كما يكون هذا الأسلوب فعّالًا عندما يكون القائد في حالة من الحيرة بشأن أفضل الطرق التي يجب اتّباعها، وبالتالي يكون في حالة بحث عن أفكار من الآخرين، فيمكن من خلال إشراك فريق العمل ومطالبتهم بتقديم آرائهم أن تساعد القائد في اتّخاذ القرار المناسب.
في الأغلب يأتي هذا الأسلوب بعد استخدام أسلوب الرؤية، حيث يكون الفريق قد فهم الرؤية الخاصة بالشركة، وبالتالي يمكنهم العمل على تحقيقيها مع وجود ضمان لكون قراراتهم دائمًا ضمن أهداف الشركة طالما مبنية على الرؤية، فيصبح أسلوب الديموقراطية في أعلى درجات فاعليته.
متى لا يكون هذا الأسلوب فعّالًا؟
يقوم أسلوب الديموقراطية على كون الأفراد مؤهلين ويمكنهم اتّخاذ القرارات، فمقدار الخبرة الموجود لديهم هو عامل رئيسي في نجاح القرارات، وإلّا فيمكن أن تؤدي قراراتهم إلى حدوث أزمة، وهذا ما قد يجعل الأسلوب غير فعّال في حالة نقص الكفاءة لدى فريق العمل.
كما أنّ عملية التفكير الجماعي واتّخاذ القرارات ضمن الفريق ستحتاج إلى وقت طويل حتى يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن ما يمكن تنفيذه، وهذا قد لا يتناسب مع أوقات الأزمات، حيث لا يوجد مجال أو وقت ليضيع في محاولة تنسيق الآراء، فيكون الأسلوب غير فعّال.
كيف يمكنك تطوير هذا الأسلوب داخل العمل؟
العمل مع الفريق أمر جيد للغاية، لكن عليك دائمًا أن تفهم الوقت المناسب لفعل ذلك، وأن يكون لديك القدرة على تحديد إن كان أفراد الفريق مؤهلين لمساعدتك في اتّخاذ القرارات أو لا، حيث بعض القرارات لا يكون متاحًا لك إشراك الجميع، فيجب أن تفهم من البداية متى يمكنهم التدخل.
كذلك يجب أن يكون لديك القدرة على تشجيع مشاركتهم معك، وأن تفعل ذلك بصورة ممنهجة تضمن لك اشتراك الجميع في عملية اتّخاذ القرار. يمكنك تطوير هذا الأسلوب من خلال الطرق التالية:
1- تبادل المعلومات: يمكن للأفراد المشاركة في اتّخاذ القرارات عندما يكون لديهم المعلومات الكافية لذلك، لذا تعلّم دائمًا كيف تعقد اجتماعات لتبادل المعلومات في الوقت المناسب، بحيث يكون الجميع مشتركين معك في القرار ولديهم اطلاع بكل التفاصيل التي ستؤثر على اتّخاذهم القرار.
2- تعلّم إدارة الاجتماعات جيدًا: لا شك أنّ الاجتماعات تضيّع الكثير من الوقت في بعض الشركات، لا سيّما باستخدام أسلوب في القيادة مثل أسلوب الديموقراطية، حيث تحتاج دائمًا لوقت طويل يمكن للأفراد المشاركة من خلاله في عملية اتّخاذ القرار، لذا عليك أن تتعلّم كيف تدير الاجتماعات وتخطط لها، بحيث يمكنك إنجازها في أسرع وقت، مع الحفاظ على مشاركة الجميع، يمكنك أن تستخدم منهجيات مساعدة مثل منهجية "قبعات التفكير الست".
3- تعلّم كيف تتعامل مع مشاركات الفريق: من المهم أن تتيح الفرصة دائمًا للفريق لأن يشترك معك في اتّخاذ القرار، وأن توفر لهم المعلومات المطلوبة، مع السماح لهم بعرض رؤيتهم وأفكارهم وطرح الأسئلة التي تساهم في البناء، وكذلك التفرقة بين المداخلات المفيدة من الفريق، وبين المداخلات التي تضيّع الوقت.
4- تأكد من الاستماع للجميع: قبل أن تأخذ أي قرار في العمل، فعليك أن تتأكد من الاستماع إلى مشاركات جميع الأفراد الذين ترى أنّهم مهمين بالنسبة لك في عملية اتّخاذ هذا القرار، وبالتالي تضمن أعلى درجة من الفاعلية في القرار النهائي.
يعتبر الأسلوب الديموقراطي من أنجح أساليب القيادة التي يمكن الاعتماد عليها، وذلك لأنّه يمنحك الفرصة دائمًا لأن تضع الأفراد والنتائج في المقدمة في آنٍ واحد، فتضمن رضا الأفراد داخل العمل، وتضمن النتائج الجيدة للشركة.
لمتابعة بقية السلسلة:
أساليب القيادة (1): متى يصبح أسلوب ضبط الوتيرة مناسبًا لشركتك؟
أساليب القيادة (2): لماذا يجب أن تستخدم أسلوب الأمر في الأزمات فقط؟
أساليب القيادة (3): كيف تستخدم أسلوب الرؤية لتحقيق الأهداف بعيدة المدى لشركتك؟
أساليب القيادة (4): لماذا يحب الفريق أسلوب التآلف في القيادة؟
المصادر: