ماذا تفعل بعد محادثة مزعجة مع زميل العمل؟ 4 خطوات لا بد منها
لقد مررنا جميعاً بهذه المحادثة التي لا نندم فيها على كلماتنا وحسب، ولكننا نندم على أفعالنا وردود أفعالنا، ما يجرنا إلى دوامة من الطاقة السلبية يصعب الخروج منها.
انظر إلى هذا المثال، المحادثة التي دارت بين المديرين التنفيذيين فيشال وسونال، اللذين كانا زميلين في شركة تكنولوجيا متوسطة الحجم. خلال اجتماع الفرق التنفيذية، اقترح سونال فكرة جديدة تتضمن بعض الأمور التي يعمل عليها فريق فيشال بالفعل، فما كان من فيشال سوى مقاطعة سونال، وأخبره بأن فكرته سيئة للغاية، ورداً على ذلك رفع سونال صوته ورد عليه، وقال إن فريقه تأخر كثيراً في التنفيذ، وأنه تجاوز الموعد النهائي، واتهمهم بالتقصير.
مع احتدام الموقف، بدأ كل من فيشال وسونال في التحدث عن بعضهما البعض دون الاستماع إلى ما يقوله الآخر، وعندما انتهى الاجتماع، غادرا الغرفة دون اعتذار، في حين تظاهر الجميع بأنهم يهتمون بشيء ما في هواتفهم المحمولة.
في اليوم التالي، أعرب فيشال عن ندمه عما بدر منه من تصرفات. بالرغم من أنه كان يكره فكرة سونال، إلا أنه علم أن تصرفاته ورد فعله لم يكن مقبولاً أبداً. وشعر بالأسف والحرج إزاء ما قام به، وأراد الاعتذار من زميله دون أن يبدو في موقف ضعيف.
هناك الكثير من الأشخاص الذين يقعون في موقف فيشال وسونال، ولا يعرفون كيف يخرجون من الموقف المُحرج الذين وضعوا أنفسهم به؛ بسبب اندفاعهم وغضبهم، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الخطوات التي ستساعدكم على الخروج من هذا المأزق، وتصحيح الخطأ.
هل الاعتذار عن أخطائك يجعلك تبدو مديراً ضعيفاً في نظر موظفيك؟
اعترف بخطئك وامنح الآخرين مساحتهم
بمجرد أن تدرك أن المناقشة لم تسر على ما يرام، اعقد اجتماعا فرديا مع الشخص الذي اشتبكت معه، وتحمل مسؤولية أفعالك عن طريق الإقرار بالخطأ الذي ارتكبته، سواء قاطعت الشخص أثناء الحديث أكثر من مرة، أو انتقدت شخص بشدة، أو هاجمته أو قلت تعليقات لاذعة. ثم أبلغه بأنك تريد مناقشة المزيد من تفاصيل الواقعة معه؛ لتجنب تكرار نفس السلوك السلبي مرة أخرى في المستقبل.
بعد انتهاء الحديث أعط زميلك فرصة ومساحة لكي يُفكر فيما قلته، وحاول أن تفسر تعبيراته ولغة جسده لكي تعرف ما إذا كان يرغب في استئناف المناقشة، لا تحاول إجبار زميلك على قبول اعتذارك فورا.
سلط الضوء على الهدف العام وحاول التوصل إلى اتفاق
تجنب أن تبدو وكأنك تحاول استغلال الاجتماع الثاني لتؤكد أنك لست مُخطئا، على العكس تماماً ركز على الهدف الأساسي، على سبيل المثال أكد أنك تهتم كثيراً بأن تتعاونوا معاً؛ لأن هذا التعاون سيحقق الكثير من الفوائد. كذلك اسعَ ألا تنتهي المحادثة إلا بعد أن تتوصلا إلى اتفاق، اعمل على أن تتوصل انت وزميلك إلى استراتيجيات لتجنب الحوادث المستقبلية. كما سيكون من الأفضل أن تضعا بعض القواعد لكي تتفاديا حدوث المشاكل نفسها في المستقبل.
اعتذر وكُن مُمتنا
أغلبنا يعتذر ويعترف بالخطأ بسرعة عندما يشعر بأنه ورط نفسه في موقف مُحرج وتصرف بطريقة سلبية، ولكن الاعتذار لا يكفي لإصلاح الضرر الذي تسببت فيه. عليك أن تعترف بالدور الإيجابي لزميلك هذا وبتأثير مساهماته في نجاح العمل، كذلك عليك أن تُعرب عن تقديرك وامتنانك لهم لأنهم أعطوك فرصة ثانية لإصلاح ما أفسدته.
المساهمة في تأسيس العلاقات
لسوء الحظ، لا يبدأ الاجتماع التالي بالضرورة في أجواء صافية بعد المحادثات السلبية أو المشاجرات، لا تتوقع أن تذوب المشاعر السلبية أو تنتهي حالة الاستياء بسرعة، توقع أن الأمر قد يستغرق فترة من الوقت.
من أفضل الطرق المتبعة لتجديد الثقة هي تقديم المساعدات ومساندة الآخرين، وطلب المساعدات من زملائك في العمل، وأن تُقدر مساهماتهم.
في كل الأحوال، عندما تجد نفسك قد تورطت في محادثة غير مريحة أو سيئة، اتبع هذه الخطوات لإنقاذ العلاقة. وتذكر أنه يمكن لأي شخص أن يعيش هذه اللحظات ويمر بهذه المواقف، وأن يعاني من سوء التقدير ويقول الكلمات السيئة، وضع في اعتبارك أن هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون إصلاح الضرر والتخلص من السلبيات سيتمتعون بعلاقات أقوى مع زملائهم، كما أن الجميع سيحترمهم بصورة أكبر من غيرهم.