ماذا يفعل الناجحون عندما يكرهون وظائفهم؟
لا يوجد شخص على وجه الأرض لا يمر بمشاكل في عمله، المشاكل المتعلقة بالعمل أمر طبيعي ومنطقي بالنظر إلى حجم الضغوطات التي نتعرض لها والأزمات التي نمر بها بصور يومية. لكن ماذا لو تحولت هذه المشاكل إلى أمور تؤرقك وتجعلك تشعر بالقلق طوال الوقت، وتصيبك بالتوتر الدائم، ما يؤثر على حياتك؟ حسناً هناك خياران لا ثالث لهما، إما أن تتقبل الأمر الواقع وتبقى في وظيفتك حتى يحدث أمرٌ ما، أو إنك تغامر بكل شيء وتتركها.
عادة ما يلجأ الأغلبية إلى الخيار الأول ويبقون في وظيفتهم، ويتجاهلون الأوقات العصيبة التي يمرون بها في العمل، على أمل أن يكون الآتي أفضل، ولكن مع زيادة تلك اللحظات الصعبة والمملة، يتسلل إلى أنفسهم شعور بأن طاقتهم في العمل بدأت تقل شيئاً فشيء، ثم تدرك بمرور الوقت أنك غير سعيد في تلك الوظيفة.
ومما لا شك فيه أن هذ الأمر شائع، إذ قامت مؤسسة جالوب باستطلاع أظهر أن 34 بالمئة من الأمريكيين يعانون من تلك المشكلة، ما يعني أن66 بالمئة فقط يتقبلون وضعهم الوظيفي الراهن.
كما وجد الاستطلاع أن تلك النسبة الراضية عن وضعها الحالي، تتظاهر بأنها تتقبل الأمر فقط، لاسيما وأنهم يقومون بعمل آخر إلى جانب عملهم الحالي، ما يعني أنهم يظهرون عكس ما يبطنون، وبأنهم في قرارة أنفسهم لا يتقبلون عملهم وغير راضين عن وضعهم الحالي.
أكبر خدع المديرين.. اعتبار الوظيفة غاية أسمى يؤثر سلبا على الأداء
ماذا يفعل الناجحون عندما يكرهون وظائفهم؟
وهنا يأتي السؤال، ماذا نفعل عند شعورنا بالفتور تجاه عملنا؟ وماذا يفعل الناجحون أصحاب الشغف عندما يريدون بناء مسيرة مهنية جيدة؟ وُجد أن هؤلاء الأشخاص يتعاملون مع هذه المشكلة بطريقة إيجابية ويبدأون في اتخاذ العديد من الخطوات لحلها.
الخطوة الأولى
عند شعورك بالشك في رضائك بوظيفتك، لا تتجاهل هذا الشعور لاعتقادك بأن المشكلة ليست كبيرة، وأن هذا الشعور بعدم الرضا هو شعور وهمي، لأنك ربما أول مرة تختبر هذا الشعور، لذا قد تكون في حاجة إلى مساعدة.
وتستطيع الآن تقييم نفسك في العمل دون الحاجة إلى شخص آخر، بإمكانك تحميل تطبيق تعقب الأداء على هاتفك المحمول، وهو عبارة عن تطبيق تقوم فيه بتسجيل أداء عملك خلال أسابيع، وستحصل على البيانات التي تحتاجها لفهم مشاعرك وتشخيصها بدقة.
هل تبحث عن عمل؟ إليك أفضل 7 مواقع إلكترونية لإيجاد الوظيفة المناسبة
الخطوة الثانية
من السهل عند شعورك بهذه المشاعر السلبية إلقاء اللوم على الآخرين أو على الظروف الخارجية، وربما سوف تجد نفسك تربط هذا الشعور بزملائك بالعمل أو بمديرك.
ولكن يجب عليك أيضا التأكد من أن شعورك بهذا الاحساس غير نابع عن انعدام الثقة بنفسك، أو ناجم عن مشكلة عاطفية تواجهها أو بسبب الأشخاص المحيطين بك. في معظم الأحيان ستجد أن هناك مشكلة داخلية تواجهها وعند حلها ستقوم بخطو الخطوة التالية بكل ثقة.
الخطوة الثالثة
واذا قمت بتشخيص الموقف ووجدت أن وظيفتك أو زملاءك أو مؤسستك غير مناسبين لك، سوف تتمكن من اتخاذ القرار الصحيح حتى إذا كان صعباً وعواقبه مؤلمة. سوف تدرك أن عليك المضي قدماً وترك العمل وسوف تكون متحمسًا وواثقاً إزاء هذا القرار، ومتأكد أن هذا ليس له علاقة بقيمتك. وتأكد أنه لقد حان الوقت للانتقال إلى فرصة أكثر توافقًا مع من أنت.
الخطوة الرابعة
سواء كان قرارك البحث عن فرص عمل جديدة أو إعادة التفكير في طريقة عملك الحالي، فقد حان الوقت لاتخاذك قرارا، ومحاولة بناء وتطوير وتنفيذ خطة تناسبك. وننصحك باستمرار استخدام تطبيق تعقب أدائي لمساعدتك على فهم ذاتك.
تذكر دائماً
الحقيقة هي أن لديك قوة أقوى وأكبر مما تعلم. وأن هناك الكثير من الوظائف الشاغرة والأماكن التي تتمنى أن يكون شخص مثلك ضمن العاملين فيها، وسوف تسعد بوجود الموظفين الشغوفين الراغبين في بناء مسيرة مهنية لأنفسهم والحريصين على القيام بأعمالهم بنشاط وحماس. ولكن يجب أن تتعلم كيف تحقق النجاح، وألا تنتظر حدوث شيء ما لك، إنما يجب عليك أن تحدد الخطوات المطلوبة التي عليك القيام بها، ومعرفة كيف تمضي قدماً، يجب أن تكون مدافعا عن نفسك وتبحث باستمرار عن المشاريع والفرص والوظائف التي تناسبك بشكل كبير.
بمجرد قيامك بتلك الأربع خطوات ستجد أن السعادة في العمل ليست شيئًا يُترك للحظ. بل يجب عليك القيام بإجراءات استراتيجية قبل مرور وقت طويل.