هل الكذب في العمل يؤتي ثماره؟ 4 طرق لتستعيد مصداقيتك
لا يوجد أحد لا يكذب، في المتوسط قد يكذب المرء مرة أو مرتين في اليوم. وبغض النظر عن الأسباب التي تدفع الناس إلى إخفاء الحقيقة، وعدد المرات التي يقومون فيها بذلك، فإن الأبحاث التي اُجريت في هذا الشأن تؤكد كلها أننا جميعاً نكذب. وبالنظر إلى انتشار الكذب في كل مكان، فإنه من المحتمل أن يتم الإمساك بنا في إحدى المرات.
مع ذلك، لا يتعامل العديد من الناس مع الأمور على هذا النحو. أغلب الأشخاص يعتقدون أن الكذب يؤتي ثماره وأنهم لن ينكشفون أبداً، وذلك بصفة رئيسية لأن الأمر يتطلب شخصاً يتحلى بقدرات خاصة لمواجهتنا. ولكن في كثير من الأحيان، تكون هناك إشارات ودلائل على أن هذا الشخص يكذب، ما يُثير الشكوك في نفوس الناس، ويجعلهم غير قادرين على الاقتناع بما يقوله الكاذب.
ماذا لو كُشفت حقيقتك؟
إذا وجدت نفسك تقول معلومات غير صحيحة، وتنكر الخطأ وتحاول تزييف الحقائق، وتبالغ في حجم مساهمتك في شيء ما، فلا تفترض أن الأمور ستكون على ما يرام بعد أن يهدأ الصمت المؤلم الذي يتعامل به معك الآخرون؛ لأن سمعتك تكون على المحك...
فيما يلي نساعدك على استعادة بعض مصداقيتك.
فكر في سبب الكذب
أولاً وقبل أي شيء، فكر في سبب الكذب. عندما سألت أحد زملائي في العمل الذين كذبوا من قبل عن سبب تزييفهم بعض المعلومات، أخبروني بأنهم شعروا بأنهم ليس لديهم خيار آخر. الكذب ليس شيئاً عشوائياً أبداً. وراء كل كذبة هناك العديد من الاحتياجات غير الملباة والتي نعتقد أننا نلبيها عندما نُخفي بعض الحقائق أو نزيف المعلومات. تحديد هذه الاحتياجات هو الخطوة الأولى لإيجاد طرق أكثر صحية لتلبيتها.
فكر في آخر مرة كذبت فيها في العمل. هل يرجع ذلك إلى أن مديرك ظلمك أو تجاهل وجودك؟ هل خفت من أن يكون الخطأ قد يُعرضك لانتقادات قاسية غير مُبررة؟ هل تعتقد أن المسؤولين يستخدمون سياسة "التعلم من الخطأ" مع أشخاص مُعينين دون غيرهم؟ وجد بحث اُجري على مدار 15 عاماً عن الكذب أن بعض الشركات تتبع أحياناً سياسات وتخلق أجواء تشجع على الكذب. على سبيل المثال، عندما تشعر أنك غير مُقدّر في العمل، وأنك مظلوم، فهذه الأحوال ربما تتزايد احتمالات كذبك أربع مرات تقريباً عن الطبيعي.
لا تدافع عن كذبك
مهما كانت دوافعك، تذكر أن تحديد أسباب الكذب لا يبرره على الإطلاق، لا تحاول أن تجد أسبابا تبرر شعورك الداخلي بالعار والذنب، لا تقل لنفسك عبارات مثل: "هذا ليس عدلاً، أنا لا أستحق هذا، ولماذا يجب عليّ كذا أو كذا؟. كلها أمور نستخدمها لكي نُبرر كذبنا.
إذا وجدت نفسك تدافع عن كذبك، تأكد أن هذه إشارة واضحة على أنك تتجنب شيئا أعمق كثيراً، عوضاً عن ذلك اسأل نفسك ما هي المخاوف الأساسية التي احاول حمايتها؟ وذكر نفسك أن الكذب سيؤثر سلباً على سمعتك وسيلحق بك الكثير من الأضرار.
تقييم ضرر الكذب
رغم أن هذا ليس سهلاً على الإطلاق، إلا أنه من المهم جدًا معرفة كيف تأثرت سمعتك بسبب الكذب. انتبه إلى الطريقة التي يتعامل بها معك زملاؤك. هل توقفوا عن الاهتمام برأيك؟ هل الأشياء التي تقولها والأمور التي تقترحها لم تعد مُهمة كما كانت في السابق؟ إذا شعرت أنك تفقد مصداقيتك مع مرور الوقت، فربما تشعر بأنك عليك أن تكذب من أجل استعادتها، هذا أمر طبيعي، إنها طريقة غريزية للمقاومة. لكن في حقيقة الأمر، فإن القيام بذلك لن يقود إلى أي شيء سوى المزيد من الضرر والخداع.
عوضًا عن ذلك، حاول أن تقيّم الفجوة بين السمعة التي تريد الحصول عليها والسمعة التي لديك بالفعل، وحاول أن تُصلح الأمر بطريقة صحيحة، وأن تتوقف عن الكذب لأنه لن يؤدي إلى أي شيء سوى زيادة الطين بلّة.
ابحث عن طريقة لإظهار صدقك
على الأرجح يتساءل زملاؤك والأشخاص المحيطون بك عما إذا كنت صادقاً فيما تقوله لهم وما قلته من قبل، لذلك عليك العثور على طريق تثبت لهم من خلالها أنك لست شخصاً كاذباً. أفضل طريقة للقيام بذلك هي اتباع وسائل وطرق أخرى لكي تُثبت لهم أنك ما زلت الشخص نفسه.
في كل الأحوال، عليك تحرير نفسك من هذه الدائرة المُظلمة وأن تخرج نفسك من هذه الحلقة المُفرغة، قم بتقييم الظروف وحدد الأسباب التي دفعتك إلى الكذب، وكُن صريحاً بشأن الاحتياجات التي تريد تلبيتها، وانقذ ما تبقى من سمعتك.