باولو كويلو يكتب: قلبك
ممّ أعاني؟؟
جمع أحد النساك تلاميذه، ليعلن أنه تعلم أخيراً كيف يجعل من حوله يحبونه. ظنّ الجميع أن أمراً جللاً حدث، لكنه طمأن الجميع.
قال: في الحقيقة، اليوم ، حين كنت أهمّ بمغادرة المنزل، لشراء بعض الحاجيات، فرأيت جارتي تتحدث إلى ابنها، وسألته: هل تحبني؟
قال ابنها: نعم. فقالت بإصرار: هل تعرف ما الذي يجعلني أعاني؟
ليس لدي أي فكرة؛ أجاب ابنها.
كيف يمكنك أن تحبني، إن لم تكن تعرف ما يجعلني أعاني؟ حاول أن تعرف سريعاً ما يجعلني أعاني، ليكون حبك بلا شائب ة
وخلص الناسك إلى أمر هو: الحب الحقيقي هو الذي يستطيع دائماً تجنيب الفرد الألم غير الضروري.
الشفاه المغلقة
جاء إلى الناسك تلميذ يشتكي: أنا غير قادر على التحدث إلى الله.
قال الناسك: هذا يحدث في كثير من الأحيان.. نشعر بأن أفواهنا مختومة، أو أن الكلمات لن تأتي. ومع ذلك، فإن الحقيقة البسيطة المتمثلة في بذل جهد للتغلب على هذا الموقف، هي فعل حميد.
لكن هذا لا يكفي؛ أصرّ تلميذه.
رد الناسك: أنت على حق؛ في تلك اللحظات، ما ينبغي أن نفعله، هو أن نرفع وجوهنا ونقول: يا ربي، أنا بعيد عنك، لدرجة أنني لا أستطيع أن أؤمن بصوتي.لأنه في الحقيقة، يستمع الله ويجيب في كل وقت. نحن الذين لا نستطيع التحدث، خوفاً من أنه لن يهتم.
صلاة القطعان
يُروى أن راعياً دعا قائلاً: يا سيد الكون، إذا كان لديك قطيع، فسأحرسه بلا مقابل،لأني أحبك.
وفي يوم من الأيام، سمع رجل حكيم صلاته الغريبة، وقلق من دعاء الراعي غير اللائق، علمه الدعاء الذي يعرفه. ومع ذلك، بمجرد أن افترقا، نسي الراعي الدعاء الجديد. ولخوفه من الإساءة، قرر إيقاف أي دعاء تماماً.
في تلك الليلة بالذات، رأى الرجل الحكيم مناماً جاء فيه "من سيحرس قطعان الرب؟ لقد دعا الراعي بقلبه وأنت علمته أن يدعو بفمه فقط."
في اليوم التالي، عاد الرجل الحكيم إلى الحقل، واعتذر إلى الراعي، وأدرج دعاء القطيع في قائمة أدعيته الخاصة.