العديد من الأسباب الكامنة وراء الأمر.. لماذا نتشاجر في العمل؟
الخلافات والمناقشات في محل العمل أمر صحي، ولكن القتال والمشاجرات ليس كذلك. التشاجر مع رئيسك أمر مُربك ومُدمّر تماماً مثل المشاجرة مع أحد أفراد أسرتك أو أحد الأشخاص المقربين إليك. كما أن القتال مع زميلك في العمل لا يختلف كذلك عن القتال مع صديقك. بغض النظر عن هوية الشخص الذي تتشاجر معه، فإن الأمر سوف يؤثر عليك سلباً ويسلبك قدرا كبيرا من طاقتك وجهدك.
نظراً إلى أننا نقضي فترات طويلة من يومنا في العمل، فإنه علينا بطبيعة الحال، أن نتعلم كيفية التعامل مع المشاجرات والقتال في العمل، ولكن أولاً علينا أن نُحدد المصدر الرئيسي الذي ينتج عنه الصراع، والأسباب النفسية الكامنة وراء حدوث المشاجرات، بعدها علينا العثور على طرق تمكننا من التعامل مع الآخرين، ومساندة زملائنا وتفادي حدوث هذه المشاحنات السلبية.
ماذا تفعل بعد محادثة مزعجة مع زميل العمل؟ 4 خطوات لا بد منها
لماذا يتشاجر الناس في العمل؟
الخلافات والصراعات التي تحدث في العمل أمر لا مفر منه، لعدة أسباب أولها تدفق المعلومات باستمرار واختلاف طريقة تعامل كل منّا معها، وضرورة التغيير المستمر والمناقشة الدائمة. في عالم مثالي، سوف نتعامل مع هذه الأزمات والصراعات بطريقة منطقية، وسوف نتصرف كأشخاص بالغين ونتواصل مع بعضنا البعض بأكثر الطرق حضارية، إلا أن هذا لا يحدث، لأننا لا نعيش في عالم مثالي كما أننا لسنا مثاليين. يوجد أسباب عديدة وراء حدوث الصراعات في العمل مثل عدم الأمان، الرغبة في السيطرة والمزيد من السلطة، ووضع أنفسنا في موضع الضحية.
عدم الأمان
جميعنا نشعر بعدم الأمان إزاء أمر ما، وعندما يسيطر علينا هذا الشعور، فإننا نجد أنفسنا نتصرف بطرق غير منطقية، لاسيما وأننا نعمل على إخفاء أخطائنا، ونتجنب النقاش الصحي، وربما نشن هجوماً لا داعي له على الطرف الآخر رغبة في الدفاع عن أنفسنا.
الرغبة في المزيد من السلطة
يريد معظم الناس أن يشعروا بأن لديهم القدرة على السيطرة على حياتهم وأفعالهم، سواء كان ذلك في العمل أو المنزل. دائماً ما نسعى إلى أن يكون لنا تأثير. نريد مساعدة الناس على تحقيق أهدافهم، ونريد الشعور بالاستحقاق والتقدير. ومن الطبيعي والصحي أن نبحث عن طرق للتأثير على الناس ومساعدتهم، ولكن في بعض الأحيان يتحول الأشخاص الذي يحصلون على بعض السلطة إلى أشخاص مُجردة من المشاعر الإنسانية، ويبذلون كل جهدهم من أجل الحصول على المزيد من السلطة، لذا لا يجدون أي مشكلة أو مانع في استخدام الآخرين وإيذائهم دون الشعور بأي ذنب.
الرغبة في عيش دور الضحية
في كثير من الأحيان يُحب بعض الأشخاص أن يعيشوا دور الضحية، ويتحدثوا عن أن الكون كله يُحيك مؤامرة ضدهم، ولا يتوقفوا عن الشكوى والتذمر من كل شيء، ويجدون في ذلك الأمر لذة غريبة من نوعها. راقب تصرفاتك وحدد ما إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يميلون دائماً إلى تصوير أنفسهم كأشخاص غير قادرين على القيام بأي شيء، وليس بأيديهم حيلة، وإذا وجدت نفسك كذلك، فمن الأفضل أن تتحدث إلى معالج نفسي لتعرف سبب ذلك.
ماذا يمكنك أن تفعل حيال الصراعات في محل العمل؟
أول شيء عليك القيام به هو الاعتراف بأن الخلافات الشديدة التي تواجهها في محل العمل حقيقية ومؤلمة كأي شيء آخر في الحياة. فقط فلنتوقف عن التظاهر بأنها أكثر نوعاً ما أكثر عقلانية، وبأنها أخف وطأة من الصراعات الأخرى التي نواجهها في أي مكان آخر.
ثانياً، نحتاج إلى أن نكون أكثر تعاطفاً مع الآخرين، أن نضع أنفسنا في مكانهم، ونفكر فيما يدفعهم إلى القيام بهذا الفعل أو ذاك، وما هي الأمور التي يشعرون بعدم الأمان تجاهها، بم ستشعر إذا كنت محلهم؟ لا تكن مُتحيزاً ولا تسمح لنفسك بأن تضعهم في قوالب نمطية تصنعها بناءً على استنتاجات وأفكار ليست منطقية.
وأخيرًا، تذكر أن مشاعرنا مُهمة، ويجب الاهتمام بها أولاً ودائماً، لذلك اعلم أن التعامل مع الصراعات التي تواجهها في العمل تبدأ بالوعي الذاتي. فكر فيما إذا كنت أنت الذي تشعر بعدم الأمان، أو أنك من تتعامل مع المشاكل بطريقة غير عقلانية. انظر في طريقة تعاملك مع المشاكل ومع الخلافات، هل تضع نفسك دائماً في موقف الضحية، أم إنك تتمرد وتثور؟
خلاصة القول، تأكد أن هذا النوع من الوعي الذاتي لن يُفيدك بمفردك، ولكنه سيعود بالنفع على زملائك والمنظمة التي تعمل بها أيضاً.