نشأ في الريف وتسرب من الجامعة.. ما لا تعرفه عن أصغر ملياردير في العالم
قلما نشاهد أو نسمع بملياردير حقق الثروة منذ شبابه إذ إننا تعودنا عندما نسمع بشخص ملياردير يتبادر أن عمره تجاوز الخمسين، لكن الشاب الأيرلندي جون كوليسون كسر تلك القاعدة، وبات مليارديرا وهو شاب في مقتبل العمر، ولم تتخط سنه الثامنة والعشرين.
ولد كوليسون في عام 1990 في مدينة كونتي ليمريك في ايرلندا، وترعرع في قرية ريفية، وتسرب من الجامعة وبعد التخرج من مدرسة ثانوية حكومية في مدينة ليمريك، كان اختياره للجامعات دليلا على طموحاته في الحياة حتى إنه قرر الدراسة في معاهد أمريكية عليا.
وعلى رغم أنه لا يملك علاقات عائلية في الولايات المتحدة، لكن جون نجح في التقدم بطلب لدراسة الرياضيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق في كامبريدج، بالقرب من بوسطن في عام 2007 وبعد ذلك بعامين، قبل في جامعة هارفارد ذائعة الصيت أيضا.
وأثناء تلك الفترة قام كوليسون وشقيقه باتريك بالتنافس في تقنية الترميز بهدف إتقان ودعم العديد من تطبيقات أنظمة الشراء، وفي عام 2007 أسس كوليسون شركة شوبا "Shuppa" مع أخيه الأكبر باتريك في ليمبريك، أيرلندا. وفي وقت لاحق، اندمجت الشركة مع أوكوماتيك "Auctomatic" التي يتم تمويلها من "Y Combinator"، وعندها انتقل كوليسون إلى وادي السيليكون لمتابعة أعماله.
وعملت أوكتوماتيك في مساعدة الناس الذين يبيعون منتجاتهم باستخدام مواقع التسوق على الإنترنت، وكتب الإخوة برنامجاً يدير الأسهم والمبيعات للعدد المتزايد من الشركات التي تعمل الآن في مواقع المزادات على الإنترنت.
الطريقة المثلى لكتابة السيرة الذاتية للمديرين وأصحاب المناصب العليا
وفي عام 2010 شارك كوليسون مع شقيقه في تطوير نظام برمجيات يمكن الشركات من كل الأحجام من جمع المدفوعات بسهولة أكبر، وتشغيل أجزاء أخرى من مواقعها الإلكترونية، فأسسا شركة سترايب "Stripe" في وادي السيليكون في كاليفورنيا وهي تختص في تحويل المدفوعات وحصل على دعم من بيترثيل وإلون موسك وماكس ليفشين وسيكويا كابيتال.
وفي نوفمبر 2016، تمكن موقع سترايب من جمع 150 مليون دولار أمريكي من شركة كابيتال جي "CapitalG" والتي تعد قسم الاستثمار في شركة جوجل ألفابيت الرئيسية وشركة جنرال كاتاليست وشركاه "Catalyst Partners" الأمر الذي ساهم في ازدياد ثروة كوليسون التي تقدر حالياً بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي.
وشركة سترايب ليست معروفة على نطاق واسع لأنها لا تبيع أي شيء للمستهلكين بشكل مباشر، لكن أنظمتها البرمجية تمكن العديد من الشركات حول العالم من قبول مدفوعات عبر الإنترنت، وتشغيل مواقعها الإلكترونية بشكل أسهل.
ويعد نموذج العمل التجاري للشركة بسيطا نسبيا، فهي تتقاضى من العملاء مبلغا من المال لكل معاملة يتم إجراؤها باستخدام برامجها. وفي المملكة المتحدة، يمثل هذا المبلغ 1.4 في المائة من قيمة العملية التجارية بالإضافة إلى 20 بنسا.
وفي ظل وجود أكثر من 100 ألف عميل عالمي لهذه الشركة، أعلنت العام الماضي عن جولة تمويل جديدة قدرت قيمة الشركة بنحو 9.2 مليار دولار أمريكي مما يعني أن ثروة الشقيقين جون وباتريك 1.1 مليار دولار على الأقل لكل منهما،
واليوم، تملك سترايب 750 موظفا، بما في ذلك 500 في سان فرانسيسكو، و150 في الخارج، ويشمل ذلك مكاتبها الأوروبية في دبلن، ولندن، وباريس، وبرلين.